معلومات
اسباب سقوط الاندلس وعلى يد من سقطت
لقد فتحت الأندلس على يد المسلمون في العام الثاني والتسعون هجرياً ، وبعد ذلك الفتح انتشر الإسلام في كافة أرجاء البلاد ، فأقام المسلمون في الأندلس دولة ظلت لمدة ثمانين سنة ، وكان عبد الرحمن الناصر هو خليفة المسلمين وقتها ، ومما يذكره المؤرخون في كتبهم أن الأندلس كانت واحدة من أكثر دول العالم من حيث التحضر والثقافة والرقي ، فقد عاش فيها المسلمون بسعادة وعلو وغنى ، وقد امتازت تلك المدينة بخصوبة أراضيها ، فضلاً عن وفرة مياهها العذبة واعتدال مناخها ، وفي هذا اليوم سوف نقدم لكم اسباب سقوط الاندلس وعلى يد من سقطت.
الأندلس:
- للأسف قوة المسلمون لم تدم على الأندلس ، فقد تضاءل حكمهم حتى انحصر بمملكة غرناطة فقط ، وفي العام ألف وأربعمائة واثنين وتسعون قد سقطت مدينة غرناطة ، وهذا بعد أن وقع الملك وقتها أبي عبد الله الصغير معاهدة استسلام مع الملكين الكاثوليكيين وكانا اسمهما فرديناند وإيزابيلا ، ومنذ سيطرتهما على البلاد انتشرت محاكم التفتيش التي كان دورها حرق كل ما هو مسلم في البلاد.
- وذلك التاريخ يعد نهاية الوجود الإسلامي في بلاد الأندلس ، ونشير هنا لأن سقوط الأندلس قد ظل قرون كثيرة حتى ضاعت كلها من قبضة المسلمين ، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على طول نفس أعداء الإسلام ، قد ظلوا يزعزعون كيان الدولة الأندلسية حتى صارت في يد أعداء الإسلام.
الأسباب وراء سقوط الأندلس:
- الترف وانشغال الأمراء وحكام البلاد وقتها على إنفاقهم في الملبس والمسكن والمأكل ولم يكونوا يهتموا كثيراً خاصةً بالآونة الأخيرة قبل سقوط البلاد في الدفاع عن الأرض.
- الانحراف والبعد عن شرع الله عز وجل وعن المنهج الإسلامي القويم ، فقد انتشر الخمر في البلاد ولم يكن يتم محاسبة شاربها ، كما أن الغناء والموسيقى واللهو والجواري وتسابق الأمراء بتقريب الفسقة منهم كان من أسباب سقوط المدينة.
- تخلف العديد من علماء الدين عن دورهم الدعوي ، وقد كان كل همهم هو المسائل الخلافية وقد تجاهلوا تماماً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الجهاد.
سقوط طليطلة:
- لقد تعرضت المدينة لهجمات كثيرة للغاية من قبل النصارى الذين عاشوا إبان عهد فرناندو الأولى ، فضلاً عن عهد ابنه ألفونسو السادس ، ذلك بالإضافة للمشاكل والنزاعات التي كانت متبادلة بين ملوك الطوائف بالأماكن المجاورة للمدينة ، فعلم النصارى وقتها بأن مدينة طليطلة تعد واسطة العقد بالأندلس.
- وأن سقوط المدينة سوف ينجم عنه سقوط قرطبة وغرناطة وإشبيلية ، وكافة المدن التي يسيطر عليها المسلمون ، وبالفعل هذا ما حدث فقد سقطت المدينة في أيديهم في شهر صفر من العام أربعمائة وثمانية وسبعون هجرياً ، وقد دخل ملك قشتالة وقتها ألفونسوا السادس لها.
- وعليه خرجت من تحت أيدي المسلمين وصارت عاصمة للنصارى ، وقد اهتز العالم كله والعالم الإسلامي على وجه الخصوص بالمشرق والمغرب على خبر سقوطها ، وقد أخذ الشعراء يصورون هذا الأمر ، وكتبوا في رثاء الأندلس ما يبكي الحجر.
