محتوي الموضوع
تتجلى الحكمة من تفضيل الصدقة في شهر رمضان المبارك في أنها صورة من صور الإحسان للفقراء ، وغيرهم من أصحاب الحاجة ، وإعانتهم على الفطور وعلى السحور ، كما أن البذل والعطاء في شهر رمضان المبارك فيه موافقةً لله عز وجل في عطائه ، حيث صح أن الله سبحانه وتعالى يعتق عدداً من عباده بكل ليلة من ليالي شهر رمضان ، فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : [إذا كانَ أوَّلُ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ يُنادي مُنادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ، ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ وللَّهِ عُتقاءُ منَ النَّارِ، وذلكَ كلُّ لَيلةٍ] ، وفي ذك اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وفي هذا اليوم سوف نسلط الضوء على الصدقة في رمضان … فضلها وآيات قرآنية تحث عليها ، فتابعوا معنا.
فضل الصدقة في شهر رمضان:
- إن أجر بذل الصدقات متضاعف في الشهر الكريم شهر رمضان المبارك عن غيره من بقية شهور السنة ، إنه موسم الخيرات والبركات ، ولهذا كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم أجود الناس عطاءً بالخير ، وكان أكثر جوده في شهر رمضان ، وذلك كما أخرج الإمام البخاري بصحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما : [كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ بالخَيْرِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ في رَمَضَانَ، حتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عليه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ، كانَ أجْوَدَ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ] ، والمراد بالجود في الحديث النبوي الشريف كما بين الإمام ابن حجر رحمة الله عليه : (إعطاء كلّ ما يجب إلى مَن يجب إليه) ، بمعنى أن الجود أعم وأشمل من الصدقة.
- بالإضافة لما سبق أن الرحمة التي جعلها الله عز وجل في شهر رمضان المبارك رحمةً مضاعفةً عن غيره من بقية الشهور ، ولذلك ندبت الشريعة المسلمين لأن يكثروا من الصدقات في شهر رمضان المبارك من خلال الإنفاق على الأهل ، والأقارب ، والمحتاجين ، طمعاً بنيل الأجر والثواب العظيمين ، كما يتجلى فضل الصدقة في شهر رمضان المبارك في أنها تأتي بزمان مخصوص فضل الله عز وجل فيه الأعمال الصالحة والعبادات ، وقد رتب عليها الأجور المضاعفة ، ولهذا أجاز بعض أهل العلم تقديم موعد دفع الزكاة المستحقة ، وبذلها بشهر رمضان المبارك ، وذلك لفضل الزمان وأهميته.
للمزيد يمكنك قراءة : الزكاة في رمضان
استحباب الصدقة في شهر رمضان وثمراتها:
يستحب من المرء المسلم أن يبذل الصدقات في شهر رمضان المبارك ، ويتأكد الاستحباب في الـ10 الأواخر منه ، للكثير من الثمرات التي تترتب على ذلك ، ونذكر منها :
- أنها سبب من أسباب طرد وساوس الشيطان ، فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : [ما يُخرجُ رجلٌ شيئًا منَ الصدقةِ حتى يَفُكَّ عنها لَحْيَيْ سبعينَ شيطانًا].
- تطهير المال والنفس : كما أنها تحقق النماء والزيادة في النقود ، فقد قال الله عز وجل : { خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها وَصَلِّ عَلَيهِم إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم وَاللَّـهُ سَميعٌ عَليمٌ }
آيات قرآنية عن الصدقة:
- {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيم}
- {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}
- {فَلا اقتَحَمَ العَقَبَةَ * وَمَا أدرَاكَ مَا العَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَو إِطعَامٌ فِى يَومٍ ذي مَسغَبَةٍ * يَتِيماً ذَا مَقرَبَةٍ * أَو مِسكِيناً ذَا مَتْرَبةَ}.
- {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}.
- {وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ}
- {انفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْبِأَموَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}.
- {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتؤْتُوهَا الفُقَرَاءِ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ}.
حديث نبوي عن الصدقة:
- “ما نَقَصَ مال من صدقة – أو ما نقصتْ صدقة من مال – وما زاد اللهُ عبداً بعفْو إِلا عزّاً، وما تواضَعَ عبد للهِ إِلا رَفَعَهُ اللهُ”. أخرجه مسلم
للمزيد يمكنك قراءة : فضل الصدقة في دفع البلاء
كلمات مصورة عن الصدقة:
للمزيد يمكنك قراءة : جدول رمضان في العبادات للاطفال