محتوي الموضوع
إن الصيام أحد العبادات التي خصها الله سبحانه وتعالى بعظيم الفضل ، وقد كتب الصيام على أمة الإسلام كما كتبه على الأمم السابقة ، إذ قال الله عز وجل بسورة البقرة : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } ، والصيام يعني أن يترك الإنسان الطعام ، والشراب ، والجماع ، ونحو ذلك من الأشياء التي حرمها الله على المسلم في وقت الصيام ، والصوم يكون تزكية وتطهير للعقل والجسد والروح والقلب ، فيلازم المؤمن الطاعات ويبتعد عن المنكرات ، فيقوي هذا الأمر من عزائم الصائمين ويصلح نفوسهم ويغفر لهم ذنوبهم.
وقد روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه ، بالحديث الصحيح عن الصوم : [قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به، والصِّيَامُ جُنَّةٌ، وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ] ، وفي هذا اليوم سوف نسلط الضوء أكثر وسنتعرف على احكام الصيام ومفطراته عند الشافعية ، فتابعوا معنا.
حكم الصيام:
إن الصيام بالنظر لحكمه ينقسم لأنواع عدة ، توضيح وتفصيل كل نوع منها ، فيما يلي :
- الصيام الواجب : وهذا الصيام ينقسم لقسمين اثنين : فإما أن يكون صيام واجب ، خاطب الشرع عموم المكلفين به ، وهذا النوع يتمثل في صيام شهر رمضان المبارك ، وإما أن يكون صيام واجب بسبب من المكلف ، ويتمثل في صيام النذور والكفارات ، ومن أمثلة صيام الكفارات : كفارة القتل الخطأ ، وكفارة اليمين ، وكفارة الجماع بنهار رمضان ، وكفارة الظهار ، وفدية الأذى للمحرم ، وفدية جزاء قتل الصيد حال الإحرام ، وفدية لمن لم يجد الهدي.
- الصيام المستحب : وهو صوم التطوع ، على شرط أن يكون بيوم حرم صيامه ، وقد أوضحت الأحاديث فضل صيام التطوع ، منها قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم : [مَن صامَ يومًا في سبيلِ اللَّهِ ، عزَّ وجلَّ باعدَ اللَّهُ وجهَهُ من جَهَنَّمَ ، سبعينَ عامًا] ، ومن الصوم المستحب أيضاً صيام 6 أيام من شهر شوال ، وذلك لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم : [مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ] ، ومن الصوم المستحب كذلك : صوم أول 8 أيام من شهر ذي الحجة ، على اعتبار أنها من عموم الأعمال الصالحة التي ثبت فضل المبادرة إليها في أيام الـ10 من شهر ذي الحجة ، ذلك بالإضافة ليوم عرفة لغير الحاج ، فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : [صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ] ، ومن الأيام التي يستحب صيامها أيضاً : الـ29 من شهر محرم ، والشهر بعمومه ، ويومي الخميس والاثنين ، و3 أيام من كل شهر ، وصيام يوم وإفطار يوم آخر.
للمزيد يمكنك قراءة : كفارة الصيام للمريض وللحامل
مفطرات الصيام:
- الأكل والشرب : فالأكل والشرب عمداً يبطل الصيام ، ولكن نسيانهم لا يبطله ، فقد قال الله عز وجل في القرآن الكريم : {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}
- الجماع : ودليل ذلك قول الله عز وجل في القرآن الكريم بسورة البقرة : {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ}
- القيء : فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [مَن ذَرَعَهُ القَيْءُ و هو صائِمٌ فلَيسَ عليه قَضاءٌ، ومَنِ اسْتَقَاءَ فلْيَقْضِ] ، وهناك فرق بين من تقيء عمداً ومن تقيء بشكل لا إرادي.
- الحيض والنفاس : والحيض والنفاس من الأشياء الخاصة بالمرأة وهي تبطل الصيام.
- الاستمناء : إن خروج المني بشتى الوسائل يفسد الصيام.
- النية : فمن أصاب نية خالصة بالفطر خلال صومه ولم ينقصه إلا التطبيق ، فقد فسد صيامه.
للمزيد يمكنك قراءة : هل يجوز الصيام على جنابه
سؤال وجواب بالصور:
للمزيد يمكنك قراءة : في اي عام فرض الصيام