محتوي الموضوع
الجزائر كانت قبل الاحتلال الفرنسي لها تعيش في عصر من الازدهار والقوة ، لمدة ثلاث قرون ، فكانت لها نفوذ ممتد في البحر المتوسط ، إلا أنه ضاع عندما تعرض هذا الأسطول الجزائري للخراب والدمار بعد موقعة نافرين إثر تعاونهم مع الدولة العثمانية ، وأتت فرنسا لتنتهز هذا الحدث وتحقق أمانيها باحتلال الجزائر ، في الوقت الذي تراخت فيه وضعفت الدولة العثمانية ، وهذا الأمر زاد عندها الرغبة في احتلال الجزائر وبسط النفوذ عليها ، فبدأ الفرنسيين محاولاتهم في استعمار الجزائر ، واتخذت من الحادثة الشهيرة حينها باسم (حادثة المروحة) حجة وسبباً في إيقاع الجزائر تحت طائلة الاستعمار.
وقبل أن نبدأ دعونا نتعرف على حادثة المروحة ، فعند تولي الباشا حسين حكم الجزائر ، وقد كان مشهوراً بغيرته الشديدة على الدين ، طلب حينها من قنصل فرنسا أن يبلغ الحكومة الفرنسية بضرورة التسريع في سداد ديونهم للجزائر.
فقد كانت الجزائريين يصدرون للفرنسيين القمح ، وهذا الأمر قد كتل على فرنسا ديون كثيرة جداً عجزت عن دفعها ، فأساء قنصل فرنسا الرد عليه ، وهذا أغضب الباشا جداً وأمره بالخروج ، إلا أن القنصل لم يتحرك فقام حينها بضربه بالمروحة التي كانت في يده ، والمروحة هي المهفة التي كان يستعملها القدماء ، عندما يكون الجو حار ، وهي عبارة عن مروحة يدوية تمت صناعتها من سعف النخيل ، وبعد هذا نقل القنصل تلك الرواية لحكومته ، وادعى أنه ضرب كثيراً من قبل الباشا.
الحصار البحري الفرنسي:
- لقد وصل خبر حادثة المروحة لفرنسا في نفس التوقيت الذي كان فيه نشاط المعارضة متصاعداً ضد ملك فرنسا ، فحاولت المعارضة مراراً استغلال تلك الحادثة ضد الحكومة الفرنسية ، إلا أنها باءت بالفشل ، وقامت فرنسا بالزحف فوراً ، وأرسلت جيوشها للجزائر التي حاولت تدمير جميع المنشآت التي توجد في إقليمها ، وتواصلت القرصنة البحرية بين الجزائر وفرنسا.
للمزيد يمكنك قراءة : معلومات عن الجزائر
إعداد مشروع الحملة العسكرية:
- حاول الفرنسيون إلغاء حصارهم على الجزائر ، وذلك عبر التفاوض معهم بشكل مشرف ، فقد أرسلت الكثير من الوفود للجزائريين ، إلا أن كل المفاوضات باءت بالفشل ، وقد استمر الحصار لفترة ثلاث سنوات إلى أن ضعفت القوة الفرنسية ، ونفذت الذخيرة ، ودمرت المراكب ، بالإضافة لقتل عدد كبير من الجيش الفرنسي.
الاستعداد الفرنسي للحملة العسكرية:
- لقد بدأت فرنسا في تلك المرحلة اعداد العدة للحملة العسكرية ، فتهيأت بشرياً ، ومادياً ، ودأبت على العمل في التحضير المادي أكثر من 3 شهور من العمل المتواصل ، وقد حصلت على تأييد الكثير من الدول ، كإسبانيا ، وتونس ، إلا أنها قوبلت بالرفض من قبل إنجلترا ، نظراً إلى أن فرنسا لم تقدم توضيحات كافية تجاه تلك الحملة.
استعداد الجزائر لمواجهة الحملة:
- استعدت الجزائر جيداً من أجل مواجهة الفرنسيين ، فقد علمت بتلك الحملة وبجميع تفاصيلها قبل أن تقع ، وذلك عبر قيام الحكومة بتخصيص رواتب لجواسيس بباريس ، ومرسيليا ، وإيطاليا.
للمزيد يمكنك قراءة : عدد سكان الجزائر
انتقال الحملة من ميناء طولون:
- اتجهت الحملة الفرنسية من ميناء طولون لميناء الجزائر ، وهاجمتها براً من شبه جزيرة سيدي فرج ، وقد استمرت المواجهات إلى أن أقرت الحكومة الفرنسية شروطاً أجبرت بها الجزائريين على الاستسلام والموافقة ، وهذا الأمر أدى لسقوط العاصمة الجزائرية ، وفرض الهيمنة الفرنسية ، وإنزال الرايات والأعلام الجزائرية ، ورفع رايات الفرنسيين مكانها.
توسع الاحتلال في المناطق الجزائرية:
- بدأ الفرنسيين في توسيع نفوذهم بكل المناطق الداخلية للجزائر بعد أن سقطت ، إلا أنهم لاقوا مواجهات ومقاومة من سكان تلك المناطق ، مما اضطرهم للعودة للعاصمة الجزائرية.
الغزو الفرنسي للجزائر:
- لقد احتلت فرنسا الجزائر في عهد نابليون بونابرت ، فاتخذت حادثة المروحة ذريعة لهذا الغزو ، فقدمت على غزوها من ميناء طولون ، فقد كان لدى الدولة الجزائرية أسطول قوي جداً ، فتم تدميره ، ووصلت فرنسا إلى الكثير من المناطق داخلها ، واعتدت خصوصاً على المؤسسات الدينية والمؤسسات التعليمية ، لأن هدفها الرئيسي كان هو تجهيل الشعب الجزائري ، وهذا الأمر قد أدى لنفاذ ميزانية التعليم ، وإغلاق جميع المدارس ، وهجرة جميع العلماء.
للمزيد يمكنك قراءة : فرحات عباس المناضل الجزائري