الشفع والوتر والقنوت في صلاة الوتر
محتوي الموضوع
نقدم لكم في هذه المقالة من موقع احلم موضوع تحت اسم الشفع والوتر والقنوت في صلاة الوتر، فقد عرفنا منذ صغرنا أركان الإسلام و تعلمنا الحديث الشريف “بني الإسلام على خمس , شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدًا رسول الله, وإقام الصلاة , وإيتاء الزكاة, وصوم رمضان , و حج البيت لمن إستطاع اليه سبيلا”, من هذا الحديث يتضح أهمية الصلاة و قيل عنها بأن الصلاة عماد الدين, إلا أن الصلاة تنقسم الى شقين, شق يسمى الفرائض أي الصلأوات المفروضة و هى الصبح, الظهر, العصر, المغرب, العشاء, أما الشق الثاني فهو النوافل أو سنن الصلوات.
جاءت تلك السنن لتعوض أو تصلح ما ينقص في الفروض و ذلك مصداقًا لحديث الرسول صل الله عليه و سلم, “إن أبا هريرة قال: “سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته، فيقول الله عز وجل لملائكته: انظروا إلى صلاة عبدي أتمها أم نقصها؟ فإن أتمها كتبت له تامة، وإن كان قد انتقصها قيل: انظروا هل لعبدي من نافلة تكملون بها فريضته؟ ثم تؤخذ الأعمال بعد ذلك”.
ما هى صلاة الشفع والوتر ؟
كلمة وتر في اللغة يقصد بها عدد فردي مثل واحد أو ثلاث أو خمس و صلاة الوتر هى من هذا النوع حيث يتم آدؤها في شكل ركعة واحدة أو ثلاث أو خمس, عَنْ أَبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ: “الوِتْرُ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بخَمْسٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بثلاَثٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بوَاحِدَةٍ فَلْيَفْعَلْ”.
أما الشفع فلغويًا يقصد بها الزوج و هى الركعات الزوجية التي تسبق الركعة الفردية في نهاية صلاة الوتر أي أن الوتر ينقسم الى نوعين من الركعات مجموعة الركعات الزجية ثم الركعة الفردية التي تمثل ختام الصلاة.
موعد صلاة الشفع و الوتر:
تؤدى صلاة الوتر ( الشفع و الوتر ) بين العشاء و الفجر حيث يتم ختام صلوات اليوم من فروض أو نوافل “عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها قَالَتْ: مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أوتَرَ رَسُولُ فَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ”, و يعتبر آخر الليل هو أفضل الأوقات لأداء صلاة الوتر “عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قَالَ رَسُولُ: «مَنْ خَافَ أنْ لا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أولَهُ، وَمَنْ طَمِعَ أنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ صَلاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذَلِكَ أفضل”.
الحكمة من صلاة الشفع و الوتر:
إن الله جل و علا فردًا لا شريك له “عن أبي هريرة – رضي الله – قال: قال رسول الله – صل الله عليه وسلم -: (” إن لله تسعة وتسعين اسما , مائة إلا واحدا) (إنه وتر يحب الوتر)”, لذا نلاحظ انه يختم الأشياء دائمًا بوتر فصلوات النهار تختم بصلاة المغرب و هى وتر, أما صلوات الليل فتختم بوتر ايضًا كناية عن ختام الأعمال و صلوات اليوم و قد عرف عن الرسول صل الله عليه و سلم أنه كان يصل الوتر بسورة الإخلاص.
إن صلاة الوتر هى واحدة من السنن المؤكدة سواء كنت في مكانك أو على سفر”وَعَنْ أَبِي بَصْرَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صل الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ اللهَ زَادَكُمْ صَلَاةً وَهِيَ الوِتْرُ فَصَلُّوهَا فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ العِشَاءِ إِلَى صَلَاةِ الفَجْرِ”.
القنوت في صلاة الوتر:
القنوت من الاشياء المستحبة في الصلاة إلا أنه ليس واجبًا أن يؤدى في صلاة الوتر فالرسول صل الله عليه و سلم كان قليلًا ما يقنت في الوتر, عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: ” علمني رسول الله صل الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت “, يأتي القنوت في الركعة الأخيرة من الوتر و يكون إما قبل الركوع أو بعد الرفع من الركوع
حكم ترك صلاة الوتر:
بالإجماع الوتر سنة مؤكدة إلا أن هناك اختلاف بين العلماء على من تركه فلم يؤديه فنجد الإمام احمد يقول: ” من ترك الوتر عمداً فهو رجل سوء ولا ينبغي أن تقبل له شهادة”, و قد أوجبه ابو حنيفة و بعض أتباعه, أما مالك و الشافعي فلم يوجبوه و استشهدوا في ذلك بأن الرسول صل الله عليه و سلم كان يوتر أحيانا على راحلته, و بشكل عام و مؤكد من جمهور العلماء فإن الوتر هو أفضل صلوات النوافل أو التطوع و أوكدها, فقد ورد “أن أفضل الصلوات بعد المكتوبة هى صلاة قيام الليل و أوكد ذلك الوتر و ركعتا الفجر”, أما من ناحية الوجوب فإن من العلماء من لم يوجبه و استندوا إلى “جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صل اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ثَائِرُ الرَّأْسِ، نَسْمَعُ دَوِيَّ صَوْتِهِ، وَلَا نَفْقَهُ مَا يَقُولُ حَتَّى دَنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صل اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صل اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ، وَاللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ؟ قَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ، وَصِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ فَقَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ، وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صل اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزَّكَاةَ، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ ، قَالَ: فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ، وَهُوَ يَقُولُ: وَاللهِ، لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا، وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صل اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ”, و غيرها من الأسانيد, و هناك من أوجبه و استند لأسانيد ايضًا منها “إِنَّ اللهَ زَادَكُمْ صَلَاةً وَهِيَ الْوِتْر”, قال: يا نبي الله، إني أصبحت ولم أوتر , قال: ” فأوتر ” كل حسب تفسيره و فهمه لما ورد.
إن صلاة الوتر أفضل النوافل و و قد قيل عنها بأن قيمتها أغلى من كل أموال العرب و قد بين الرسول صل الله عليه و سلم قيمتها في أكثر من مرة و اكثر من موضع “إِنَّ الله أمَدَّكُمْ بِصَلاَةٍ هِيَ خَيرٌ لَكُمْ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ، قُلْنَا: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ الله؟ قالَ: الوِتْرُ مَا بَيْنَ صَلاَةِ العِشَاءِ إِلى طُلُوعِ الفَجْرِ” و “عن أبي هريرة: أوصاني خليلي صل اللهُ عليه وسلَّم بثلاثٍ : صيامُ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، وركعتي الضُّحى، وأن أوتِرَ قبلَ أن أنامَ”.