التصحر بعض المعلومات عنه وأسبابه وطرق علاجه والحد منه
نقدم لكم في هذه المقالة من موقع احلم بعض المعلومات عن ظاهرة التصحر بعض المعلومات عنه وأسبابه وطرق علاجه والحد منه، حيث تواجه الأرض أو البيئة العديد من المشكلات سواء الناتجة عن التطور أو تلك الناتجة عن مشكلات طبيعية، تلك المشكلات التي لم يتم ملاحظة بعضها إلا متأخرًا بعد أن أصبحت مشكلة كبيرة ومؤثرة على مختلف نواحي الحياة، ومن تلك المشكلات ظاهرة التصحر التي تم التنبيه على خطورتها وأهمية البحث في حلول لها منذ منتصف القرن العشرين تقريبًا حيث أصبحت تقريبًا أخطر مشكلة تواجه البشرية واستمرارها.
ما هى ظاهرة التصحر:
ظاهرة التصحر أو كما يطلق عليها ظاهرة تدهور الأراضي الزراعية، حيث تعني هذه الظاهرة بشكل أساسي قلة أو انعدام خصوبة الأرض أي القدرة على الزراعة بها، بحيث تصبح الأرض قاحلة مما يؤثر على الإنتاج الزراعي وبالتالي الحياة للحيوان والإنسان في المناطق شبه الجافة وشبه الرطبة.
درجات التصحر:
قامت الأمم المتحدة بتحديد أربع درجات أو مستويات للتصحر تتمثل في:
- التصحر الخفيف: حيث يكون التأثير على قدرة الأرض الإنتاجية أو الزراعية طفيف.
- التصحر المعتدل: حيث تقل خصوبة التربة في هذا المستوى بنسبة يمكن أن تصل حتى 15% بسبب ارتفاع نسبة الملوحة في التربة، ويبدأ ظهور الكثبان الرملية وبعض الأخاديد.
- التصحر الشديد: حيث تقل في هذا المستوى إنتاجية التربة لتصل إلى 50% وتكثر الحشائش والنباتات الضارة وغير المرغوبة.
- التصحر الشديد جدًا: حيث ترتفع نسبة الأملاح في التربة مما يوصل إنتاجيتها إلى الانعدام تقريبًا مع تكون كثبان رملية عالية وأخاديد وأودية كثيرة في التربة.
أسباب التصحر:
ترتبط ظاهرة التصحر بعدد من الأسباب يمكن تقسيمها إلى مجموعتين رئسيتين:
- أسباب طبيعية:
- المناخ: يلعب المناخ دورًا أساسيًا في ظاهرة التصحر حيث أن المناطق التي ترتفع فيها درجات الحرارة وتندر فيها الأمطار والمياه الجوفية ترتفع فيها نسبة الأملاح، مما يترتب عليه أن ترتفع فيها نسبة البقع الصحراوية في تلك المناطق.
- الرياح: تعمل الرياح على تعرية أو تجريف التربة وكشف الغطاء الخصب منها وبخاصة في تلك المناطق الجافة أو شبه الرطبة، حيث يسهل على الرياح حمل ذرات التربة ونقلها أو اقتلاع بعض النباتات التي تمثل غطاء نباتي للمكان.
- التغيرات المناخية القوية التي يمر بها العالم في العقود الأخيرة مما يهدد الجميع بالجفاف.
- السيول التي تعمل على جرف التربة.
- ارتفاع نسبة المياه الجوفيه في بعض المناطق والاعتماد على ري الآبار، حيث ترتفع ملوحة التربة مع الوقت في تلك المناطق مما يؤثر على خصوبة التربة.
- التناقص الملحوظ في الأمطار في العقود الأخيرة مما يزيد من التصحر.
- أسباب بشرية:
تمثل الأسباب البشرية في ظاهرة التصحر الأسباب الرئيسة للظاهرة وتفشيها ومنها:
- الرعي الجائر، حيث يتم تحميل المراعي أكثر من قدرة الأرض الإنتاجية للنباتات الصالحة لإطعام الحيوانات.
- الاستخدام غير الرشيد لمصادر المياه، مما يعمل على زيادة الجفاف سواء في الاستخدام الشخصي أو الصناعي أو الزراعي حيث يتم إهدار المياه بشكل مبالغ فيه.
- الزيادة السكانية، مما يتبعه زحف على الأراضي وزيادة استهلاك منتجات الأرض، مما يؤدي إلى إجهاد التربة واستنزافها وكذلك الماء مما يؤدي إلى الجفاف وبالتالي التصحر.
- التخلص من الغابات وقطع أشجارها، سواء بسبب التوسع العمراني أو بسبب الصناعة مما أثر بشكل كبير على التوازن البيئي والتربة.
- الزراعة والري بشكل غير مدروس ومقنن، حيث أن الري قديمًا تسبب في جرف التربة مما أثر فيما بعد على خصوبتها، إلى جانب إجهاد التربة بزراعة نباتات مجهدة للتربة بشكل مستمر واستخدام طرق وأساليب خاطئة في الزراعة.
- تلويث مصادر المياه سواء السطحية منها أو الجوفية.
تعتبر الأسباب الطبيعية هى فقط عوامل مساعدة للظاهرة إنما الأساس هي الأسباب البشرية.
علاج ومكافحة أو الحد من التصحر:
تم اقتراح عدد كبير من الحلول لحل مشكلة التصحر والحد منها ومن هذه المقترحات أو الوسائل:
- إتباع أساليب وطرق زراعية تحافظ على التربة.
- العمل على تجديد وصيانة خصوبة التربة مما يرفع قدرتها الإنتاجية.
- ترشيد استخدام المياه والمحافظة على مصادرها من التلوث.
- الرعاية والمحافظة على الغطاء النباتي بالابتعاد عن قطع الأشجار والمحافظة على الغابات، والبعد عن الرعي الجائر.
- العمل على وقف تقدم الكثبان الرملية أو تربة الصحراء عن طريق عمل حواجز طبيعية من الأشجار أو الجدران الساترة، كما يمكن استخدام الطرق الكيميائية إلا إنها تمثل خطورة حيث يمكن أن تتسبب في تلوث التربة.
- التشريعات والقوانين التي تضع عقوبات رادعة لكل من يتسبب في زيادة هذه الظاهرة.
- عمليات التوعية البيئية، مما يجعل من الناس وسائل محافظة على التربة وليس فقط المؤسسات الحكومية والهيئات المهتمة بالبيئة.
- إيجاد بدائل للخشب في الصناعات التي تعتمد عليه للحد من استخدامه.
وفي النهاية يتضح بأن ظاهرة التصحر ظاهرة مضرة بالحياة البشرية وتهدد استمراريتها، فبدون الغطاء النباتي يختل التوازن البيئي فالنباتات هى مصدر للأكسجين، كما تعمل على تلطيف الجو، والتقلل من درجات الحرارة، وتوفر المصدر الأساسي لغذاء الحيوانات، ومن المصادر الرئيسية لغذاء الإنسان، كما أن الغطاء النباتي يمثل فلتر للجو حيث يساعد في التخلص من السموم والحد من الغبار والأتربة العالقة، كما أنه مصدر رئيسي للصناعات الدوائية.