محتوي الموضوع
أفضل ما نبدأ به موضوع اليوم هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الأمان والأمان حيث قال : (من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا) ، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتلك الأشياء وعلى رأسها أمن الوطن هي مفتاح السعادة ، الأمن والاستقرار يا سادة نعمة عظيمة تتمثل في إحساس الشخص بالركون بعد الاطمئنان والتأكد من سلامته من كل المخاطر ، وهي نعمة لو نزعها الله عز وجل من بلد أو قوم فقد حرموا من كنز عظيم ومن خير وفير ، وقد جاء بالقرآن الكريم دليل على إحدى القرى التي تغير حالها من الأمن للخوف ، فقد قال الله تعالى : {وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون} صدق الله العظيم ، واليوم سوف نسلط الضوء على أمن الدولة وتعريفه تابعوا معنا.
تعريف الأمن:
- إن الأمن في اللغة يتم تعريفه على أنه عدم الخوف والطمأنينة ، أو راحة القلب أو الثقة أو عدم وقوع الغدر والهدوء النفسي ، فيقال : فلان أمنة ، بمعنى يأمن كل أحد ، ويأمنه الناس ، ويثق به ، أي لا يخافون غائلته ، فالأمن هو ضد الخوف ، والأمانة هي ضد الخيانة ، والمأمن هو موضع الأمن ، والآمن هو المستجير ليأمن على ذاته ، إن التعريفات الاصطلاحية لمفهوم الأمن كثيرة جداً ، بسبب اختلاف الآراء بين العلماء ، وخبراء السياسة ، والكتاب ، إلا أنها جميعاً قد اشتركت في المضمون ، وفي الهدف الأساسي الذي يتمثل في توفير حياة كريمة يعيش فيها الناس بأمن وسلام.
- ويوضح أحد تلك التعريفات أن الأمن نقيض الخوف ، وهي الحالة التي يكون بها المجتمع مطمئن ، بسبب ما يبذله الحاكم من جهد في كافة الأنشطة ، والممارسات اليومية ، بغرض تحقيق كل الأهداف الإستراتيجية ، والتكتيكية ، وإحباط كل محاولات ومؤامرات الأعداء ، والماكرين ، من أجل عرقلة تلك الهداف ، أو أدواتها ، ووسائل تنفيذها ، ذلك بالإضافة لفرض السيطرة الكلية على السياسات الموضوعة.
- ويتم تعريف الأمن اصطلاحاً على أنه عدد من الإجراءات الأمنية التي تتبعها الدولة عبر التدريب ، واليقظة ، والحذر ، والمهارة ، بغرض تأمين المواطنين بما يكفل لهم حياة مستقرة آمنة ، وذلك من خلال حفظ أسرارها ، وحماية المنشآت والمصالح الحيوية بالداخل ، ودفع التهديد الخارجي عنها ، ويمكننا أن نعرف الأمن على أنه عدد من القواعد والوسائل القانونية التي تطبق من قبل الدولة بغرض كسب القوة ، وبهدف تحقيق الحماية الداخلية ، والخارجية من جميع المخاطر التي من الممكن أن تتعرض إليها.
للمزيد يمكنك قراءة : سكان الوطن العربي
أهمية الأمن:
الأمن بكل أشكاله يعد ذا أهمية كبيرة للأشخاص ، وللمجتمعات ، وللجماعات ، ومن الممكن أن نلخص تلك الأهمية في النقاط التالية :
- الأمن يعد الغاية التي سعت لها كل الحضارات والأمم على مر العصور ، وهي الغاية التي تسعى لها كل المجتمعات ، والحضارات الإنسانية المعاصرة ، كما أن كل الشرائع السماوية قد حثت على وجود الأمن ، وهذا باعتباره ضماناً لتطور واستمرارية المجتمع ، ونذكر هنا بأن الدول دائماً ما تسعى لضمان أمنها السياسي ، والاجتماعي ، والاقتصادي ، ذلك بالإضافة للحفاظ على الأمن الخارجي.
- مع العلم بأن عدم تحقيق ذلك سوف يمنع نهوضها ، وتطلعها للمستقبل ، كما سوف يصبح الخوف مسيطر على خطواتها ، ومقيد لكل تطلعاتها المستقبلية ، لهذا فإن تكامل عناصر الأمن وهي : الأمن الثقافي ، والأمن الديني ، والأمن الاجتماعي ، والأمن الاقتصادي ، في أي مجتمع يعد دلالة على وجود بداية حقيقة من أجل مستقبل أفضل.
- إن الأمن يعتبر من أهم مقومات حياة البشر ، وضرورة أساسية لكل جهد إنساني ، فهو يمثل قرين الإنسان ، وشقيق حياته ، هو الفيء الذي لا يمكن للإنسان العيش إلا بظله ، ومن الجدير بالذكر قول أن وجود الأمن يحقق الغرض من خلافة الإنسان في الأرض ، لأنه يسمح للبشر بتوظيف ملكاته ، وإطلاق قدراته ومهاراته ، وتحقيق الاستهلاك الأمثل للموارد المتاحة ، ولمعطيات الحياة لعمارة الأرض ، كما أن إحساس البشر بالأمن يسمح لهم بالاطمئنان على أنفسهم ، وعلى أرزاقهم ، وعلى معاشهم ، وبهذا سوف يتحقق الأمن الراسخ مصالح الناس ، والمجتمعات.
