محتوي الموضوع
إن لأصحاب الرسول صل الله عليه وسلم مكانة رفيعة في صدور المسلمين فهم أحسن البشر بعد الأنبياء والمرسلين , فحب الصحابة رضوان الله عليهم كحب النبي عليه الصلاة والسلام, فحب الصحابة جزء من عقيدة أهل السنة والجماعة, وهذا ما أخبرنا به نبي الله محمد “صل الله عليه وسلم”, فقد قال عنهم بأنهم خير القرون, فقال: (إن خيركم قرني, ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم) ، أضف إلى ذلك نقلهم الشريعة من النبي صل الله عليه وسلم إلى الأمة التي بعده, فكان الصحابة رضوان الله عليهم مثال الهدي, ومنارة العلم, فقد قاموا بنشر الصدق, والأخلاق, والفضيلة, والأدب, وغير ذلك من الأخلاق الحميدة.
حتى أنهم نالوا أن الله عز وجل قد أثني عليهم في آيات كثيرة كقول الله عز وجل (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم), وقوله تعالى {محمد رسول الله والذين معه أشداء علي الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود} ، واليوم سوف نتناول معكم آخر من توفي من الصحابة فطحل.
عامر بن واثلة آخر من توفي من الصحابة:
- اسمه: عامر بن واثلة الليثي, أو عامر بن واثلة بن عبد الله بن عامر, وقيل أيضا: عمير بن جحش, وأيضا قيل: هو حميس بن جري, وقيل: جدي بن سعد, فهو من الذين رأوا الرسول “صل الله عليه وسلم”.
- وقد اتفق العلماء علي أنه آخر من توفي من الصحابة رضوان الله عليهم في السنة المئة من الهجرة النبوية, وقد قيل في سنة مئة واثنين, وقد قيل في سنة مئة وعشرة , في مكة المكرمة, وقيل هو الكناني وليس الليثي.
- وقال ابن عساكر في تاريخه بأنه قد توفي سنة مئة وواحد, حيث أدرك ولاية عمر بن عبد العزيز عليه (رحمة الله) ، وهناك قولا آخر يقول بأنه توفي في حرب ابن الأشعث في سنة اثنين وثمانين من الهجرة.
معلومات عن الصحابي الجليل عامر بن واثلة:
- لزم أبو الطفيل النبي “صل الله عليه وسلم” ثمانية أعوام , فقد ولد في عام أحد, وشهد النبي”صل الله عليه وسلم في الحج, ورحل إلي الكوفة, وأقام في مكة إلي أن توفي, وقيل بأنه شهد الرسول”صل الله عليه وسلم” يطوف بالبيت.
- وروي عن عمر وعلي (رضوان الله عليهم) وذهب إلي الكوفة والمدائن في عهد الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان (عليه رضوان الله) ثم رحل إلي مكة وتوفي بها, فكان آخر من رأي الرسول”صل الله عليه وسلم” في المنام.
- وعندما صاحب علي (رضوان الله عليهما) شهد معه جميع المعارك, وعندما توفي علي (رضوان الله عليه) ذهب إلي مكة, عرف بالفضل, والفصاحة, وأيضا الشعر, وعرف أيضا بأنه حاضر الجواب.
- ونذكر أيضا بأن أبو الطفيل ولد بعد الهجرة وشهد الرسول”صلوات الله وسلامه عليه”في حجة الوداع, عندما كان يتسلم الركن بمحجنه, ويقبله, ويحمل راية المختار عند ظهوره بالعراق, فقد عرف بالصدق, وكان من الثقات في النقل, وكان شجاعا, فارسا, عالما.
رؤية الصحابي الجليل عامر بن طفيل للرسول:
- يعتبر الصحابي عامر بن البكري أبو الطفيل من صغار الصحابة فهو آخر من توفي منهم, ففي صحيح مسلم أثبت رؤيته للرسول”صل الله عليه وسلم”, وهو يستلم الركن, فقد قال:
- (رأيت رسول الله صل الله عليه وسلم يطوف بالبيت, ويستلم الركن بمحجن معه ويقبل المحجن), وعندما سئل عن رؤيته للرسول”صل الله عليه وسلم” قال:
- (نعم ولا أعلم علي ظهر الأرض رجلا حيا رأي النبي غيري قال: وكان أبيض, مليح الوجه). وقد رآه وهو يركب ناقته ويذهب بها إلي الأبطح, ورآه يقسم اللحم في مكان يطلق عليه اسم الجعرانة, ورآه أيضا يطوف ويسعي بين الصفا والمروة.
تفاوت الصحابة رضوان الله عليهم في الفضل:
- معلوم عند العلماء وكذلك أهل الإيمان والتقوى أن هناك عدة أمور يتفاوت فيها الصحابة في الفضل, وهي حسب أسبقيتهم في الإسلام , ومنها أيضا الجهاد في سبيل الله, والهجرة, والإيواء, والنصرة.
- وأفضلهم هم السابقون الأولون من اللأنصار والمهاجرين, وهم الذين أنفقوا وقاتلوا في سبيل الله قبل صلح الحديبية, وقد سماه الله عز وجل (فتحا),فقال تبارك وتعالي:(لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسني والله بما تعملون خبير).
- ومن الجدير بالذكر أن الله (عز وجل) قد اختص أهل بدر من المهاجرين والأنصار مصداقا لقول النبي”صل الله عليه وسلم”:(لعل الله اطلع علي من شهد بدرا فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم), وكان عددهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا.
فضل الصحابة رضوان الله عليم في القرآن والسنة:
- ذكر الله تبارك وتعالي فضل ورفعة ومكانة الصحابة (رضوان الله عليهم) في كتابه العظيم, وقد أثني عليهم فقال جل شأنه: {الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم أنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون}, فهذه الآية تبين فضل ومكانة الصحابة الرفيعة لما جاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم.
- وقال عز وجل: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم}.
- وقال رسول الله صل الله عليه وسلم :(لا تسبوا أصحابي, لا تسبوا أصحابي, فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا, ما أدرك مد أحدهم, ولا نصيفه), وبذلك لا يقدر أحد بأن يبلغ مرتبة الصحابة عند الله وعند رسوله لمكانتهم الرفيعة في نشر الدعوة والهجرة مع الرسول ونصره.
للمزيد يمكنك قراءة : الصحابي الذي قتلته الجن
للمزيد يمكنك قراءة : مقولات الإمام علي
للمزيد يمكنك قراءة : اسئلة من هو الصحابي