محتوي الموضوع
إن البحث العلمي يقصد به المنهج العلمي أو الطريقة العلمية المتبعة في تحقيق أهداف العلم ، وإضافة بعض المعارف ، والتأكد من صحتها من خلال اختبارها بالطريقة العلمية ، وقد وضعت الكثير من التعريفات الموضحة لمفهوم البحث العلمي ، وفي هذا اليوم سوف نسلط الضوء أكثر على تعريف البحث العلمي ، وعلى تطوير مراحل البحث العلمي ، وعلى أهداف البحث العلمي ، وعلى أهمية كتابة البحث العلمي ، وعلى خصائص البحث العلمي ، وغيرها من المعلومات المتعلقة بالبحث العلمي ، فتابعوا معنا.
تعريف البحث العلمي:
إن البحث العلمي يعتبر منهج لوصف الوقائع من خلال مجموعة من المعايير التي تساعد بنمو المعرفة ، ومن الجدير بالذكر أنه اختلفت اتجاهات الباحثين فيما هو متعلق بتعريف البحث العلمي وذلك وفقاً لميولهم ، ووفقاً لقناعتهم العلمية ، ومنها ما يلي :
- لقد عرف محمد عناية البحث العلمي على أنه : (التقصي المنظم بإتباع أساليب ومناهج علمية محددة للحقائق العلمية ، بغرض التأكد من صحتها ، وتعديلها ، أو إضافة معلومات جديدة لها.
- وقد عرف عبد الباسط خضر البحث العلمي على أنه : (عملية فكرية منظمة ، يقوم بها إنسان يطلق عليه باحث ، بغرض تقصي الحقائق بمسألة ، أو مشكلة معينة يطلق عليها موضوع البحث ، بإتباع طريقة علمية منظمة يطلق عليها منهج البحث ، بغرض الوصول لحلول ملائمة للعلاج ، أو لنتائج صالحة للتعميم على المشاكل المماثلة يطلق عليها نتائج البحث.
- وقد عرف فريدريك كيرلنجر البحث العلمي على أنه : (نقض تجريبي ناقد ، ومنظم ، ومضبوط ، لافتراضات تحدد طبيعة العلاقات بين متغيرات ظاهرة معينة.
وقد لوحظ وجود الكثير من التعريفات لمفهوم البحث العلمي ، إلا أن معظم هذه التعريفات تشترك بنقاط عدة على النحو التالي :
- عدم اعتماد البحث العلمي على إتباع الطرق غير العلمية مثل : الخبرة ، حيث يتبع منهج وأسلوب منظم بالبحث.
- إن البحث العلمي لديه القدرة على التكيف ضمن البيئة التي يتم دراستها ، وعليه يستطيع أن يسيطر عليها ، فهو يهدف لزيادة معرفة الشخص وتوسيعها.
- البحث العلمي مهتم باختبار كل المعلومات التي يتوصل لها ويتحقق منها وثبتها تجريبياً ، وبعدها ينشرها ويعلنها.
- البحث العلمي يستعمل بكافة المجالات سواءً كانت تربوية ، أو مهنية ، أو اقتصادية ، أو اجتماعية ، أو معرفية على حد سواءً ، إنه يشمل ميادين الحياة جميعها بمشاكلها المختلفة.
- من الممكن تعريف البحث العلمي بالاعتماد على ما سبق على أنه عملية مدروسة ومخطط لها ، متسمة بالموضوعية ، ومعتمدة على عدد من الخطوات ، بغرض البحث بظاهرة ما ، ومعرفة الحقائق ، والمبادئ اللازمة من أجل اكتشاف حلول متعلقة بالمشاكل ، وبالمجالات كلها.
