ظواهر بيئية

المطر الحمضي تعرف علي مخاطره واسباب تكونه

معلومات علمية مفيدة عن المطر الحمضي وكيفية تكونه ومخاطره نقدمها لكم في هذا المقال من موقع احلم بقلم : محمد مصطفي السمري وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : ظواهر بيئية .

تعريف المطر الحمضى

يعد المطر الحمضي Acid Rain ظاهرة حديثة لفتت الأنظار هذه الأيام بعد أن سببت كثيرا من الأضرارتختلف عناصر البيئة المحيطة بنا۔ ويمكن تعريف المطر الحمضي بأنه احتواء مياه الأمطار على تركيزات عالية من حمض الكبريتيك وحمض النتريك، والتي تتكثف ذراتهما مع السحب بصورة كبيرة، وعندما تسقط الأمطار يذوب هذان الحمضان ويتكون ما يسمى بالمطر الحمضي. ولقد بدأت ظاهرة المطر الحمضي مع نشوء الثورة الصناعية في منتصف القرن التاسع عشر، وقد اعتمدت بشكل كلي على الفحم والبترول، وكان الكيمياوي الإنجليزي روبرت سميث، أول من نبه وسجل هذه الظاهرة العام ۱۸۷۲ م، ونوه في تقرير له عن وجود علاقة وثيقة بين الدخان والرماد المتصاعد في الهواء من مداخن المصانع – في مدينة مانشستر الإنجليزية، وبين تلك الحموضة التي لوحظت في مياه الأمطار المتساقطة على المناطق المحيطة بهذه المدينة.

ورغم ذلك لم ينتبه المجتمع الغربي إلى خطورة هذه الأمطار إلا منذ نحوثلاثين عاما وذلك عندما لاحظ عالم سويدي يدعى وسفانت أودين العام 1967م أن الأمطار التي تسقط فوق بعض مناطق السويد تزيد نسبة حموضتها مع الزمن، كما بين هذا العالم أن هذه الأمطار تنتج من ذوبان الغازات الحمضية التي تتصاعد من مداخن المصانع في بخار الماء الموجود في الجو، ونبه إلى خطورة هذه الأمطار الحمضية، وإلى آثارها المدمرة في مختلف عناصر البيئة الطبيعية المحيطة بنا۔ وفي بادئ الأمر كان هناك من يعتقد أن الأمطار الحمضية تحدث نتيجة بعض العوامل الطبيعية التي لا دخل فيها للإنسان مثل الغازات الحمضية التي قد تتدفق أحيانا من البراكين، أو التي تنتج من حرائق الغابات، أو تنتج من تحلل بقايا النباتات والحيوانات ولكن تبين خطأ هذا الاعتقاد لأن هذه العوامل الطبيعية تحدث منذ القدم فالبراكين قد تثور في بعض الاحيان وحرائق  الغابات قد تحدث من حين لآخر، وأجساد الكائنات الميتة تتحلل كل يوم، ولكن الأمطار الحمضية لم تظهر بشكلها الحالي الحاد إلا في هذا القرن الأخير، ولابد أنها ترتبط بشيء جدید حدث في هذا القرن فقط.

اسباب تكون الامطار الحمضية

وبالفعل، فقد تبين حاليا، بما لا يدع مجالا للشك، أن السبب الرئيس في تكوين الأمطار الحمضية هو محطات القوى والمراكز الصناعية الضخمة التي تنتشر في كثير من الدول، التي تحرق كميات ضخمة من الوقود، وتدفع إلى الهواء بكميات هائلة من الغازات الحمضية مثل ثاني أكسيد الكبريت، وثاني أكسيد النتروجين ويتكون المطر الحمضي كالتالي، يتصاعد إلى الجوغازي ثاني أكسيد الكبريت (S02) وثاني أكسيد النتروجين (NO2) من مداخن المصانع وعوادم السيارات ووقود المنازل وغيرها، حيث يتفاعلان مع بخار الماء الموجود في الجو والأكسجين. الناتج من تحلل طبقة الأوزون (O3) بفعل أشعة الشمس مكونا في النهاية حمض الكبريتيك (H2 So4) وحمض النتريك (HNO3)  ويتعلق هذان الحمضان في الهواء على هيئة رذاذ، وعندما تصبح الظروف مناسبة لسقوط المطر، فإن هذا الرذاذ يذوب في ماء المطر، ويسقط معه على سطح الأرض على هيئة مطر حمضي.

اضرار الامطار الحمضية

ولقد وجد أن حامض النتريك لا يشارك في تكوين المطر الحمضي فقط، بل يؤدي كذلك إلى نقص طبقة الأوزون، والدليل على ذلك تأكيد العلماء على وجود قطرات من هذا الحمض في الجو عند القطبين الشمالي والجنوبي بالقرب من ثقب الأوزون وكثيرة وخطيرة هي الآثار السيئة التي يسببها المطر الحمضي، حيث إنه يسبب ضررا بالغا بكل النواحي البيئية المائية والزراعية والصناعية والثروة السمكية، بل يمتد ضرره حتى يشمل الثروة السياحية، ففي السويد ، نشرت إحصائية حديثة دلت على أن ۱۸ ألف بحيرة في السويد تأثرت بالمطر الحمضي، وأن نحو 4 آلاف بحيرة منها قد أصبحت خالية تماما من الأسماك، وتقاسي ألمانيا من هذه الظاهرة، فيقدر ما تخسره سنوياً من أشجار الغابات بسبب هذه الأمطار الحمضية بنحو ۸۰۰ مليون دولار، بالإضافة إلى ما يتلف من المحاصيل الزراعية الأخرى التي تقدر قيمتها بنحو 600 مليون دولار في العالم، والغريب أن تأثير هذا المطرقد امتد إلى بعض المنشآت السياحية من المباني والتماثيل والنصب التذكارية سواء الحجرية أو البرونزية ناهيك عن الأضرار الزراعية والصحية الخطيرة التي يضيق المقام عن ذكرها .

radwa adel

تخرجت من كلية الألسن، ولدي خبرة 8 سنوات في كتابة وانشاء المحتوي العربي، عملت في أكثر من 20 موقع مختلف علي مدار السنين الماضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button