محتوي الموضوع
الذكاء الاصطناعي هو فرع من علوم الحاسب، وتعرِّف العديد من المؤلفات الذكاء الاصطناعي بأنه دراسة وتصميم العملاء الأذكياء، والعمل الذكي هو ذلك النظام الذي يستوعب البيئة المحيطة به ويتخذ مواقفه التي تزيد من فرص نجاحه في تحقيق المهام الموكلة إليه.
وقد صاغ عالم الحاسوب الشهير جون مكارثي ذلك المصطلح في الأساس في سنة 1956، وقد عرَّفه بنفسه على أنه علم وهندسة صنع الآلات الذكية، ويعرَّف بتعريف آخر على أنه قدرة النظام على القيام بتفسير البيانات الخارجية بصورة صحيحة، والتعلم من تلك البيانات، واستعمال تلك المعرفة في العمل على تحقيق أهداف ومهام معينة من خلال القيام بالتكيف المرن.
ونحن في هذا الموضوع الذكاء الاصطناعي معجزة القرن، نتعرض إلى بعض المعلومات المهمة والتفاصيل التي تخص هذه المعجزة التي نقلت القرن الواحد والعشرين نقلة جديدة وكبيرة جدًّا.
تمهيد:
- تأسس ذلك المجال في الذكاء الاصطناعي على فرضية أن الذكاء ملكة من الممكن أن توصف بدقة بالدرجة التي من الممكن للآلات أن تحاكيها، وهذا قد أثار جدالا فلسفيا حول طبيعة ذلك العقل البشري وحدوده في المنهجية العلمية، وهي قضايا قد تناولتها نقاشات وحكايا أسطورية وخيالية منذ قديم الزمان، كما أنه يدور جدل حول ماهية الذكاء وما هي أنواعه التي يملكها الإنسان، وما هي الكيفية الملائمة التي يمكن أن تحاكيها الآلة.
- الذكاء الاصطناعي كان ولا زال من الأسباب الكبيرة في التفاؤل والإشراق عند كثير من العلماء، ولقد عانى عبر رحلة الزمن معاناة شديدة، غير أنه صار اليوم من الأجزاء الرئيسية في صناعة التقنيات الحديثة، وهو يحمل عبء أصعب المشكلات في علوم البرمجة والحاسب الحديثة.
- إن البحوث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي هي بحوث عالية التقنية والتخصص للدرجة التي ينتقد فيها بعض النقاد تفكك ذلك المجال، وتتمحور المجالات الفرعية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي حول مشكلات محددة، وتطبيق أدوات خاصة وحول الاختلافات النظرية القديمة في الآراء والسجالات، وتشتمل المشكلات الأساسية للذكاء الاصطناعي على قدرات مثل التفكير المنطقي والمعرفة ومثل التخطيط والتواصل والتعلم والإدراك، وكذلك القدرة على تحريك وتغيير الأشياء، كما أن الذكاء الاصطناعي القوي أو العام لا زال من الأهداف بعيدة المدى لتلك الأبحاث في ذلك المجال.
تاريخ البحوث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي:
- في وسط القرن العشرين، شرعت أعداد قليلة من العلماء على اكتشاف نهج جديد لبناء آلات ذكية، بناءً على تلك الاكتشافات الحديثة في علوم الأعصاب والرياضة والتحكم الآلي، وقبل ذلك كله من خلال اختراع الحاسوب الرقمي، وقد تم اختراع آلة من الممكن أن تحاكي عملية التفكير الحسابي الإنساني.
- وقد أسس هذا المجال الحديث إلى بحوث الذكاء الاصطناعي في مؤتمر في حرم كلية دارتموث في سنة 1956، وقد أصبح هؤلاء الذين حضروا ذلك المؤتمر هم قادة بحوث الذكاء الاصطناعي عشرات السنين، وبخاصة جون مكارثي ومارفن مينسكاي وهربرت سيمون الذي قام بتأسيس مختبرات الذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وكذلك جامعة كارنيجي ميلون.
- وفي أوائل الثمانينات من القرن الماضي شهدت أبحاث الذكاء الاصطناعي صحوة كبيرة ومتطورة وجديدة من خلال ذلك النجاح التجاري في النظم الخبيرة، وهي واحدة من برامج الذكاء الاصطناعي التي تعمل على محاكاة المعرفة والمهارات التحليلية لواحد أو أكثر من واحد من الخبراء البشريين، وفي سنة 1985 وصلت أرباح تلك الأبحاث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في السوق إلى ما يزيد على مليار دولار، وقد شرعت الحكومات في تمويل مشروعات الذكاء الاصطناعي مجددًا، وبعد سنوات قليلة في عام 1987 شهد الأبحاث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي انتكاسة أخرى.
- وفي عقد التسعينيات وأوائل القرن الواحد والعشرين قام الذكاء الاصطناعي بتحقيق نجاحات مبهرة، وإن كان ذلك بحد ما وراء الكواليس، ويُستعمل الذكاء الاصطناعي في اللوجستية والتشخيص الطبي واستخراج البيانات والكثير من المجالات الأخرى في كل أنحاء صناعة التكنولوجيا، ويرجع ذلك النجاح إلى العديد من العوامل مثل القوة الكبيرة للحواسي اليوم، وكذلك مزيد من التركيز على حل مشكلات فرعية معينة، وكذلك خلق ارتباطات جديدة بين مجالات الذكاء الاصطناعي وغيرها من مجالات العمل في مشكلات مشابهة، وفوق ذلك كله شرع الباحثون في الالتزام بمنهجية رياضية قوية ومحددات علمية في منتهى الصرامة والإحكام.