للمزيد يمكنك قراءة : بحث عن مصادر المعلومات
تطور مراحل البحث العلمي:
استعملت الكثير من الطرق والأساليب المختلفة بغرض الوصول للمعرفة ، وتعتبر تلك الوسائل بمثابة خطوات تدل على مراحل تطور البحث العلمي ، ومن الممكن أن نقسم المراحل وفقاً للتالي مع الأخذ في عين الاعتبار أن هذه المراحل مرتبطة سوياً وغير منفصلة عن بعضها :
- مرحلة المحاولة والخطأ ، والاعتماد على الخبرة : وتلك المرحلة قد تميزت بتكرار المحاولات لحين التوصل لحل المشاكل التي يواجهها أي إنسان ، وبعدها اكتساب الخبرة التي تساعده بحل المشكلات البسيطة التي من الممكن أن يواجهها في حياته.
- مرحلة الصدفة : إن تلك المرحلة تميزت بعدم وجود أي اهتمام للبحث عن أسباب الظواهر أو المشاكل ، فقد نسب حدوث هذه الظواهر والمشاكل للصدفة.
- مرحلة الاعتماد على السلطة والتقاليد : كان يعتمد على أفكار وآراء أصحاب السلطة من رجال الدين والسياسيين بصرف النظر عن صحتها خلال تلك المرحلة.
- مرحلة التأمل والتكهن ، والجدال والحوار : لقد تم التحرر من قوة السلطة ومن التقاليد السائد أثناء تلك المرحلة ، فقد أصبح الباحثين يعتمدون على النقاش ، والجدل ، والمنطق من أجل التوصل لتفسير الظواهر ومن أجل حل ما يواجههم من مشكلات ، وأهم ما يميز تلك المرحلة هي ظهور التفكير الاستقرائي الذي يتوصل للمعرفة عن طريق الانتقال من الأمثلة الجزئية للنتيجة النهائية ، وظهور التفكير القياسي والذي يعتقد على الانتقال من المقدمات للتوصل للنتيجة النهائية.
- مرحلة الطريقة العلمية : الطريقة العلمية تم استعمالها بالتوصل للمعلومات بمجال العلوم الطبيعية بدايةً ، وبعدها تم التوسع في استعمالها وشملت العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية ، ويتم تطبيق الطريقة العلمية من خلال إجراء عدد من الخطوات ألا وهي : وضع الفرضيات وجمع البيانات وعمل التجارب بغرض نفي أو تأييد الفرضية الموضوع بالاعتماد على النتائج التي تم التوصل لها.
أهداف البحث العلمي:
إن أهداف البحث العلمي متعددة ، ويبين الآتي أبرز تلك الأهداف :
- الوصف : يعتبر الوصف من أهم الأهداف ، ويتم تحقيقه عن طريق جمع معلومات حول ظاهرة ما بما يساعد الباحثين على صياغة الفرضيات وعلى تفسير الظاهرة بصورة واقعية.
- التفسير : وذلك الهدف يركز على شرح الظاهرة شرح وافي ، وتوضيح كل الأسباب التي تؤدي لحدوثها ، وهناك نوعين من الأبحاث بناءً على ذلك الهدف وهما : أبحاث تفسيرية بحتة ، وأبحاث توضيحية تطبيقية.
- التنبؤ : يتم التركيز على ذلك الهدف بالبحث العلمي ، لأنه يساعد على وضع توقعات وتصورات للتغيرات التي بالإمكان أن تحدث في المستقبل للظواهر المختلفة ، وهذا بعد دراسة الظاهرة وبعد دراسة الظروف التي قد تؤثر عليها.
- التقويم : وذلك الهدف يركز على تقويم أي ظاهرة تتم دراستها.
- التثبت : والمقصود من ذلك الهدف هو أن يتأكد الباحث من صحة أبحاث سابقة لنفس موضوع الدراسة أو نفي صحتها بأخذ بضعة عينات دراسية وضمن بيئة مختلفة عن بيئته التي اختارها من أجل إجراء دراسته.
