محتوي الموضوع
إن الرضا يعد كنز من كنوز الحياة ، فأي شخص يعيش قنوع وراض فسوف يظفر بالسعادة والراحة ، كما أن الشعور بالرضا ليس بحاجة لأمور عظيمة ، فيكفي فقط النظرة الإيجابية والمتفاؤلة ، وأن يقتنع الإنسان بما عنده ، وأن يؤمن الشخص بأنه غني بذاته ونفسه حتى ولو كان الواقع غير ذلك ، فإن أي شيء مقدر للشخص فسوف يأت ولو طال ، فالراضي هو إنسان عظيم قد سلك طريق الصواب لينعم بحياة رغدة بعيداً عن الضغينة ، واليوم سوف نسلط الضوء أكثر على الرضا بما قسمه الله ، وأمور معينة على تحقيق الرضا ، ووجوب الرضا بقسمة الله وقضائه ، فتابعوا معنا.
الرضا بما قسم الله:
- إن من جملة وصايا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لأصحابه الكرام أن ذكر لهم أنه مأمور أن ينظر لمن هو دونه في النعمة ، وألا ينظر لمن هو فوقه ، وبحديث آخر ذكر النبي صلى الله عليه وسلم تبرير ذلك بأنه أدنى للعبد المسلم أن يرى نعمة خالقه فلا يزدريها ، ولقد أمر العبد المسلم بأن يرضى بما قسمه الله له بغير موضع من الأحاديث الشريفة.
- فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أحدها : (وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس) ، وقد أمر المسلم بالرضا بقسمة خالقه ، وذلك لأن الدنيا لم تكمل لأي شخص ، فمن الناس من ابتلى بصحبته ، أو ماله ، أو ولده ، وغير ذلك ، فكان حري بمن وقع عليه أمر من المولى عز وجل أن ينظر لمن هو أقل منه بالعطاء وألا ينظر العبد لمن هو خير منه ، وذلك لأن الجميع قد أصابه امتحان من المولى جل في علاه.
للمزيد يمكنك قراءة : شعر عن الصبر والرضا بقضاء الله
أمور معينة على تحقيق الرضا:
يوجد أمور كثيرة لو أدركها العبد استعان بها على الإحساس والشعور بالرضا على ما قسم الله عز وجل له ، ومن هذه الأمور :
- على العبد أن يعلم بأن الرزق بيد الله عز وجل ، فمهما كان سعيه فإنه لن يحصل له إلا ما كتبه الله تعالى.
- على العبد أن يعتاد على النظر بحال من هم أقل منه رزقاً وقسمة ، ولا ينظر المسلم لمن فضل عليه في الرزق.
- على العبد أن يستيقن بأن السعادة ليست مقترنة بالمال الوفير ، بل إن السعادة تتحقق في القناعة والرضا بما قسمه الله له.
- على العبد أن يتوجه لخالقه بسؤال البركة في الرزق الحلال.
وجوب الرضا بقسمة الله تعالى وقضائه:
- يجب على المسلم أن يعلم أن الرضا بقسمة الله تعالى ، وقضائه الواقع عليه واجب شرعاً ، وعلى المسلم أن يصبر لحكم الله عز وجل ، وأن ينظر في حكمته ، وأن يستيقن أن خالقه ما وضع شيئاً غير موضع ، إلا وله حكمةً من وراءها ، وأن المسلم مهما أصابه من مكروه لا يحبه ويرجوه ، فعليه أن يعي دوماً بأن الصبر هو مفتاح التيسير والفرج ، وأن الصبر سوف يجلب له خيراً كثيراً ، وألا يستعجل حكمة الله تعالى من وراء ذلك البلاء ، فقد يكون من وراء ذلك البلاء منحة كبيرة وعظيمة للمسلم وهو لا يعي ولا يدري ذلك ، أو أجر وثواب عظيم قد ترتب له جراء صبره ورضاه بما قسمه الله له.
للمزيد يمكنك قراءة : كلمات صباحيه تدعو للتفاؤل والرضا
حقيقة الرضا:
- إن الرضا عن الله تعالى عبادة قلبية بحتة ، تلك العبادة متمثلة بالإذعان الكامل والخشوع والتسليم التام لأوامر الخالق عز وجل كلها ، بكل الحب والإقبال عليه عز وجل ، فيتم تحقق الرضا كما ذكر ابن القيم رحمه الله بأمور ثلاث : أولها استواء الحالات عند المسلم ، وسقوط الخصومة مع خلق الله ، والخلاص من المسألة والإلحاح ، فالمسلم الراضي فعلاً بما قسمه الله له تستوي عنده البلاء والنعمة ، ويرى فيهما حسن اختيار الله عز وجل له ، ولقد ورد أيضاً بأن الرضا أقسام : أدناها يتمثل في الرضا بما قسمه الله عز وجل ، فهو رضا العوامل عن خالقهم ، ويليها رضا الخواص بقضاء وقدر الله تعالى ، ويفوق ذلك رضا خواص الخواص ، ويصبح بالرضا بالنازل دون أي بديل سواه.
للمزيد يمكنك قراءة : كلام عن الفقر والسعادة