- وفي القرن الواحد والعشرين، صارت الأبحاث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي على درجة كبيرة من التقنية والتخصص، وقد انشطرت إلى مجالات فرعية مستقلة بصورة أعمق؛ لدرجة أنها صارت قليلة ببعضها البعض، وقد نمت أقسام المجال حول مؤسسات معينة، وقد عمل الباحثون على حل مشاكل معينة، وخلاف في الرأي نشأ منذ وقت طويل حول تلك الطريقة التي من اللازم أن يعمل تبعًا لها الذكاء الاصطناعي، وتطبيق أدوات متنوعة على نطاق أوسع.
أنواع الذكاء الاصطناعي:
للذكاء الاصطناعي أنواع من الممكن تقسيمها كالتالي:
- الذكاء الاصطناعي الضيق: وهو ذلك الذكاء الذي يعمل على التخصص في مجال واحد بعينه، على سبيل المثال توجد أنظمة ذكاء اصطناعي من الممكن لها أن تتغلب على بطل العالم في لعبة الشطرنج، وذلك هو الشيء الوحيد الذي تقدر على القيام به.
- الذكاء الاصطناعي العام: وهذا النوع من الذكاء الاصطناعي يشير إلى وجود حواسيب في مستوى ذكاء الإنسان في كل المجالات، أي من الممكن أن تؤدى أي مهمة فكرية من الممكن للإنسان أن يقوم بها، وإن إنشاء ذلك النوع من الذكاء الاصطناعي أصعب بصورة أكبر من النوع السابق، ونحن لا زلنا لم نصل إلى هذا المستوى بعدُ.
- الذكاء الاصطناعي الفائق: ويُعرَّف بأنه فكر أذكى بصورة أكثر من أفضل العقول البشرية في كل المجالات تقريبًا، بما في ذلك مجال الإبداع العلمي والمهارات الاجتماعية والحكمة العامة، وبسبب ذلك النوع يُعد مجالات الذكاء الاصطناعي من المجالات الشيقة والمثيرة للاهتمام وللتعمق أكثر وأكثر.
مشكلات الذكاء الاصطناعي:
- قد انقسمت مشكلة محاكاة الذكاء الاصطناعي إلى العديد من المشكلات الفرعية المعينة، وتتكون هذه من سمات محددة يود العلماء أن يجسدها نظام ذكي، وقد تلقت الملامح المذكورة في الأسفل أكثر قدر من الرعاية والاهتمام.
الاستنتاج والتفكير المنطقي والقدرة على حل المشكلة:
- وضع الباحثون الأُوَل في علوم الذكاء الاصطناعي الخوارزميات التي تعمل على محاكاة التفكير المنطقي المتسلسل الذي يقوم به البشر عند القيام بحل الألغاز ولعب الطاولة أو عند القيام بالاستنتاجات المنطقية، وفي عقود الثمانينات والتسعينات أدت الأبحاث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي إلى العمل على التوصل إلى وسائل ناجحة بصورة كبيرة في التعامل مع المعلومات المشكوك فيها أو غير المكتملة مستعملة في ذلك مفاهيم الاحتمالات والاقتصاد.
- وبالنسبة للمشكلات الصعبة والمعقدة، فقد تحتاج أكثر تلك الخوارزميات موارد حسابية كبيرة جدا؛ الأمر الذي يؤدي إلى حصول انفجار اندماجي، أي يصير مقدار الذاكرة أو الوقت الذي يلزم للحواسيب فلكي حين تتخطى المشكلة حدودًا معينة، والبحث عن خوارزميات أكبر قدرة على حل العديد من المشكلات هو إحدى الأولويات القصوى والأساسية في الأبحاث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
- ويقوم البشر بحل أكثر مشكلاتهم من خلال استعمال أحكام سريعة وبديهية ليست واعية، من خلال الاستنتاج والاستنباط التدريجي الذي تمكن العلماء الأوائل في علوم الذكاء الاصطناعي من القيام بمحاكاته بصورة آلية، وقد حققت أبحاث الذكاء الاصطناعي تقدمًا ما في تقليد ذلك النوع الرمزي الفرعي من مهارات حل المشكلات.
وها نحن قد وصلنا إلى ختام موضوعنا حول الذكاء الاصطناعي معجزة القرن، قدمنا خلال هذه المقالة بعض المعلومات والتفاصيل الضرورية والهامة بخصوص هذا المبحث المهم من الذكاء الاصطناعي وما يتعلق به من أمور وما هي بدايته وما يصبو إليه في المستقبل، فهذا العلم هو بحق العلم الذي يحث الخطى نحو المستقبل حثا كبيرا، حيث إن هذه العلوم تساهم في رفع التقنيات الحديثة إلى أعلى صورة ممكنة وفي أقل وقت بصورة مذهلة، والتطور الحاصل في العشرين سنة الأخيرة هو أكبر بكثير من التطور الذي حصل في عدة قرون ماضية؛ مما يدل على أهمية الأبحاث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.