الدين الاسلامي تعريفة ومراتبه والإسلام السياسي
نقدم لكم هذه المقالة من موقع احلم بعنوان الدين الاسلامي تعريفة ومراتبه والإسلام السياسي، فالإسلام هو الدين منذ بداية الخلق فقد ذكر عز وجل “إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ” فكل الديانات في الأصل تدعو إلى الإسلام, حيث بعث الله الرسل لكل أمة بغرض الهداية إليه وإلى قيم الحق للتعرف على الخير والشر والحلال والحرام, فبشكل عام التعبد لله والعمل بما جاء به الرسل منذ القدم هوإسلام اوبمعنى أدق هولبنة في بناء صرح الإسلام حتى وصل إلى النبي الخاتم الذي أكمل البنيان وزينه .
تعريف الإسلام في اللغة والشرع.
لغويًا إن الإسلام يعني الاستسلام والخضوع والطاعة لصاحب القوة والقدرة وطاعته “فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ” .
أما في الشرع فينقسم الإسلام إلى معنيين :
الأول: الإسلام الخاص بكل مخلوقات الله أو كما اطلق عليه البعض الإسلام الكوني ويقصد هنا أن كل ما في الكون مسلم ” أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ”, أي أن كل مخلوق مستسلم لله ويذعن له ويطيعه, هذا المفهوم الشامل لا يظهر فرق بين أي مخلوق سواء مؤمن أو كافر فهو يسري على الجميع فكلنا منقادون وننفذ مشيئة الله شئنا أم أبينا وهنا يقصد به القدر حلوه ومره, الذي ينطبق على الجميع وهولا يترتب عليه ثواب أو عقاب فالجميع مجبر عليه ولا يمكن أن يثاب أو يعاقب من هو مجبر ولكن في حال الصبر على بلاء نصاب به هنا يأتي الثواب .
الثاني: الإسلام بمفهومه الشرعي وهو عام وخاص حيث أن كل الديانات التي أتى بها الانبياء إسلام وهو مفهوم عام للإسلام “﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ”.
الخاص يقصد به الدين الخاتم الإسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فنجد النبي يوضح هذا في قوله : “الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا”.
-
الفرق بين الإسلام والإيمان والإحسان.
بداية لنعرف أن المفاهيم الثلاث مرتبطة ببعضها البعض أو بمعنى أدق مترتبة على بعضها البعض كالبنيان.
فالإسلام هو التسليم والطاعة والخضوع لما أمر به الله وجاء به الرسل والأنبياء على أن يكون هذا التسليم بالعقل والقلب .
الإيمان فيرتبط فيه التسليم والطاعة والخضوع بالتنفيذ بكل الحواس لأوامر ونواهي الله عز وجل, أي تتفق الأعمال مع ما صدق به ووقر في القلب, وللإيمان مجموعة من الأركان منها اليقين بوجود الله, اليقين بوجود الملائكة, التصديق بخلق الملائكة من نور, تصديق الرسالات والكتب السماوية السابقة , التصديق بالرسل الاوائل, التديق بالآخرة ويوم الحساب, الرضا والتصديق بقدر الله حلوه ومره .
الإحسان هو الدرجة التالية هو إحسان لله ويعرف بأنه بذل الجهد الأكبر في تنفيذ أوامر وحقوق الله والتعبد لله كما لو كنت تراه رؤيا العين وهناك الإحسان للعباد مثل كف الأذى, إيصال المنافع سواء دينية أو دنيوية, إبعاد الشرور عن العباد وغيرها من الأمور التي فيها صالح العباد والإحسان هو أعلى درجات الإيمان.
الإسلام السياسي.
الإسلام السياسي ظهرت هذه الفكرة عن الإسلام بعد سقوط الدولة العثمانية وانهيار الخلافة الإسلامية وازدياد الهجمات الإستعمارية على الدولة العثمانية أو كما كانوا يطلقون عليها تركة الرجل المريض ومع هذا السقوط بدأت تظهر حركات تعتمد منهج أو مرجعية إسلامية تعمل على مقاومة الإستعمار بكافة أشكاله أما المصطلح نفسه فيعتبر ظهورها جاء من إنشاء الكيانات الواضحة كحركة الإخوان المسلمين وما تلاها من حركات مختلفة في أكثر من دولة في محاولة لمقاومة الاحتلال.
والحقيقة الثابتة هو أنه لا وجود للإسلام السياسي وإنما الإسلام هو دين شامل وتلك التسمية ظهرت بداية على يد الغزاة المستعمرين وأنا أرى أنه نوع من محاولة إلصاق التهم بالإسلام كدين وليس للمسلمين بشكل أساسي, فمجرد وجود فصائل ذات مرجعيات إسلامية أو تدعو إلى فكرة إنشاء نظام دولة يحكم وفق لمبادئ الإسلام والذي يجب أن نؤكد أنه دين شامل وضع كل الأطر اللازمة لكل المعاملات الخاصة بالناس منذ لحظة وجودك في رحم أمك ومن قبلها فيما يخص الحياة الشخصية إلى يوم الممات وحتى بعد الممات, ووضع الأطر اللازمة للمعاملات في التجارة والمعاملات الدولية.
ويجب أن لا ننظر للإسلام على أنه القرآن وفقط فالإسلام له أكثر من مصدر هناك القرآن المرجع الأول والأساسي وهناك السنة التي وردتنا عن الرسول صلى الله وعليه وسلم وهناك سنن الصحابة والتابعين وهناك العلماء واجتهاداتهم وكلها مرتبة درجات كمصادر لكل شئ في حاتنا , فالقرآن وضع الأطر الأساسية وسنة النبي الكريم وسنن الصاحبة والتابعين وضعت التفاصيل داخل تلك الأطر أما العلماء واجتهاداتهم فهى المصادر المتجددة الذي تماشي الزمن وما يطرأ من تغيرات, فالإسلام على خلاف كل الديانات الدين الوحيد الذي يحتوي على التشريع فأغلب الديانات تتضمن مكارم الاخلاق وبعض العبادات ولكن لن تجد بها نظام تشريعي أو بمصطلح مفهوم نظام قانوني يحكم كل شئ في الحياة الا في الإسلام.
الإسلام خاتم الديانات وخاتم الرسل واللبنة الأخيرة في دين الله وزينة البنيان فقد جاء ليتمم كل شئ ويكمله ويختمه وهودين شامل عالمي يصلح لكل زمان ولكل قوم, وسطي متزن, لا يدعو إلى المبالغة, يقوم على مجموعة من الدعائم بعضها لا مجال لإسقاطه وهى الشهادتين والتي يعترف فيها العبد بالوحدانية وبالرسول الكريم, الصلاة وهى ابرز مظاهر الخضوع والذل لله, الصوم واحدة من العبادات التي وضعها لله لجمع الحسنات ومن مظاهر الذل والخضوع لله, الزكاة فهي أقرب ما يكون للإحسان حيث يتم تقديم الخير للناس, حج البيت وهذا هو الركن الوحيد الذي يمكن أن يسقط كفعل ولا يسقط كرغبة حيث يغسل الإنسان من خطاياه.