الطلاق في الاسلام تعرف علي احكامه ومشروعيته واسبابه المتعلقة بالزوج والزوجة
تعاني الكثير من المجتمعات من ارتفاع نسب الطلاق بين المتزوجين بشكل ملحوظ وخاصة في السنوات الاخيرة، والطلاق ينتج عنه العديد من المخاطر والآثار السلبية خاصة علي الاسرة والابناء ومن ثم علي المجتمع بالكامل، حيث يتسبب الطلاق بالكثير من المخاطر والمشاكل النفسية علي الابناء، ولذلك يجب علي الزوجين مناقشة كافة الاهتمامات والاولويات وشكل الحياة قبل الزواج للحصول علي نقطة مشتركة بينهما والحرص علي التفاهم بشكل عام، منعاً للمشاكل والخلافات بعد ذلك، ومن اهم اسباب الطلاق ايضاً تدخل الاهل سواء من عائلة الزوج او عائلة الزوجة، مما يؤدي الي اختراق هذه العلاقة الخاصة والتدخل في الكثير من التفاصيل، وقد شرع الله عز وجل الزواج وجعل له العديد من الاحكام والاسس والمعايير والضوابط لتضمن سعادة واستقرار هذه العلاقة المقدسة، ولقد ارشدت الشريعة الاسلامية الي بعض التوجيهات التي تضمن حل الخلافات والمشاكل، وجعلت الطلاق آخر طريق لحل المشاكل الزوجية، وذلك لأن الزواج في الاسلام من اخطر واوثق العقود، بدليل وصفه بالمِيثاق الغليظ وهو الوصف الذي سَمّى الله عزّ وجلّ به علاقته برُسُله وقد قال الله سبحانه وتعالي ان الطلاق في الاسلام هو ابغض الحلال، لان الاسلام وتشريعاته يهتم بتصحيح العلاقات داخل الاسرة وتنظيمها لأنها نواة المجتمع واهم وحداته، ومتى ما أصبح استمرار الحياة في واقع الأسرة مُعقّداً ومضطرباً صار البحث عن البدائل أمراً مُلحّاً كأحد الحلول النهائيّة لعلاج المشاكل الأسريَّة ويسعدنا ان نقدم لكم الان في هذا المقال عبر موقع احلم معلومات حول احكام الطلاق ومشروعيته في الاسلام بالاضافة الي اهم اسبابه لمحاولة تجنبها ، وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : مجتمع .
أحكام الطلاق
- الوجوب : وهو ان يحلف الزوج علي زوجته بالطلاق وتمضي بعد ذلك فترة اربعة اشهر دون أن يطأها، وفي هذه الحالة يجب عليه الطلاق، والدليل علي ذلك قول الله عز وجل : ” لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ “، البقرة/226-227.
- الندب : وفي هذه الحالة يشتد الخلاف بين الزوجين ويطول ويستحب الطلاق لهما .
- الجواز : وهو وجود حالة تقتضي وقوع الطلاق، مثل: دفع الضّرر عن الزّوجين، أو جلب المنفعة لهما، فيجوز لهما الطلاق حينها.
- الحرمة : عندما يكون الزوج غير قادر علي الزواج في حال طلق زوجته ويخاف ان يقع في الحرام فيحرم عليه الطلاق .
- الكراهة : عندما يكون الزوجين في حالة من الصلاح والوئام، وقيام كلّ منهما بحقوق صاحبه، وفي هذه الحالة يكره لهما الطلاق.
أسباب الطلاق
الاسباب المتعلقة بالزوجة
رُوي عن رسولِ الله عليه الصَّلاة والسَّلام: (أيُّما امرأةٍ سألَت زَوجَها الطَّلاقَ في غيرِ ما بأسٍ، فحرامٌ علَيها رائحةُ الجنَّةِ)، وهذه اشارة الي تعظيم امر الطلاق دون وقوع اسباب ودوافع لتحقيقة، ولكن هناك اسباب شرعية تبيح للمرأة طلب الطلاق من زوجها وهي :
- فساد الزوج وفسوقه، فإن الرأت الزوجة من زوجها تقصيراً واضحاً في دينه وارتكاباً للفواحش والآثام عليها ان تعظة وتصبر عليه فإن لم يتعظ جاز لها طلب الطلاق .
- اذا كرهت الزوجة من زوجها عيباً مزمناً لا تطيقه ولا يرجي شفاءه مثل عجزه عن الجماع والوطء والإنجاب، أو إصابته بمرضٍ منفِّرٍ لا تقدر الزوجة على تحمُّله.
- ان لم يستطيع الزوج الوفاء بحقوق زوجته من مطعم ومأوي ومعاشرة .
- إذا تعرَّض الزَّوج لزوجته بالسّباب والتّعنيف والضّرب والإهانة لغير سَببٍ شرعي؛ فإذا أحسَّت الزوجة بالإهانة والدونيَة حقَّ لها طلب الطلاق.
- مخالفة الفطرة وشريعة الله سبحانه وتعالي ثم اتيان الزوجة من دبرها، أو إكراهها على ما يُخالف الصحّة الجنسية والفطرة البشرية.
- تضرر الزوجة من غياب الزوج عنها لفترات طويلة تفوق طاقتها وقدرتها علي التحمل .
- فإذا حُبس الزوج أو سافر وأطال غيابه فخافت على نفسها الفتنة جاز لها أن تطلب التفريق والطلاق منه .
- منع الزوجة عن اهلها واجبارها علي مقاطعتهم، في هذه الحالة يجوز لها طلب الطلاق من زوجها .
الاسباب المتعلقة بالزوج
- فساد الزوجة في دينها أو أخلاقِها، ومن ذلك نشوزها وتطاولها على زَوجها واستعلائها عليه.
- اذا شعر الزوج فتوراً وبروداً نحو زوجته ونفوراً منها في معاشرتها .
- اذا عجز عن الانفاق عليها واتمام حقوقها .
- طلبُ الوالدينِ أحدهما أو كلاهما تطليق الزوجة لسببٍ شرعيّ يَستدعي الطلاق ويُبرّره.