اجمل ما قيل عن سقوط الأندلس:
- لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ
- فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ
- هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ
- مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ
- وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ
- وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ
- يُمَزِّقُ الدَهرُ حَتمًا كُلَّ سابِغَةٍ
- إِذا نَبَت مَشرَفِيّات وَخرصانُ
- وَيَنتَضي كُلَّ سَيفٍ للفَناء وَلَو
- كانَ ابنَ ذي يَزَن وَالغِمد غمدانُ
- أَينَ المُلوكُ ذَوي التيجانِ مِن يَمَنٍ
- وَأَينَ مِنهُم أَكالِيلٌ وَتيجَانُ
- وَأَينَ ما شادَهُ شَدّادُ في إِرَمٍ
- وَأينَ ما ساسَه في الفُرسِ ساسانُ
- وَأَينَ ما حازَهُ قارونُ من ذَهَبٍ
- وَأَينَ عادٌ وَشدّادٌ وَقَحطانُ
- أَتى عَلى الكُلِّ أَمرٌ لا مَرَدّ لَهُ
- حَتّى قَضوا فَكَأنّ القَوم ما كانُوا
- وَصارَ ما كانَ مِن مُلكٍ وَمِن مَلكٍ
- كَما حَكى عَن خَيالِ الطَيفِ وَسنانُ
- دارَ الزَمانُ عَلى دارا وَقاتِلِهِ
- وَأَمَّ كِسرى فَما آواهُ إِيوانُ
- كَأَنَّما الصَعبُ لَم يَسهُل لَهُ سببٌ
- يَومًا وَلا مَلَكَ الدُنيا سُلَيمانُ
- فَجائِعُ الدُهرِ أَنواعٌ مُنَوَّعَةٌ
- وَلِلزَمانِ مَسرّاتٌ وَأَحزانُ
- وَلِلحَوادِثِ سلوانٌ يُهوّنُها
- وَما لِما حَلَّ بِالإِسلامِ سلوانُ
- دهى الجَزيرَة أَمرٌ لا عَزاءَ لَهُ
- هَوَى لَهُ أُحُدٌ وَاِنهَدَّ ثَهلانُ
- أَصابَها العينُ في الإِسلامِ فاِرتزَأت
- حَتّى خَلَت مِنهُ أَقطارٌ وَبُلدانُ
- فاِسأل بَلَنسِيةً ما شَأنُ مرسِيَةٍ
- وَأَينَ شاطِبة أَم أَينَ جيّانُ
- وَأَين قُرطُبة دارُ العُلُومِ فَكَم
- مِن عالِمٍ قَد سَما فِيها لَهُ شانُ
- وَأَينَ حمص وَما تَحويِهِ مِن نُزَهٍ
- وَنَهرُها العَذبُ فَيّاضٌ وَمَلآنُ
- قَوَاعد كُنَّ أَركانَ البِلادِ فَما
- عَسى البَقاءُ إِذا لَم تَبقَ أَركانُ
- تَبكِي الحَنيفِيَّةُ البَيضَاءُ مِن أَسَفٍ
- كَما بَكى لِفِراقِ الإِلفِ هَيمَانُ
- عَلى دِيارٍ منَ الإِسلامِ خالِيَةٍ
- قَد أَقفَرَت وَلَها بالكُفرِ عُمرانُ
- حَيثُ المَساجِدُ قَد صارَت كَنائِس ما
- فيهِنَّ إِلّا نَواقِيسٌ وصلبانُ
- حَتّى المَحاريبُ تَبكي وَهيَ جامِدَةٌ
- حَتّى المَنابِرُ تَبكي وَهيَ عيدَانُ
- يا غافِلًا وَلَهُ في الدهرِ مَوعِظَةٌ
- إِن كُنتَ في سنَةٍ فالدهرُ يَقظانُ
- وَماشِيًا مَرِحًا يُلهِيهِ مَوطِنُهُ
- أَبَعدَ حِمص تَغُرُّ المَرءَ أَوطانُ
- تِلكَ المُصِيبَةُ أَنسَت ما تَقَدَّمَها
- وَما لَها مِن طِوَالِ المَهرِ نِسيانُ
- يا أَيُّها المَلكُ البَيضاءُ رايَتُهُ
- أَدرِك بِسَيفِكَ أَهلَ الكُفرِ لا كانوا
- يا راكِبينَ عِتاق الخَيلِ ضامِرَةً
- كَأَنَّها في مَجالِ السَبقِ عقبانُ
- وَحامِلينَ سُيُوفَ الهِندِ مُرهَفَةً
- كَأَنَّها في ظَلامِ النَقعِ نيرَانُ
- وَراتِعينَ وَراءَ البَحرِ في دعةٍ
للمزيد يمكنك قراءة : اين تقع الأندلس وما هي اهم معالمها السياحية
للمزيد يمكنك قراءة : ابو البقاء الرندي في رثاء الاندلس ونبذة مختصرة عن حياته
للمزيد يمكنك قراءة : تاريخ سقوط بغداد على يد المغول معلومات وحقائق