انشاء عن الامانة قصة خبرة العم محمود قصة قصيرة عن الأمانة
انشاء عن الامانة ، قصة جميلة ننقلها لكم اليوم في هذا المقال عبر موقع احلم ، القصة بعنوان خبرة العم محمود ، قصة رائعة بقلم : عبد الله الغمراوي نتمني ان تنال إعجابكم ، وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص .
قصة خبرة العم محمود
في احدي القرن النائية كان يعيش رجل ميسور الحال يعرفه الجميع باسم العم محمود وكان يعمل بالتجارة، يسافر بين الحين والحين من القرية الي البلدة المجاورة، حاملاً بعض الغلال فيبيعها ويعود محملاً ببعض ما يحتاجه اهل القرية من ملابس وشراشف ومناشف وما اليها وكان تقياً يصلي فروض الصلاة في اوقاتها ويقضي معظم وقت فراغه في تلاوة القرآن الكريم .
وفي احد الايام عزم علي أن يتوجه الي بيت الله الحرام ليؤدي فريضة الحج، جمع كل المال المتوفر لديه وذهب قبل سفره الي الحج بيومين الي رجل فاضل في القرية عنده دكان يبيع فيها الآت الزراعة ومبيدات حشرية وغيرها مما يحتاج اليها مزارعو القرية ، دخل العم محمود علي الرجل الفاضل في دكانه فوجده يجلس فوق دكة خشبية عليها خشبة قديمة، بادرة بالتحية ثم قال له : اسمع يا اخي إنني نويت ان احج هذه السنة وقد جمعت كل ما املك من مال ووضعته في هذه الصرة، واريدك ان تحفظها عندك امانه الي ان اعود فإن لم تقدر لي العودة لسبب من الاسباب ولقيت وجه ربي فارجو ان تسلمها لأهل بيتي .
تناول الرجل الفاضل الصرة من العم محمود وقال له حسناً تفعل، ولو كانت ظروفي الصحية تسمح لي لرافقتك، ولكن علي العموم اطمئن مالك سوف احتفظ به في مكان أمين ولن يعادر هذا المكان ابداً، شكره عم محمود كثيراً وخرج من عنده ليستعد للسفر الي مكة المكرمة كما نوي، وسافر بالفعل وقضى فريضة الحج وعاد مسروراً الي قريته لكنه فوجئ ان الرجل الفاضل قد توفي في غيبته .
حزن العم محمود كثيراً وتكدر لأن ذلك يعني انه قد فقد كل المال الذي يملكه فلا احد يدري أنه اودعه عند ذلك الرجل الفاضل سوي الله عز وجل، رأت زوجة العم محمود البسمة تغيب من وجه زوجها وان هماً كبيراً يجثم علي صدره، فأخذت ترجوه وتلح عليه ان يخبرها عن سبب حزنه، فحدثها عن ماله الذي ضاع، لكنها قالت له علي الفور : هذه ارادة الله يا زوجي العزيز ولو شاء لرد عليك مالك في أية لحظة فلا تحزن ولا تبتئس وقم الي المسجد وصل ركعتين لله تعالي عسي أن يهديك الله لأمر تسترد به نقود .
أطاع العم محمود زوجته وقام الي المسجد يصلي ويدعو الله وفجأة تذكر قول الرجل الفاضل : إن المال لن يبرح المكان الذي يجلس فيه فأسرع الي الدكان ووجد ولد الرجل الفاضل الذي حل مكان والده فحدثه بقصته واستاذن في فك خيوط الحشية الموضوعة فوق الدكة الخشبية وفعلاً فك الحشية واذا بهما يجدان الصرة كما هي مخبأة بين قطن الحشبة، اخذ العم محمود ماله وذهب الي المسجد مرة اخري فصلي ركعتين شكراً لله علي ان هداه الي ماله وعاش من بعدها في سعادة وسرور .
بقلم : عبد الله الغمراوي .