يعتبر الروائي والأديب مصري الجنسية (نجيب محفوظ) من أشهر الروائيين العرب بالقرن الـ20 ، وقد ولد نجيب محفوظ في العام 1911م بمدينة القاهرة ، وقد بلغ آفاق الشهرة ، وبالخصوص بعد حصوله على جائزة نوبل في الآداب وذلك في العام 1988م ، ويكون بهذا أول وآخر عربي حصد جائزة نوبل في الأدب ، لهذا يعتبر نجيب محفوظ من أهم الأدباء والكتاب العرب ، وقد نشأ وتربى في حارات القاهرة الشعبية والتي كانت ملهمته في جميع رواياته التي كانت تدور بأزقة الحارات المصرية ، ووصلت به لمرافئ الشهرة العالمية.
وقد توفي نجيب محفوظ في العام 2006م ، ومن أهم مؤلفاته : بين القصرين ، وقصر الشوق ، وخان الخليلي ، وزقاق المدق ، والطريق ، وأولاد حارتنا التي سيدور حولها الحديث في هذا المقال الممتع والشيق ، فتابعوا معنا.
رواية أولاد حارتنا:
- تعد هذه الرواية من أشهر رواياته ومن أكثرها إثارة للجدل في الأدب العربي ، فمنذ أن نشرت في أول مرة بدار الآداب ببيروت في العام 1962م ، قد أطلق بعدها موجة غاضبة ضد نجيب محفوظ لم يسمح لها بالنشر في جمهورية مصر العربية إلا عند نهاية العام 2006م ، وهي من ضمن أهم الروايات التي تم التنويه لها عندما أُعطي جائزة نوبل في الأدب ، وكتب نجيب محفوظ روايته (أولاد حارتنا) بأسلوب رمزي يختلف عن أسلوبه برواياته التي سبقتها ، فقد اشتهر عنه أسلوبه الواقعي بالكتابة ، وقد قال عن هذه الرواية هو بنفسه : (فهي لم تناقش مشكلة اجتماعية واضحة كما اعتدت في أعمالي قبلها ، بل هي أقرب إلى النظرة الكونية الإنسانية العامة).
- وبالرغم من أن هذه الرواية تستوحي قصص الأنبياء بقالب رمزي إلا أن الهدف وراءها لم يكن التعرض لحياة الرسل والأنبياء بقالب روائي ، بل تم توظيف هذا للاستفادة من تلك القصص وتصوير توق المجتمعات البشرية والإنسانية للقيم العليا التي كان كل الأنبياء يريدون أن يصلوا إليها من قيم الحق والعدل والسعادة ، فالغاية من هذه الرواية هي نقد ممارسات ثورة يوليو وتذكير القادة بغاياتها الأساسية.
للمزيد يمكنك قراءة : معلومات عن طه حسين عميد الأدب العربي
الجدل حول رواية أولاد حارتنا:
- نتيجة للجرأة الكبيرة في سرد وتناول مواضيع وجودية كبيرة ، فقد فسر كثيرون بأن هذا كان تناول للذات الإلهية وما يشار إليه بالظلم الإلهي الذي حل بالبشر وبالضعفاء على وجه الخصوص ، وقد اتهم نجيب محفوظ بالإلحاد والزندقة بسبب تلك الرواية ، وقد تلقى بسببها العديد من التهديدات بالقتل.
- ومنعت هذه الرواية من النشر في مصر وذلك بقرار رسمي ، وهاجمه العديد من شيوخ الأزهر وعلى رأسهم الشيخ عمر عبد الرحمن الذي قال فيها : (أما من ناحية الحكم الإسلامي فسلمان رشدي الكاتب الهندي صاحب آيات شيطانية ، ومثله نجيب محفوظ مؤلف أولاد حارتنا مرتدان وكل مرتد وكل من يتكلم عن الإسلام بسوء فيجب أن يُقتل ، ولو كنا قتلنا نجيب محفوظ ما كان قد ظهر سلمان رشدي) ، ويرى بعض الناس بأن التصريح هذا كان له علاقة مباشرة بتعرضه للاغتيال في العام 1994م ، إلا أن نجيب محفوظ نجا من هذا الاغتيال بأعجوبة.
للمزيد يمكنك قراءة : طه حسين مقتطفات رائعة من حياته
اقتباسات من رواية أولاد حارتنا:
يتناول الأديب نجيب محفوظ في روايته أولاد حارتنا قضايا كونية كبرى بجرأة شديدة ، ولابد من الاقتراب من أسلوبه أكثر أن على ما قاله في تلك الرواية المثيرة للجدل من عبارات وكلمات جريئة ، وفيما يلي سندرج بعض الاقتباسات من هذه الرواية :
- الموت الذي يقتل الحياة بالخوف قبل أن يجيء ، لو رد إلى الحياة لصاح بكل رجل : لا تخف! الخوف لا يمنع من الموت ولكنه يمنع من الحياة ، ولستم يا أهل حارتنا أحياء ولن تتاح لكم الحياة ما دمتم تخافون الموت.
- وعاد إلى حارته مجبور الخاطر ، وما أحلى العودة بعد الاغتراب.
- غموس اللقمة في حارتنا الهوان ، لا يدري أحد متى يجيء دوره ليهوي النبوت على هامته.
- لم أعد إنساناً ، فالحيوان وحده هو الذي لا يهمه إلا الغذاء.
- ودخلت تمر حنة بأقداح الشاي فحيت جبل تحية جارة ، وأثنت على زوجه ، وتنبأت له بأنه سينجب ذكراً ، ولكنها قالت مستدركة : لم يعد من فارق بين رجالنا ونسائنا.
- ليس أخطر من امرأة وحيدة.
- القوة عند الضرورة والحب في جميع الأحوال.
- وحول رأسه إلى النافذة فخيل إليه أن سكان ذلك النجم اللامع سعداء لبعدهم عن هذا البيت.
للمزيد يمكنك قراءة : موضوع عن الحرية