النوم قطاع الفتى من مراجله .. من القائل!
محتوي الموضوع
إن الكرم يعتبر من أهم الخصال الموجودة لدى العرب ، ويشار لأن مصطلح الكرم مرتبط ارتباط وثيق بكافة الالتزامات التي يحس بها المضيف ناحية ضيوفه ، ويرجع هذا لطبيعة البيئة الصحراوية والبيئة الاجتماعية بالإضافة للنظام القبلي السائد في المكان ، الأمر الذي ساهم في ضرورة التكافل الاجتماعي بالمجتمع ، ونشير لأن العرب قديماً كانوا يخصصون جزء ضخم من نقودهم للترفيه عن الضيوف ، وفي هذا اليوم سوف نتناول قصة شخص يعتبر من أشهر جوادين العرب المشهورين ، موعدنا للحديث عن النوم قطاع الفتى من مراجله .. من القائل!
من هو عمر البجيدي:
- لقد اجتمع في هذا الرجل كلاً من الجود والكرم ، والجود والكرم هذا اشتهر به أكثر من غيره في تلك الحقبة ، وقد أطلق عليه الناس اسم أبي الخساير ، والسبب وراء تسميته بهذا الاسم هو كرمه الشديد.
- وقد أنجب أبا الخساير هذا من الذكور أربعة ومن الفتيات 7 ، كل بنت منهن أنجبت فرسان وشيوخ مشهورين ، فأول بنت أنجبها عمر البجيدي أنجبت الفارس العربي الشهير ألا وهو ساجر الرفدي من عنزة.
- بينما بنته الثانية قد أنجبت للعرب الشيخ مكازي بن سعيد الشمري ، وقد اشتهر بلقب معشي الذيب ، وقد أنجبت بنته الثالثة الشيخ صالح الطيار ، وهذا الرجل من شيوخ ولد علي من عنزة.
- أما فتاته الرابعة فقد أنجبت لنا الشيخ خلف بن ناحل أبرز شيوخ قبيلة حرب ، والبنت الخامسة قد أنجبت الشيخ جديع بن قبلان بن ملحم ، وهو شيخ المنابهة من عنزة.
- وبالنسبة لبنته السادسة فقد أنجبت الشيخ ابن شامان وهو شيخ البجايدة من السلقا وهو من أفراد قبيلة عنزة ، وبنته السابعة والأخيرة قد أنجبت الشيخ محمد بن سمير الذي لقب باسم حريب الدول من قبيلة عنزة.
للمزيد يمكنك قراءة : ياجماعه كيف مافيكم حميا كيف صياح الضحى ماتسمعونه
قصة عمر البجيدي مع ابن السلطان العثماني:
- لعمر البجيدي المقلب بأبو الخساير قصة شهيرة يعرفها الكثير من العرب ؛ والقصة باختصار كانت مع ابن السلطان العثماني وقتها ، وفيها مرت قافلة من الحجاج آتية من تركيا عاصمة الخلافة وقتها وكانوا يركبون الإبل.
- وكان من بين القافلة الصغير ابن الحاكم العثماني وخلال مسيرة القافلة في الليل غلبه النعاس وهو على ظهر بعيره ، وقد انتحى به البعير عن بقية القافلة وضاع عن القافلة وقد وصل عند أهل عنزة وهم لا يدرون عنه أي أنه ابن السلطان.
- وكان لا يأكل الطعام إلا معه لحم ، وكان في تلك الحقبة بالتحديد اللحم عزيز وليس موجود مع كل وجبة كما هو موجود الآن ، فقيل لهم اذهبوا به لعمر البجيدي فسوف يجد الصغير اللحم مع كل وجبة.
- وقد روى المؤرخين بأن ابن السلطان قد ظل عند الشيخ عمر أو أبا الخساير نحو شهرين كاملين وكل ليلة من الليالي الستين كان يذبح له ذبيحة ، وبعدها أخبره الصغير عن أبيه.
