النظافة الشخصية معناها وأهميتها ومكانتها في الدين الإسلامي
محتوي الموضوع
نقدم لكم هذه المقالة من موقع احلم تحت عنوان النظافة الشخصية معناها وأهميتها ومكانتها في الدين الإسلامي، حيث تعد النظافة واحدة من الأمور الحياتية الهامة، التي لا غنى عنها، ونجدها في كل الحضارات، فمثلا الإغريق سموها فن النظافة فالنظافة في منظورهم كانت عبارة عن مجموعة من الافعال التي تتم للمحافظة على الصحة، ونجد النظافة منها ما يعرف بالنظافة الشخصية، ونظافة المنزل، والنظافة المهنية، يجب معرفة أن عادات أو ممارسات النظافة تختلف من ثقافة إلى أخرى.
مفهوم النظافة الشخصية:
واحد من أنواع النظافة، النظافة الشخصية فما المقصود بها؟
يقصد بالنظافة الشخصية تلك المجموعة من الأفعال أو العادات التي يقوم بها شخص ما بهدف المحافظة على صحته، ورائحته ومظهره مما يساعد على إكساب وزيادة إحترام الناس له.
ما هى أهمية النظافة الشخصية؟
- أثناء اليوم كثيرًا ما نتعرض للملوثات حولنا مما يتطلب التخلص منها، وعملية النظافة هى التي يتم من خلالها التخلص مما يعلق بنا من جراثيم أو بكتيريا.
- تعتبر النظافة الوسيلة الأفضل للحفاظ على الصحة فكلما اهتم الإنسان بنظافته و نظافة ما حوله كلما عاش في بيئة وأجواء صحية مما يحافظ على صحته.
- تعمل على تحسين المظهر والتخلص من الروائح الغير مستحبة مما يحسن النظرة للشخص ويرفع من شانه، ومما يحسن الحياة الأسرية والإجتماعية.
- كلما زاد الاهتمام بالنظافة قل الإحساس بالتوتر والاكتئاب وارتفع معدل الثقة بالنفس.
النظافة الشخصية في الإسلام:
تعتبر النظافة الشخصية من الموضوعات المحورية في الإسلام ونرى ذلك بوضوح في وجوب التطهر عند كل صلاة عن طريق الوضوء، استحباب الغسل كل جمعة، وجوب الاغتسال من الجنابة أو الحيض، فنرى دائمًا أنه للتخلص من أي أثر سيئ يجب الغسل أو الوضوء حتى تكتمل أي عبادة نقوم بها، والقرآن والسنة وسيرة السلف زاخرة بالأدلة على اهتمام الإسلام بالنظافة الشخصية.
قال جل وعل ى” إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين”، وعن سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه قال” إن الله طيب يحب الطيب نظيف يحب النظافة كريم يحب الكرم جواد يحب الجود فنظفوا -أراه قال- أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود”، وقال ” إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم وأصلحوا لباسكم حتى تكونوا شامة بين الناس”.
اهتم الإسلام بالنظافة الشخصية الظاهرة والباطنة فالنظافة الظاهرة تمثل غالبًا انعكاس لطيب ونظافة الباطن، وكذلك المسيحة اهتمت بالنظافة الظاهر البدن، الثوب، الرائحة الطيبة إلى جانب نظافة النفس الداخلية والبعد عن النجاسة.
مظاهر النظافة الشخصية:
- الجسد: يجب أن يتم تنظيفه باستمرار من أي قذارة تلحق به كما يجب الاستحمام والاغتسال للتطهر على الأقل مرة في الأسبوع.
- الشعر: يجب المحافظة على غسله وتمشيطه، وكان الرسول صل الله عليه وسلم يحافظ على تمشيط شعره ودهنه فعن جابر” قال : أتانا رسول الله صل الله عليه وسلم زائرا في منزلنا ، فرأى رجلا شعثا، فقال : أما كان هذا يجد ما يسكن به شعره”.
- التعطر: عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر بما استطاع من طهر ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يروح إلى المسجد ولا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت للإمام إذا تكلم إلا غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة الأخرى”.
- البعد عن تناول الأطعمة التي تؤدي إلى ظهور رائحة غير مستحبة للفم وبخاصة عند الخروج للصلاة أو عند الاجتماع بالناس، فقال صل الله عليه وسلم” مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ”.
- الأسنان: كان الرسول صل الله عليه وسلم يهتم بالأسنان حتى أنه قال ” لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ” حيث إن السواك يعتبر مطهر للفم وقد استبدل السواك الآن بالفرشاة والمعجون ليقوما بعمله من تنظيف للأسنان وتطهير للفم.
- الأظافر: يجب المحافظة على نظافة الأظافر وتقليمها بشكل مستمر فقد كان الرسول صل الله عليه وسلم يقلم أظافره قبل كل صلاة جمعه.
- العانة والإبط: يجب المحافظة على حلق شعر العانة ونتف شعر الإبط أو حلقه فتلك الأماكن مناسبة لنمو البكتيريا وظهور الروائح الغير مستحبة، حتى أن الرسول صل الله عليه وسلم أخبرنا بأن لا يترك شعر العانة والإبط لأكثر من أربعين ليلة.
- الثياب: يجب المحافظة على نظافة الثياب فلا نستطيع أداء العبادات بثياب متسخة، كما أنه عند الاجتماع بالناس يجب أن تكون الثياب نظيفة مما يحسن نظرة الناس لنا ويضعنا في مكانة مرتفعة.
مفاهيم خطأ مرتبطة بالنظافة الشخصية:
- هناك بعض المفاهيم أو العادات الخاطئة المرتبطة بالنظافة الشخصية والتي يجب التخلص منها فورأ، فمثلًا هناك من يرى أن استخدام القفزات أثناء التنظيف يحافظ على اليدين من الجراثيم وهذا معتقد خطأ، إذ أنه مع الاستخدام المستمر لهذه القفازات فإنها تبدأ في تجميع الجراثيم بها مما يجعلها أكثر خطورة.
- كان سائدًا اعتقادا خطأ أيضا حول أنه لا يستحب أن تستحم المرأة الحائض، بل العكس هو الصحيح إذ يجب أن تستحم حتى تستطيع الاهتمام بنظافتها الشخصية وتنظيف منطقة الحيض بشكل جيد.
- رائحة الفم الكريهة كان يقال بأنها دائمًا بسبب عدم الإهتمام بالفم، إلا أن هذا غير صحيح إذ أن عدم غسل الأسنان وعدم الاهتمام بالفم هو واحد من عدة أسباب يمكن أن تتسبب في ذلك مثل أمراض الأسنان واللثة وأمراض المعدة.
خلاصة القول بأن الاهتمام بالنظافة الشخصية أمر واجب وضروري للمحافظة على صحتنا، وشكلنا الاجتماعي، وقبل كل شئ حتى نستطيع أداء عباداتنا بشكل صحيح، ونتبع هدي نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه.