الموت! هذه الكلمة المزلزلة التي تنزل على القلب كالريح العاتية، هذه الكلمة التي إن مست أحد من أحبابنا وأهلينا تركت فينا وفي قلوبنا كم من الأوجاع والآلام التي لا تمحى، هذه الكلمة التي يعرف حقيقتها كل الناس إلا إن أدركت من يخصهم تجدهم يتألمون ويتوجعون من هول ما تتركه في نفوسهم، ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا سبحانه وتعالى: {كل نفس ذائقة الموت} صدق الله العظيم، فالموت لن يبقي على أحد وكل منا سيذهب، كل ما عليك أن تصبر وتحتسب.
وهناك الكثير من القصائد التي تتحدث عن الموت، فشعرنا العربي حافل بهذا النوع من الأشعار القوية والمزلزلة، وفي هذا اليوم سنقدم لكم متابعينا الأعزاء مقالة تحت عنوان اشعار حزينة جدا تبكي عن موت من أحببناهم وتركونا، سنجمع لكم في تلك المقالة مجموعة مختارة من أتعس ما كتب في الشعر العربي عن الموت ورحيل الأحباب.
اشعار حزن الفراق :
فاعمَلْ ليومٍ عبوسٍ، من شدّةِ الهوْلِ كالِحْ
ولا يغُرَّنْكَ دنيا نَعيـمُها عنَكَ نازحْ
وبُغْضُها لكَ زَيْنٌ، وحُبّها لك فاضِحْ
يا من بدنياهُ اشتغلْ . . . . وغَرَّهُ طولُ الأملْ
الموتُ يأتيْ بغتةً . . . . والقبرُ صندوقُ العملْ
ليس من مات فاستراح بميِّتٍ ** إنَّما المَيْتُ ميِّتُ الأحياءِ
إنَّما المَيْتُ من يعيشُ كئيبًا ** كاسِفًا بالُهُ قليلَ الرجاء
ماَ يدفَعُ الموْتَ أرجاءٌ ولاَ حرَسُ مَا يغلِبُ الموْتَ لا جِنٌّ ولا إنـسُ
ما إنْ دَعَا الموْتُ أملاكاً ولا سوقاً إلاَّ ثناهُمْ إليهِ الصَّرْعُ والخلسُ
للموتِ مَا تلدُ الأقوامُ كلُّهُمُ وَللبِلَى كُلّ ما بَنَوْا، وما غرَسُوا
هَلَّا أبَادِرُ هذَا الموْتَ فـي مَهَلٍ، هَلاَّ أبَادِرُهُ مَا دامَ لِي نفَسُ
يا خائفَ الموتِ لَوْ أمْسَيْتَ خائِفَهُ؛ كانتْ دموعُكَ طولَ الدَّهرِ تنـبجِسُ
إذا غمرت في شرفٍ مروم فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقيرٍ كطعم الموت في أمرٍ عظيم
وإذا لم يكن من الموت بد فمن العجز أن تموت جبانا
إذا ما تأملت الزمان وصرفه تيقنت أن الموت ضرب من القتلِ
للمزيد يمكنك قراءة: اشعار حزينة جدا عن الموت والفراق
قصائد عن الموت تزلزل القلوب:
كأنَّ المنَايا قَدْ قَصَدْنَ إلـيكَا يُردنكَ فانظرْ ما لهنَّ لَديكَا
سيأتيكَ يومٌ لستَ فيهِ بمكرمٍ بأكثرَ من حَثوِ الترابِ عليكَا
كما يرى أبو العتاهية في الموت سبباً لمراقبة الحياة وطريقة عيشها، يقول:
هوَ المَوْتُ، فاصْنَعْ كلَّ ما أنتَ صانعُ وأنْتَ لِكأْسِ المَوْتِ لاَ بُدَّ جارِعُ
ألا أيّها المَرْءُ المُخادِعُ نَفسَهُ رُويداً، أتَـدْرِي مَنْ أرَاكَ تُخَادِعُ
ويا جامِعَ الدُّنيا لـغَيرِ بَلاَغِهِ سَتَترُكُهَا فانظُرْ لِمَن أنتَ جَامِعُ
وكًم قـدْ رَأينا الجامِعينَ قدَ أصبَحَت لهم، بينَ أطباقِ التّرابِ مَضاجعُ