- الدحض والتنفيد : وذلك الهدف يأتي بعد إجراء عدد من التجارب حول أي ظاهرة ، حيث يؤيد الباحث النظرية ويؤكد أيضاً صحتها ، أو من الممكن أن يرفضها بسبب ثبات عدم صحتها.
- التحكم والضبط : وذلك الهدف يأتي بعد دراسة أي ظاهرة والتأكد ، فيستعين الباحث بعدد من الأدوات التي تساعده على ضبط دراسته وعلى التحكم بها.
- إيجاد معرفة عصرية : يعتبر من الأهداف المهمة ، وهو يشير لسعي الباحث للتوصل لمعلومات ومعرفة جديدة تفيد بتطور العلم وبتقدمه.
للمزيد يمكنك قراءة : طريقة عمل بحث علمي
أهمية كتابة البحث العلمي:
إن إجراء البحوث يتم لسبب أو أكثر من الأسباب التالية :
- الاهتمام باكتشاف ما هو مجهول ، ومن أجل التوصل لمعلومات جديدة.
- الاهتمام بتطوير المجتمع وبخدمته.
- السعي للتوصل لحل مسائل غير محلولة.
- تقديم البحث كمتطلب من أجل الحصول على درجة الماجستير ، أو الدكتوراه.
- التأكد من نتائج بحوث سابقة نتيجة للشك بنتائجها.
- اهتمام المؤسسات بإجراء البحوث والدراسات التي تساعد بتوسعها وتطورها.
- إحساس الباحث بالمتعة عند حل المشاكل التي تواجهه أو تواجه الآخرين ، أو عندما ينجز عمل مفيد له ولغيره بإبداع.
خصائص البحث العلمي:
إن البحث العلمي يتصف بعدة خصائص تجعل منه بحث محكم وبحث شامل ، ويوضح الآتي أهمها :
- التحليل ، والعمق ، والنقد ، وسرد المعلومات بعد الإجابة عن عدة أسئلة مثل : كيف؟ ، لماذا؟ ، إذن ماذا؟ ، وغيرها الكثير من الأسئلة التي تطرح خلال إجراء البحث.
- الموضوعية التي تتمثل في عدد من الأمور منها : النظر للموضوع نظرة حيادية ، والبعد عن التحيز وعن العواطف عند طرح الأفكار ، وطرح أدلة عقلية معتمدة على الإقناع العقلي.
- إبراز استقلالية الباحث بطرح المعلومات ، وللتوصل لكل ما هو جديد ، ولسعيه لحل مشاكل البحث ، ويكون هذا عن طريق طرح أفكاره الخاصة بلغته ، وتجنب النقل الحرفي للمعلومات وغيرها من الأشياء.
- الاستقصاء : إن البحث العلمي مهتم بدراسة المشاكل أو الظاهرة بجميع مفاهيمها وجوانبها بشمولية وبصورة دقيقة.
- إتباع مناهج البحث العلمي ، وأهمها المنهج الاستقرائي ، والمنهج الوصفي ، والمنهج النقلي ، والمنهج التحليلي.
- التوثيق ، بحيث تسند المعلومات الواردة بالبحث لمصدرها ومرجعها ، مع الاهتمام بتنويع المراجع المستعملة.
- التناسق ، فيتم كتابة البحث بإتباع وتيرة متناسقة على معظم أجزائه.
- الاهتمام بأساليب الكتابة والتعبير ، والقواعد المتبعة بالكتابات الأكاديمية ، والإملاء ، وعلامات الترقية.
- شرح المعلومات المكتوبة وتعريفها اعتماداً على المراجع الأصلية التي أخذت منها.
- الوضوح والبساطة.
- تجنب تكرار المعلومات.
- الدقة والجدية.
للمزيد يمكنك قراءة : تطوير التعليم في مصر
البحث العلمي بالصور:
للمزيد يمكنك قراءة : مجالات عمل الصيدلي
جزاكم الله خيراً