إسلاميات

الربا وتقسيم الإسلام للرابا و ما هو الربا الحلال

نقدم لكم في هذه المقالة من موقع احلم موضوع تحت عنوان الربا وتقسيم الإسلام للرابا و ما هو الربا الحلال، عرفت المعاملات الربوية منذ قديم الزمان وتفرد بهذا النوع من المعاملات في فترة الجاهلية اليهود، حيث كانوا أشهر من يتعامل بالربا، وإن كان هذا النوع من المعاملات موجودًا ولا غبار عليه مع أغلب من يمتلك المال قبل الإسلام، إذا كان يعتبر ربح سهل ودون جهد ولم يكن ينظر إلى حال المقترض وما يترتب على زيادة دينه من أضرار أو آثار يمكن أن تدفع به حد الهلاك.

مفهوم الربا :

لغويًا: يعني الربا الزيادة بشكل عام فعندما نقول ربا الزرع أي نما الزرع وكثر.

دينيًا أو شرعيًا: الربا في الشرع يقصد به نوع محدد من أنواع التعاملات حيث يتم الاتفاق على زيادة محددة نظير البيع ويتم الدفع من نفس نوع السلعة المباعة أي يباع المال بالمال والحبوب بالحبوب، كأن يأخذ شخص ما مقدارًا من المال مع اتفاق على رده بعد مدة محددة فإن تأخر في الرد يتم احتساب زيادة على المال بقدر محدد مسبقًا.

حكم الإسلام في الربا وأسبابه وأنواع الربا:

حرم الإسلام الربا بأحكام قطعية واضحة لا لبس فيها ووضع عقوبات شديدة علي المرابي، وقد قسم الإسلام الربا إلى نوعين محرمين بشكل قطعي هما:

  • ربا النسيئة: هو الخاص باقتراض المال، حيث يقوم شخص باقتراض قدر معين من المال لمدة معينة على أن يقوم برد المبلغ في نهاية المدة المحددة وفي حال الزيادة في المدة يتم تحديد قدر معين من الزيادة على المال المقترض، وقد كان هذا النوع من الربا منتشرًا قبل الإسلام.
  • ربا الفضل: يقصد بهذا النوع من الربا البيع بنظير السلعة ولكن بشكل مضاعف، مثل أن يبع شخص قدرًا من نوع معين من القمح مقابل ضعفه من نوع آخر من القمح فهنا تم البيع وقبض المقابل من نفس نوع السلعة المباعة، فقهيًا في حال إجراء عملية مبادلة بين سلع متشابهة محرم الزيادة حتى مع اختلاف الجودة فلا ينظر إليها النظر فقط إلى تماثل السلع، وقد روي عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: “الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبُرّ بالبُرّ، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلًا بمثلٍ، يدًا بيد، فمن زاد أو استزاد فقد أربى، الآخذ والمعطي فيه سواء”، اما إذا اختلفت السلع فهنا يتم الإتفاق على القيمة المناسبة.

حاول البعض محاولة التخفيف من أو تقسم الربا إلى قليل وفاحش وأن التحريم يقصد به الربا الفاحش وإنما القليل منه فهو حلال، إلا إن الربا قليله وكثيره حرام، ويرجع ذلك إلى بعض من الأسباب التي اختلف حولها العلماء فمنهم من قال بأن الربا حرام لأنه أخذ للمال دون مقابل واضح أو عوض ومال الإنسان له حرمة كدمه إذ قال النبي صل الله عليه و سلم ” حرمة مال الإنسان كحرمة دمه”، و منهم من حرمه لأنه يبعد البعض عن العمل فالمرابي يحصل على المال دون الحاجة إلى المجهود والعمل، و منهم من حرمه لأنه يرى أن الربا يقطع أواصر المحبة بين الناس، و منهم من التزم بالنص القرآني دون البحث في الحكمة منه وما إلى ذلك حيث حرم الربا صراحة في أكثر من موضع في القرآن حيث قال رب العزة في سورة البقرة” الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”، و قال أيضًا في سورة النساء” وَأَخْذِهِمُ الرِّبا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً”.

عرف دائمًا أنه لكل قاعدة شواذ و أيضًا لقاعدة حرمة الربا هناك حالات شاذة، و هنا يقفز إلى الأذهان مصطلح الربا الحلال، فما هو الربا الحلال؟.

رغم التحفظ على المصطلح فيجب أن نطلق عليه بيع، لكن ربما أطلق هذا المصطلح نظرًا إلى أن هذا النوع من البيع حدث عليه بعض الخلاف، إذ رأى البعض أنه ضمن أنواع الربا والبعض الآخر رأى بأنه نوع من أنواع البيع ومنه:

  • بيع العرايا: بيع الرطب وهى مازالت على النخل مقابل التمر الذي تم قطعه.
  • زيادة في القروض دون اتفاق: مثل أن يتم أخذ قرض لأجل معين وعندما يقوم المقترض برد القرض يعطي إلى المقرض زيادة لم يكن هناك اتفاق عليها.
  • التقسيط ( الآجل ): أغلبنا مر بهذا النوع من البيع حيث يتم شراء سلعة بثمن أعلى من ثمنها الحالي في السوق مقابل الدفع على دفعات أو الدفع بعد فترة من شراء السلعة, لكن يجب أن يتم هذا البيع وفقًا لشروط إذا يجب ان يكون هناك اتفاق على مقدار الزيادة، كما يجب أن تكون السلعة مملوكة للبائع.

أضرار الربا:

يترتب على هذا النوع من المعاملات القائمة على الربا عددًا من الأضرار أو الأثار السلبية التي تؤثر بشكل كبير على الأفراد و المجتمعات ومنها الأضرار النفسية حيث نوجد إنسانًا أنانيًا محبًا للذات وتقتل صفات جميلة كالإثار، وهناك الأضرار الاجتماعية حيث يوجد هذا النوع من المعاملات في قلوب الناس الكره والحقد ويعمل على كسر العلاقات والروابط بين الناس، وهناك الضرر الاقتصادي حيث يعمل هذا النظام على جعل الغني أكثر غنًا والفقير أكثر فقرًا مما يوجد نوع من الصراع بين الفئتين يعمل مع الوقت على تفكك الأمم.

لا يوجد في القرآن تحريمًا إلا وكان له من النفع الكثير حتى وإن لم نكن نعلم الحكمة من هذا التحريم ، لذا وجبت الطاعة لله في نواهيه حفاظًا على أنفسنا ليس فقط من عذاب الله يوم القيامة بسبب مخالفة أوامره، ولكن أيضًا محافظة على أنفسنا في الدنيا التي نعيشها فدائمًا إتيان ما نهى الله عنه أو حرمه يعود بالضرر علينا في هذا الحياة الدنيا قبل الآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button