الكندي مؤسس الفلسفة الاسلامية من سلسلة علماء مسلمون علموا العالم
يسعدنا ان نقدم لكم اليوم في هذا المقال من موقع احلم معلومات ومقتطفات من حياة الكندي مؤسس الفلسفة الاسلامية بقلم الطيب اديب من سلسلة علماء مسلمون علموا العالم ، وللمزيد يمكنكم زيارة قسم :إسلاميات .
علماء مسلمون علموا العالم
اسمه يعقوب الكندي ، ولد في الكوفة سنة ۱۸5هــ ، وعاش نحو67 سنة، وكان والده أميرا على الكوفة، لكن الكندي انتقل إلى البصرة يتلقى العلوم من علمائها واشتهر منذ صباه بذكائه الشديد وحكمته ورجاحة عقله، وكان واسع الاطلاع، قرأ مؤلفات الإغريق والفرس والهنود والعرب، ونبغ في الفلسفة والرياضيات والفلك والطب والكيمياء، ول الكندي ، أراء جرينة استنتجها خلال بحوثه التي ثبتت صحتها حديثا، ومن هذه الآراء أنه لا يؤمن بأن للكواكب صفات معينة من النحس والسعد أو العناية بأمم معينة كما اعتقد بأن زرقة السماء من الأضواء الأخرى الناتجة من ذرات الغبار وبخار الماء العالق بالجو. كما رأى بأن الاشتغال بالكيمياء للحصول على الذهب مضيعة للوقت والمال في حين كان يرى الكثيرون في عصره امكانية تحقيق ذلك .
كتب الكندي مؤلفات كثيرة يزيد عددها علي 230 كتاباً منها 22 كتاباً في الفللسفة و 16 كتاباً في الفلك و 11 في الحساب و 23 في الهندسة و 22 في الطب و12 في الطبيعيات وله مؤلفات أخرى كثيرة ورغم نبوغه في الرياضيات والطب والكيمياء إلا أنه كان فيلسوفا عظيما اعتبره العلماء في الشرق والغرب مؤسس الفلسفة الإسلامية، إذ كان يرى بأن الإنسان لا يستطيع أن يصبح فيلسوفة إلا إذا درس الرياضيات. وتعمق في دراستها وتمكن الكندي من خلال تعمقه في الفلسفة أن يجمع بينها وبين الشرع واتضح ذلك في معظم مؤلفاته وضع الكندي نظرية في العقل أوضح فيها آراء من سبقه من فلاسفة اليونان بأراء له فجاءت نظرية جديدة، تبوأت مكانا عظيما عند فلاسفة الإسلام الذين جاؤوا بعده ونظريته تدل على اهتمام الفلاسفة المسلمين بالعقل إلى جانب رغبتهم في التوسع في البحوث العلمية الواقعية ورغم نبوغ الكندي كان مترفعا عن الغرور لأن الإنسان العاقل في نظره مهما يبلغ من العلم فهو لا يزال مقصرة.
ومن أقواله في ذلك العاقل من يظن أن فوق علمه علما فهو أبدا يتواضع لتلك الزيادة والجاهل يظن أنه قد تناهي فتمقته النفوس لذلك , كما كان الكندي مقدرا للحق ويقول في ذلك، وينبغي ألا نستحي من الحق واقتناء الحق من أين يأتي وإن أتى من الأجناس القاصية عنا والأمم المباينة لذا فإنه لا شيء أولى مطالبة الحق من الحق .
اهتم علماء الغرب بآراء الكندي الفلسفية وكان له أثر كبير في العقليات تناوله الاوروبيون وطبعت بعض مؤلفاته منذ بداية علاقة اوروبا بالطباعة وقال عنه المؤرخ كاردنو إن الكندي من الاثني عشر عبقرياً الذين هم من الطراز الاول في الذكاء .