- وبالفعل أخذه أبا الخساير وقصد تركيا عاصمة الخلافة وقتها ، وسلم الولد لأبيه الحاكم العثماني ، وقابله السلطان بعطاءات وهدايا عبارة عن نقود ضخمة ، وقد عينه السلطان وزير للحجاج القادمين من تركيا للبلاد الحرمين الشريفين.
- وبعد رجوع أبا الخساير لمسقط رأسه سمع من بعض أقاربه أنه ما فعل فعلته تلك إلا ابتغاء من عطايا السلطان أو أن يقال فعل وفعل! وقد حصل على ما ابتغاه ولم يكن الأمر قريب بالكرم والجود كما يدعي ؛ ووقتها حزن الرجل وأنشد وقال :
قصيدة أبو الخساير:
سميت بالرحمن وأدنيت فاطـري
مأمونة من قاطعـات الخرايـم
طويلة ملز الفخذ نابيـة القـرا
تصبر إلى هبت علينا السمايـم
وردتها برقع وأنـا جاهـل بـه
ما هي دلاله مار أوهـم وهايـم
وردتها بين القريتيـن وتدمـر
بديار غرب ما تعـرف الفهايـم
وزعلت أنا من كلمة قالها الردي
يقولها اللي ما يـداري الظلايـم
يقولها اللي منزلـه يتقـي بنـا
لا حلت البلوى سريـع الهزايـم
أنا الذي وديت الغريـب بـلاده
وأصبر على جل الأمور العظايم
تسعين مع تسعيـن زرٍ زهابنـا
من خوف نورث للتوالي لوايـم
عشرين ليله والمطايـا نحثهـا
يوم الردي عن واجبه بات نايـم
النوم ساس اللوم لو يدري الفتى
ريف العذارى والرجال الهلايـم
واللي يدور الهون والفي والذرى
يموت ما حاشت يديـه الغنايـم
للمزيد يمكنك قراءة : شرح قصيدة شجاعة وكرم
قصيدة مربيد العدواني:
وقال مربيد العدواني تلك القصيدة التي أراد منها أن يوصف الحال السائدة في عصره فأنشد وقال :
- الـلـه مــن قــلـب تــزايــد عــذابــه *** والعين عيت تـقبـل النـوم واتريـح
- يا الـلـه طلبـتـك يا سـريـع الأجـابـه *** تـفتـح لـنـا بـاب الفـرج بالمفاتيـح
- يـا الـلـه بـرزق وأنـت فـتـّاح بـابـه *** يـا خالـق قـوت الـبـدو والـفـلاليـح
- الـنـوم سـاس الـلـوم بـان الـردابـه *** وعين تبي الطولات نومه شلافيح
- والـلي يـدور الفـود يتـعـب اركابـه *** والرزق بطراف الخطا ياأهل الفيح
- الـذيـب مـا يـرقـد ورزقـه نـهـابــه *** يبحث عن الغـرات حول المصاليح
- يحمـد مصابيح السرى من سرابـه *** باللـيـل الأظـلـم والنعـايـم مـدابيـح
- تـغـاروا الـمـرقـاب مـثـل الـذيـابــه *** وتـقـابـلـوا مـثـل الحـرار المفاليـح
- وأنـا على اللي يوم ساجن احقـابـه *** تـشـدا قـطـاة وردوهـا الجـواويـح
- قـالـوا هـذيـك الـبـل تسلـل حـرابـه *** وقـالـوا جنبهـا عاشقين الطماميـح
- الـلـه يـلـوم الـلـي بـخـالـه خـنـابـه *** لا جت هروج القـوم عنها تصافيح
- يـوم أنطلق مثل الرعد من سحابـه *** بكفـوف كوخـان العـيـون الذوابيح
- مـن كـل مـسـلـوب يـؤكـد صـوابـه *** بصمع الفـرنج موميـات المطاويح
- كـثـرت منـاجيهـم وصـارت طلابـه *** وجـنـك كمـا ذودٍ لحوضه مراويـح
- ثــوّر عـقـيـد الـقــوم ثــم عــدابــه *** لهم عـلى عوص النجايب مشاويح
للمزيد يمكنك قراءة : نمر بن عدوان