- إن الأمن يمثل أحد المقومات الأساسية لنجاح عملية النمو ، والتنمية ، والارتقاء في جميع المجالات ، حيث يعتبر الإبداع الذهني والفكري ، والتخطيط السليم والمنظم ، والمثابرة العلمية ، من أهم ركائز التنمية ، فلن يتحقق الازدهار لمشروع التنمية إلا عند وجود أمن راسخ يتيح ويدعم تلك الركائز ، مما يمكن الأشخاص من الاطمئنان على أنفسهم ، واستثماراتهم ، وثرواتهم.
للمزيد يمكنك قراءة : خواطر عن الوطن
أنواع الأمن:
- الأمن الاجتماعي.
- الأمن الاقتصادي.
- الأمن البيئي.
- الأمن النفسي ، أو الأمن الشخصي.
- الأمن القومي.
- الأمن الغذائي.
- الأمن الوطني.
- الأمن الحضري.
مديرية أمن الدولة:
- إنه مديرية موجودة في عدة دول ، وتكمن مهمتها الأساسية في حماية البلاد من أي خطر داخلي أو خارجي ، ففيها يتم جمع معلومات من عدد من الأجهزة المتخصصة في الدولة ، ومن ثم تتحقق هذه المديرية من تلك المعلومات وتقوم بتحليلها وتحفظها من أجل استعمالها فيما بعد لو اقتضت الحاجة.
للمزيد يمكنك قراءة : دور المواطن في المحافظة على الامن
مهام مديرية أمن الدولة:
- محاربة التجسس وجميع الأنشطة التي من الممكن أن تخلص شغب ومشاكل داخل الدولة ، سوءاً كانت تلك الأنشطة من أفراد محليين أو من خارج الدولة.
- من مهام أمن الدولة التنسيق بين عدد من الأجهزة كالمخابرات ، وجهاز الأمن العام ، وقيادة الجيش ، وهذا كي يتم تبادل المعلومات المختلفة ما بين تلك الأجهزة ، من أجل الحفاظ على الأمن الداخلي للدولة والحفاظ عليه مستقراً.
- من مهام أمن الدولة مراقبة الوافدين للدولة وجمع كل المعلومات عمن يمكن أن يقوموا بأي أعمال معادية للدولة.
- عمل تحقيقات في كل الأنشطة التي من الممكن أن تمس أو قد مست بالفعل أمن الدولة الداخلي أو الخارجي ، وذلك يحدث ضمن قوانين الدستور الذي يحدد نظام الحكم بالدولة.
- من مهام أمن الدولة أنها تصدر تقارير بطريقة دورية وتقوم برفعها لوزارة الدفاع أو للمجلس الأعلى للدفاع بالدولة ، من أجل أن يطلع على الأمن العام للدولة ، وبهذا يضعون بعض المقترحات من أجل مواجهة أي أخطار من الممكن أن تلحق بالدولة ، ويجب على المجلس الأعلى للدفاع أن يظل دوماً مطلع على تلك المعلومات كي يتمكن من التصرف في حال وجود أي شيء يشكل خطر على الدولة.
دور المواطن في الحفاظ على الأمن:
إن المواطن يعد شريك استراتيجي في مساندة الأجهزة الأمنية وبسط الأمن في وطنه ، وهناك بعض النقاط الوجيزة التي سنوضح من خلالها كيفية تفعيل دور المواطن ومساعدته في الحفاظ على الأمن :
- على الإنسان أن يربي أبنائه منذ صغرهم على حب الوطن ، وبذل كل ما يملكون ، بذل الغالي والنفيس من أجل أن يكون وطنهم آمن مطمئن ، فعلينا أن نعلمهم بأن حب الوطن هو إيمان وعقيدة ، وأن الدفاع عنه هو نبل وعزة وشرف ، فيكبر الطفل على تعظيم نعمة الأمن وبهذا تخرج الأجيال واعية مدركة لكل المخاطر والقلاقل والتوتر.
- على الشخص أن يبلغ عن وجود أي تهديد أمني عام على أرواح الأشخاص وممتلكاتهم عندما يشتبه بأحد أو عندما يطلع على أسرار تنظيمات تهدف لزعزعة أمن بلده.
- التقليل من انتشار الجريمة ، وذلك يتم من خلال توعية الأهالي والجيران وغيرهم من ضرورة اتخاذ كل التدابير التي تحول دون وصول الأذى والمشاكل إليهم أو في محيطهم.
- تقويم سلوك الأفراد الذين تلوح بأماراتهم نزوات العدوان والتخريب ويتم ذلك من خلال ترهيبهم من الفوضى التي لا ينتج عنها سوى الدمار والشر على الجميع.
- تقديم معلومات من الممكن أن تستفيد منها أجهزة الدولة وبالخصوص المباحث الجنائية والتي قد تساعد في القبض على مرتكبين الجرائم وتقديمهم للمحاكمة ، فتكون بهذا قد أرحت العباد من شرورهم وردعت غيرهم عن ارتكاب الجرائم والإقدام عليها ، فحينها سوف يتحقق الأمن العام.
- عليك أن تبلغ عن أي إساءة أو عن أي تهديد أو ابتزاز إلكتروني تلاحظه خلال تفاعلك من أشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي.
للمزيد يمكنك قراءة : بحث جهود رجال الامن