الدعاء من أهم الأسباب التي تحول بين العبد وبين الابتلاء، فمن ألح على الله في الدعاء أجاب الله دعاءه بإذنه تعالى، فالعبد لا ييأس أبدًا من الدعاء مهما تأخر، أو مهما ظن أنه تأخر، فلعل الله تعالى قد استجاب لدعاء العبد، والعبد لم يدرك ذلك.
والمرض هو من الابتلاءات التي تجيء من الله تعالى تخفيفًا على عباده المؤمنين ورفعًا لدرجتهم مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا.
وفي هذا الموضوع نتعرض إلى الأدعية الواردة في شأن الدعاء للمرضى.
أدعية للمريض اللهم اشف كل مريض:
- قوله صلى الله عليه وسلم: أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً. رواه البخاري ومسلم.
- ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم لعثمان بن أبي العاص لما اشتكى إليه وجعاً يجده في جسده فقال له صلى الله عليه وسلم: ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثاً … وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر.
- ومنها: ما رواه أبو داود عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من اشتكى منكم شيئاً أو اشتكاه أخ له فليقل: ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء، اجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ.
- وفي سنن أبي داود عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه من ذلك المرض . والحديث أيضا رواه الترمذي في السنن, وصححه الشيخ الألباني .
- صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث الرقية، حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المريض فدعا له قال: أذهب الباس رب الناس، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً. متفق عليه.
- وفي صحيح البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ فِي الْمَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أَنْفثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ وَأَمْسَحُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا.
- وصح عنه أن الدعاء بالاسم الأعظم وبدعاء يونس عليه السلام مستجاب، ففي مسند أحمد وسنن الترمذي والمستدرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له. والحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني.
- وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد تشهد ودعا، فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أتدرون بم دعا، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دُعِيَ به أجاب، وإذا سُئِلَ به أعطى. رواه النسائي والإمام أحمد.
- عن سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – قال: عادني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: «اللهم اشف سعدا، اللهم اشف سعدا، اللهم اشف سعدا» . رواه مسلم.
- عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما: أنهما شهدا على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «من قال: لا إله إلا الله والله أكبر، صدقه ربه، فقال: لا إله إلا أنا وأنا أكبر. وإذا قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قال: يقول: لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي. وإذا قال: لا إله إلا الله له الملك وله الحمد، قال: لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد. وإذا قال: لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال: لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي» وكان يقول: «من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار» . رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن).
كان هذا ختام موضوعنا حول أدعية للمريض اللهم اشف كل مريض، نقلنا فيه بعض الأوراد والأدعية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بخصوص الأدعية التي يدعو بها المريض أو تُدْعَى للمريض، والأذكار التي جاءت في ذلك، نسأل الله تعالى أن يشفي كل المسلمين ويعافيهم من البلاء إنه ولي ذلك والقادر عليه.