إسلاميات

الفرق بين الصوم والصيام في القرآن الكريم

الفرق بين الصوم والصيام في القرآن الكريم ، حيث تعد فريضة الصيام واحدة من أفضل الفرائض وأحبها إلى الله سبحانه وتعالى ، وذلك استناداً لما رواه الإمام البخاري ومسلم رضي الله تعالى عنهما في الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه قال : قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) ، وقد تم ذكر الصيام إبان عهد السيدة مريم عليها السلام ، حيث ذكر على أنه فريضة أمر الله عز وجل المسلمون بتأديتها ، واليوم سوف نوضح بالتفصيل الفرق بين الصوم والصيام في القرآن الكريم.

فريضة الصيام:

  1. لقد فرض الخالق جل في علاه على كل إنسان مسلم بالغ عاقل عبادة الصيام ، وذلك استناداً على قوله سبحانه في القرآن الكريم : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
  2. ويعتبر الصيام واحداً من أركان الدين الإسلامي الخمس ، التي قد بني الإسلام على إقامتها ، ويتم تعريف الصوم على أنه الإمساك والامتناع عن كل المفطرات سواءً أكانت طعام أو شراب من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس.
  3. وقد أتى لفظه بالقرآن الكريم ، وأيضاً في السنة النبوية الشريفة بالصوم وبالصيام ، وقال بعض أهل العلم بأن الصوم والصيام مترادفان بمعنى أن اللفظين يدلان على ذات الدلالة اللغوية ، وقال البعض الآخر بأن هناك فارق بينهما.

الفرق ما بين الصيام والصوم:

إن الصيام والصوم يعدان مصدران لفعل واحد ألا وهو الفعل صام ، وقال بعض الفقهاء بأنه ليس هناك أي فرق بينهما ، وقد قال البعض بأن ذكرهما في القرآن الكريم بلفظين مختلفين عن بعضهما البعض ، إنما به إشارة ودليل على الاختلاف ، وبالخصوص وأن القاعدة البلاغية تفيد : بأن كل زيادة بالمبنى زيادة بالمعنى ؛ وبناءً عليه وجدت تلك الفروق عند بعض أهل العلم ، ومن بينها :

  1. لقد قال بعض أهل العلم بأن الفرق ما بين الصيام والصوم هو : أن الصيام معناه أن يمسك المسلم عن المفطرات يرافقه وجود النية ، وهي العبادة المفروضة على كل المسلمين ، ودليلهم في هذا الأمر هو قول الخالق جل في علاه في القرآن الكريم : {كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم}.
  2. وقالوا بأن الصوم يعني الإمساك عن الأكل والشرب بالإضافة للكلام ، وذلك كما أتى بشرائع السابقين ، واستدلوا في قولهم هذا على قول الخالق جل في علاه بالقرآن الكريم : {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا}.
  3. فيقول أصحاب تلك التفرقة بأن عدم الحديث ، هو ما ترتب على نذر الصوم ، بمعنى أن صيامهم للنذر بمعنى يتوجب عليه عدم الحديث.
  4. وقال البعض بأن الفرق ما بين الصيام والصوم ، يكمن في أن كلمة الصيام أتت على صيغة مبالغة ، التي من ضمن معانيها المفاعلة وذلك بمعنى المشاركة.
  5. وهذا على خلاف الصوم الذي يعتبر مصدر آخر من مصادر الفعل صام ، فإن كلمة الصيام أوسع وأشمل وأعم ، إنها تحمل معاني كثيرة منها المشاركة والمجاهدة ، وغيرها من الإشارات والدلالات التي كانت من ضمن أهداف فريضة الصيام.
  6. وقال بعضهم بأن الفارق ما بين الصيام والصوم تكمن في أن كلمة الصيام قد خصص استعمالها بالقرآن الكريم من أجل العبادة ، ولفظ الصوم قد خصص استعمالها في السكوت والصمت ، فليس هناك بالقرآن الكريم كلمة الصوم بمعنى العبادة ، بل إن معناها الامتناع عن الحديث والكلام.

الحكمة وراء تشريع الصوم:

لما شرع الخالق جل في علاه فريضة الصيام على المسلمين في شهر رمضان ، كان من وراء تلك العبادة مقصد وحكمة ، ولا يتقصر هذا على إحساس الشخص الصائم بالجوع والعطش فقط ، بل إن من بعض الحكم التي أرادها الخالق جل في علاه من الصيام ما يلي :

  1. حتى يستشعر العبد الصائم النعمة والفضل الذي منحه الله عز وجل إياه ، ومن عز وجل عليه بها.
  2. حتى ينال العبد رضا خالقه وأن يتقرب إليه بالطاعات والعبادات ، كي يحقق معنى التقوي الذي يرتضيه الخالق جل في علاه.
  3. أن يحس العبد الصائم بمن سواه من الفقراء والمساكين ممن لا يمتلكون قوت يومهم ، فيولد ذلك الإحساس بالمجتمع المسلم التعاون والتآخي والتراحم ، فضلاً للإحسان لبعضهم البعض.
  4. يعتبر الصيام صحة وراحة للبدن ، كما يعتبر أيضاً كابح للشهوات ، ويساعد العبد المسلم على أن يحصن نفسه ويضبطها ، كما ويعتبر عبادة شاملة لجميع الأخلاق الحسنة ومنها الصبر.

مبطلات الصيام:

  1. تناول الأكل والشرب عمداً : فلقد اتفق أهل العلم على بطلان صوم العبد لو قام بالأكل أو الشرب عمداً في نهار رمضان ، وعليه أن يقضي ما فطره.
  2. الجماع : حيث أن من جامع زوجته في نهار رمضان بطل صومه وعليه القضاء والكفارة.
  3. تناول ما كان بمعنى المأكل والمشرب : أي كل شيء بمعنى المأكل والمشرب مثل الإبر المغذية والعقاقير والأدوية التي تدخل جسم الشخص الصائم ، فهي تبطل صومه وتوجب عليه القضاء.
  4. إنزال المني اختياراً : ويكون هذا من خلال الاستمناء ونحوه كالتقبيل والمباشرة واللمس ، ومن أنزل بتلك الصفة فإن صيامه باطل وعليه أن يقضي.
  5. نزول دم الحيض والنفاس : فقد أجمع أهل العلم بأن المرأة التي ينزل عليها دم الحيض أو المرأة النافس في نهار رمضان فإن صيامها باطل وعليها القضاء.

للمزيد يمكنك قراءة : كفارة الصيام للمريض

للمزيد يمكنك قراءة : قضاء الصيام بعد سنوات

للمزيد يمكنك قراءة : ماذا اقول في نية الصيام القضاء

اسلام عمر

أقوم بكتاب الشعر، واعمل كمحرر وكاتب محتوي ترفيهي في العديد من المنصات، احب الرياضة وخاصة رياضة جمال الأجسام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button