اسمه الحسين بن منصور الحلاج ولد في العام ألف وثمانمائة وثمانية وخمسون ميلادياً من أصول فارسية ، إلا أنه كبر ونشأ وترعرع بدولة العراق ، وقد كان شخص كثير الترحال ، قام بالسفر من مكة المكرمة وخراسان والهند ، وكانت شخصية الحلاج شخصية صوفية شاعرية أدبية ، درس الدين قبل أن يدخل معترك الصوفية ، ولازم العديد من العلماء والمشايخ ، وقد اتهم بالزندقة ، وقد أحل دمه القاضي أبو عمر محمد بن يوسف المالكي لما للحلاج من فتاوى وآراء شاذة ، وبالفعل قد تم قتله في العام ألف وتسعمائة واثنين وعشرون ميلادياً ، وللحلاج قصائد كثيرة ، يسعدنا في هذا اليوم أن نقدم لكم اشعار الحلاج في الحب … اقتباسات من روائع الصوفية ، سوف نجمع كم كبير جداً ومجموعة ضخمة من أجمل ما قاله الحلاج في الحب ، وحتى لا نطيل عليكم تعالوا نستمتع معاً بقراءة تلك الكلمات.
شعر صوفي غزلي:
- أشار لحظي بعين علِم
- بخالصٍ من خِفِّي وَهْم
- ولائحٌ لاح في ضميري
- أدقّ من فهم وهم همِّي
- وخضتُ في لجّ بحر فكري
- أمُرُّ فيه كمرِّ سهم
- وطار قلبي بريش شوقي
- مركَّب في جناح عزمي
- إلى الذي عن سُئلتُ عنه
- رمزت رمزًا و لم أسمِّي
- حتّى إذا جُزْتُ كلَّ حدٍّ
- في فلوات الدنو أَهْمِي
- نظرت إذ ذاك في سجَالٍ
- فما تجاوزتُ حدَّ رَسْمي
- فجئتُ مستسلمًا إليه
- حدَّ قيادي بكفِّ سلْمي
- قد وسم الحبُّ منه قلبي
- بميسم الشوق أي وسم
- وغاب عنِّي شهود ذاتي
- بالقرب حتّى نسيتُ اسمي
**
- طَلَعَتْ شمس من أحبّ بلَيّلٍ فـ
- ـاستنارت فما عليها من غروب
- عن شمس النهار تطلع باليلـ
- ـلِ وشمس القلوب ليس تغيـب
- رأَيتُ ربّي بعين قلبِ
- فقلتُ من أنت قال أنت
- فليس للأين منك أينٌ
- و ليس أين بحيثُ أنت
- و ليس للوهم منك وهمٌ
- فيعلم الوهم أين أنت
- أنت الذي حُزْتَ كل أين
- بنحو لا أينَ فأينَ أنت
- و في فنائي فنا فنائي
- و في فنائي وجدت أنت
- لي حبيبٌ أزور في الخلـوات
- حاضر غائب عن اللحظات
- ما تراني أصغي إليه بسمــع
- كي أعي ما يقول من كلمات
- كلمات من غير شكل ولا نطق
- و لا مثل نغمة الأصــوات
- فكأنّـي مخاطب كنت إيــًّاه
- على خاطري بذاتي لذاتــي
- حاضـر غائب قريب بعيــدٌ
- وهو لم تحوه رسوم الصفات
- هو أدل من الضمير إلى الوهم
- و أخفى من لائح الخطـرات
- سرّ السرائر مَطْــوِيٌّ بـِاثـْبَات
- في جانب الأُفْق ِمن نور بـِطيَّات
- فكيف والكيف معروف بظاهــره
- فالغيب باطنه للذاتِ بالـــذات
- تـَاهَ الخلائقُ في عمياءَ مظلمــةٍ
- قصدا و لم يعرفوا غير الإشارات
- بالظنّ و الوهم نحو الحقّ مطلبهـم
- نحوَ الهواء يناجون السمــاوات
- و الــربّ بينهم في كـل منقـلب
- مُحِلَّ حالاتهم في كل ساعــات
- و ما خلوا منه طرف عين لو علموا
- و ما خلا منهم في كل أوقــات
**
- يا موضعَ الناظرِ من ناظرِي
- ويا مكانَ السرِّ من خاطري
- يا جملةَ الكلِّ التي كلُّها
- أحبُّ من بعضي ومن سائري
- تراكَ ترثي للذي قلبه
- معلَّق في مخلبي طائرِ
- مدلَّه حيرانُ مستوحشٌ
- يهربُ من قفر إلى آخرِ
- يسري و ما يدري و أسراره
- تسرى كلمحِ البارق النائرِ
- كسرعة الوهم لِمَنْ وهمُه