لَوْ أنَّ ذَوِي الأبْصَارِ يَرَعُوْنَ كُلَّمَا يَرَونَ، لمَّا جَفّتْ لعَينٍ مَدامِعُ
فَما يَعرِفُ العَطشانَ مَنْ طالَ رِيُّهُ، ومَا يَعْرِفُ الشَّبْعانُ مَنْ هُوَ جائِع
زيَّنتَ بيتك جاهلًا وعَمَرْته ** ولعلَّ غيرَكَ صاحبُ البيتِ
من كانت الأيامُ ســــــــائرةً به ** فكأنَّهُ قدْ حـــلَّ بالموتِ
والمرءُ مُرتهنٌ بسوفَ ولَيتَني ** وهلاكُهُ في السوفِ والليتِ
للهِ دَرُّ فتًى تدَبَّرَ أمرَهُ ** فغدا وراحَ مُبادِرَ الموتِ
فلا السجن أبكاني ولا القيد شفني ولا أنني من خشية الموت أجزع
ولكن أقوما ورائي أخافهم إذا مت أن يعطوا الذي كنت أمنع
الموتُ منّا قريبٌ، ولَيسَ عنَّا بنازحْ
في كلِّ يومٍ نعِيٌّ تصيحُ مِنهُ الصَّوائحْ
تَشْجى القلوبَ وتبكي موَلْوِلاتُ النَّوائحْ
حتَّى مَتى أنتَ تَلـهو في غَفْلةٍ وتُمازِحْ؟
والموتُ في كلِّ يومٍ في زَندِ عيشِكَ قادِحْ
للمزيد يمكنك قراءة: اشعار عراقية حزينة عن الموت
قصيدة للهمذاني عن الموت:
أجِدَّكَ مَا تَنَبَّهُ للمنايا كأنَّكَ وَاجدٌ عنَها مَلاذا
لذاكَ عَلى الغِنى تَزدادُ حِرصاً وفي حَلباتِ سُكرتِها نَفاذا
هبِ الدُّنيا تُحقِّقُ ما تَرجَّي مِن الآمال؛ ويحكَ ثُمَّ ماذا؟!
يقول الإمام محمَّد بن إدريس الشَّافعي في الموت:
وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ ولا بؤسٌ عليكَ ولا رخاءُ
وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا فلا أرضٌ تقيهِ ولا سماءُ
وأرضُ الله واسعةً ولكن إذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ
دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ فما يغني عن الموت الدواءُ
ولا تنفكُّ الحياة تذكرنا بالموت كما يقول أحمد شوقي:
كلُّ حيٍّ على المنيِّة غَادي تَتوالى الرِّكابُ والمَوتُ حَادي
ذهبَ الأوَّلونَ قرناً فقرناً لم يدُمْ حـاضرٌ، ولم يَبقَ بَادي
هَل ترى منهُمُ وتَسمعُ عَنهُم غيرَ باقي مآثرٍ وأيادي؟
كُرَةُ الأَرضِ كم رَمَتْ صَوْلجَانا وطوَتْ مِن ملاعبٍ وجِيادِ
والغُبارُ الَّذي عَلى صَفحَتيها دَورانُ الرَّحى عَلى الأجسادِ
كلُّ قبرٍ مِن جَانِبِ القفرِ يبدو علمَ الحَقِّ أو مَنارَ المعادِ
للمزيد يمكنك قراءة: اشعار الشوق والحنين للحبيب الغائب
إلى هنا متابعينا الكرام متابعي موقع احلم نكون قد وصلنا إلى ختام موضوع اليوم الذي تكلمنا ودار حديثنا فيه حول اشعار حزينة جدا تبكي عن موت من أحببناهم وتركونا، وضعنا بين أيديكم مجموعة من القصائد المزلزلة والأبيات المؤثرة التي تمس القلوب التي أوجعتها وآلامتها فراق الأحباب والأصدقاء والأهل، فقد أرفقنا ثلاث فقرات قدمنا في أول فقرة منهم اشعار حزينة جدا تبكي، وفي ثاني فقرة سردنا قصائد عن الموت تزلزل القلوب، وختمنا حديثنا بقصيدة للشاعر الكبير الهمذاني، سائلين الله العظيم رب العرش العظيم أن يرحم ويسامح ويغفر لكل أحبابنا الذين رحلوا عن دنيانا.