الوفاء بالعهد ما معناه وأنواع العهود وبعض القصص عن الوفاء بالعهد
نقدم لكم هذه المقالة من موقع احلم تحت عنوان الوفاء بالعهد ما معناه وأنواع العهود وبعض القصص عن الوفاء بالعهد ، حيث يمثل الوفاء بالعهد واحدة من الصفات الطيبة والخلق القويم ومن الصفات التي يتسم بها الأنبياء والمؤمنين الصالحين، لذا وجب عينا الإقتداء بهم والتأسي بهم والاتصاف بالوفاء، فهي واحدة من الصفات التي تقوي الثقة والترابط بين الأفراد في الأسرة و بالتالي في المجتمع مما يساعد على تكوين مجتمع متماسك قوي متحاب.
ما معنى الوفاء بالعهد:
الوفاء بالعهد أي المحافظة على الوعود والإلتزام بها، لذا يجب على كل إنسان حين يعد أن يراعي الوعد بما في مقدرته حتى لا يقع في مشكلة عدم الوفاء بالوعد والذي يعتبر صفة من صفات المنافقين حيث قال الرسول صل الله عليه وسلم ” رْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ”.
إن أحق من يتصف بالوفاء بالعهد هو الله جل وعلا ” وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا”
أنواع العهود:
- العهد مع الله جل وعلا ” وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا”.
- العهد بين الناس والتي تتمثل في أغلب المعاملات بين الناس مثل الالتزام بالزواج، وحقوق الجار وغيرها، وقال الله تعالى”وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً” مما يدل على أن الوفاء بالعهد ذو شأن عظيم ويتم محاسبة العبد عليه يوم القيامة ” وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ”.
لماذا الوفاء بالعهد؟
يترتب على الوفاء بالعهد العديد من الفوائد الهامة للإنسان سواء في الدنيا أو في الآخرة ومنها:
- يعتبر الوفاء بالعهد من أسباب الوصول إلى التقوى وبالتالي الحصول على محبة الله ” بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ”.
- الوفاء بالعهد يوجد الثقة والإحساس بالأمان ويساهم في المحافظة على الحقوق الخاصة بالناس أيًا كانوا ” وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”.
- يعتبر الوفاء بالعهد من المكفرات إذ قال تعالى ” وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ”، حيث قالوا في التفسير بأن المقصود بأوف عهدكم أي أدخلكم الجنة، كما قال تعالى ” لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ”.
قصص عن الوفاء بالعهد:
- قصة سيدنا أنس بن النضير الذي أوفى بعهده وكان جزائه الشهادة ” روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال ” غاب عمّي أنس بن النضر عن قتال بدر ، فقال : يا رسول الله غِبْتُ عن أوّل قتال قاتلتَ فيه المشركين !! لئن الله أشهدني قتال المشركين لَيَرَيَنَّ الله ما أصنع ، فلمّا كان يوم أُحد وانكشف المسلمون ، فقال : اللهمّ إنّي أعتذر إليك ممّا صنع هؤلاء ـ يعني أصحابه ـ وأبرأ إليك ممّا صنع هؤلاء ـ يعني المشركين ـ ثمّ تقدّم ، فاستقبله سعد بن معاذ ، فقال : يا سعد بن معاذ ، الجنّة وربّ النضر إنّي أجِدُ ريحها دون أُحُد … قال أنس : فوجدنا به بضعا وثمانين ما بين ضرية بالسيف أو طعنة بالرمح أو رمية بالسهم ، ووجدناه قد مثّل به المشركون ، فما عرفه أحد إلا أخته بشامة ببَنَانِه.
- تلك القصة تدل على الوفاء بين العباد وهى تدل على مدى ما كان يتصف به الرسول صل لله عليه وسلم من الوفاء العهد، كما إنها دعوة للسير على هدى الرسول ” عن عائشة رضي الله عنها قالت : جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندي ، فقال لها : من أنت ؟ قالت : أنا جثامة المزنية ، فقال : بل أنت حسانة المزنية ، كيف أنتم ؟ كيف حالكم ؟ كيف كنتم بعدنا ؟ قالت : بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، فلما خرجت قلت : يا رسول الله تُقبل على هذه العجوز هذا الإقبال ؟ فقال : إنها كانت زمن خديجة ، وإن حسن العهد من الإيمان”.
وفي الختام نسال الله أن يجعلنا ممن يوفون بعدهم إذا عاهدوا ، اللهم قنا الخيانة والخونة.