- على دقيق الغامض الغابرِ
- في لجٍّ بحر تجري به
- لطائف من قدرة القادرِ
ديوان شعر الحلاج:
- لَبَّيكَ لَبَيكَ يا سِرّي وَنَجوائي
- لَبَّيكَ لَبَّيكَ يا قَصدي وَمَعنائي
- أَدعوكَ بَل أَنتَ تَدعوني إِلَيكَ فَهَل
- نادَيتُ إِيّاكَ أَم نادَيتَ إِيّائي
- يا عَينَ عَينِ وَجودي يا مدى هِمَمي
- يا مَنطِقي وَعَبارَتي وَإيمائي
- يا كُلَّ كُلّي وَيا سَمعي وَيا بَصَري
- يا جُملَتي وَتَباعيضي وَأَجزائي
- يا كُلَّ كُلّي وَكُلُّ الكُلِّ مُلتَبِسٌ
- وَكُلُّ كُلِّكَ مَلبوسٌ بِمَعنائي
- يا مَن بِهِ عَلِقَت روحي فَقَد تَلِفَت
- وَجدًا فَصِرتُ رَهينًا تَحتَ أَهوائي
- أَبكي عَلى شَجَني مِن فُرقَتي وَطَني
- طَوعًا وَيُسعِدُني بِالنَوحِ أَعدائي
- أَدنو فَيُبعِدُني خَوفي فَيُقلِقُني
- شَوقٌ تَمَكَّنَ في مَكنونِ أَحشائي
- فَكَيفَ أَصنَعُ في حُبٍّ كُلِّفتُ بِهِ
- مَولايَ قَد مَلَّ مِن سُقمي أَطِبّائي
- قالوا تَداوَ بِهِ فَقُلتُ لَهُم
- يا قَومُ هَل يَتَداوى الداءُ بِالدائي
- حُبّي لِمَولايَ أَضناني وَأَسقَمَني
- فَكَيفَ أَشكو إِلى مَولايَ مَولائي
- إِنِّي لَأَرمُقُهُ وَالقَلبُ يَعرِفُهُ
- فَما يُتَرجِمُ عَنهُ غَيرُ إيمائي
- يا وَيحَ روحي وَمِن روحي فَوا أَسفي
- عَلَيَّ مِنّي فَإِنّي أَصِلُ بَلوائي
- كَأَنَّني غَرِقٌ تَبدو أَنامِلَهُ
- تَغَوُّثًا وَهوَ في بَحرٍ مِنَ الماءِ
- وَلَيسَ يَعلَمُ ما لاقَيتُ مِن أَحَدٍ
- إِلّا الَّذي حَلَّ مِنِّي في سُوَيدائي
- ذاكَ العَليمُ بِما لاقَيتُ مِن دَنَفٍ
- وَفي مَشيئَتِهِ مَوتي وَإِحيائي
- يا غايَةَ السُؤلِ وَالمَأمولِ يا سَكَني
- يا عَيشَ روحِيَ يا ديني وَدُنيائي
- قُلي فَدَيتُكَ يا سَمعي وَيا بَصَري
- لِم ذي اللُجاجَةُ في بُعدي وَإِقصائي
- إِن كُنتَ بالغَيبِ عَن عَينَيَّ مُحتَجِبًا
- فَالقَلبُ يَرعاكَ في الإِبعادِ وَالنائي
**
- عجبتُ منك و منـّـي
- يا مُنـْيـَةَ المُتـَمَنّـِي
- أدنيتـَني منك حتـّـى
- ظننتُ أنـّك أنـّــي
- وغبتُ في الوجد حتـّى
- أفنيتنـَي بك عنـّــي
- يا نعمتي في حياتــي
- و راحتي بعد دفنـــي
- ما لي بغيرك أُنــسٌ
- من حيث خوفي وأمنـي
- يا من رياض معانيـهْ
- قد حّويْـت كل فنـّـي
- وإن تمنيْت شيْــــاً
- فأنت كل التمنـّـــي
أقوال الحلاج في الحب بالصور:
للمزيد يمكنك قراءة : نزار قباني شعر حب وعشق
للمزيد يمكنك قراءة : شعر حب واشتياق
للمزيد يمكنك قراءة : شعر حب معاصر
يُعرف الحلاج على أنه شاعر متصوف من أصول فارسية ؛ قد اتبعه العديد من الأشخاص وقد كان شخص مشهوراً في وقته ، وقد تورط في معترك سياسي كبير حتى انتهى به الأمر بإعدامه بسبب تهم سياسية ودينية ، وإلى هنا متابعينا الكرام متابعي موقع احلم نكون قد وصلنا إلى ختام مقال الليلة وقد تكلمنا فيه عن اشعار الحلاج في الحب … اقتباسات من روائع الصوفية ، وضعنا بين أيديكم مقتطفات منتقاة من أروع الأشعار المنسوبة للحلاج في الحب ، وذلك من خلال ثلاثة فقرات مميزة ، سردنا في أول فقرة شعر صوفي غزلي ، وفي ثاني فقرة ديوان شعر الحلاج ، وختمنا حديثنا بفقرة بعنوان أقوال الحلاج في الحب بالصور.