بحث عن الصدق وأنواعه وفضله وثمراته
مقدمة:
الصدق عكس الكذب وهو مطابقة الكلام للواقع، والصدق فضيلة عظيمة من وصف بها أطلق عليه لقب الصادق، كما لقب النبي صل الله عليه وسلم بالصادق الأمين لصدقة ولأنه لم يكذب في حياته مطلقا، وأطلق النبي صل الله عليه وسلم لقب الصديق على سيدنا أبو بكر لأنه كان يصدق النبي صل الله عله وسلم في كل ما يقول.
أنواع الصدق:
الصدق ثلاث أنواع أما النوع الأول فهو الصدق مع الله وهو الصدق في النينة وهذا شيء بين الإنسان وربه والنوع الثاني هو الصدق في الكلام أو صدق الحديث وهو أن يطابق الكلام مقتضي الواقع، أما النوع الثالث فهو الصدق في الفعل وهو مطابقة الفعل للكلام وللاعتقاد وللواقع قال تعالى إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ و رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُولئِكَ هُمُ الصّادِقُونَ
الصدق في القران الكريم:
ورد لفظ الصدق عدة مرات في القران الكريم منها قوله تعالى” وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً [النساء: 122]، ففي هذه الآية وصف ربنا نفسه بصفة الصدق ، وأصدق الحديث كتاب الله تعالى: وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا”
وورد في موضع أخر من القران الكريم قوله تعالى ” وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ” فهنا وصف الله سبحانه وتعالى خليله إبراهيم عليه السلام بصفة الصدق، كما وصف سيدنا إسماعيل عليه السلام بصدق الوعد قال تعالى “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا”.
الحث على الصدق:
حث الإسلام أتباعه المخلصين على التحلي بصفة الصدق والبعد عن نقيضها وهو الكذب فقد جاء في القران الكريم قال تعالى”قالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ” ، قال تعالى ” يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين”.
وورد في السنة المطهرة ما قاله صل الله عليه وسلم تَحَرَّوُا الصِّدْقَ وَإِنْ رَأَيْتُمْ أَنَّ فِيهِ الْهَلَكَةَ فَإِنَّ فِيهِ النَّجَاةَ ، وَاجْتَنِبُوا الْكَذِبَ وَإِنَّ رَأَيْتُمْ أَنَّ فِيهِ النَّجَاةَ فَإِنَّ فِيهِ الْهَلَكَةَ “، وفي حديث أخر حدثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الرِّيَاحِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و سلم، قَالَ : ” إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ , وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ صِدِّيقًا . وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا ” . قَالَ أَبُو الْفَتْحِ رَحِمَهُ اللَّهُ : صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، وَهُوَ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ التَّيْمِيِّ ، عَنْهُ . تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُهُ مُعْتَمِرٌ ، وَتَفَرَّدَ بِهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ.
ثمرات الصدق:
- الصدق منجاة كما ذكرنا في الحديث النبوي الشريف ، وكما حدث مع سيدنا كعب بن مالك وقصة الثلاثة الذين خلفوا
- ينال الصادق رضي الله سبحانه وتعالى
- يرتقي في الدرجات العلى مع الشهداء والصديقين والأنبياء والصالحين قال تعالى ” أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا”
- حسن العاقبة في الدنيا والآخرة
- الشعور بالراحة النفسية والهدوء والسلام والطمأنينة
- يكفي الصدق أهله المصائب ويفرج كروبهم
- تكسب ثقة الناي ومحبتهم ويشعرون بالأمان في وجودك
- الصدق يبارك لصاحبه في ماله وعمره لقوله صل الله عليه وسلم في حق البائع والمشتري ” فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وأخفيا محقت بركة بيعهما”
- الصادق يصاحب صادقين مثله لذا الصدق يمنحك الصحبة الصالحة
- الصدق يجلب الخير لصاحبه لقوله تعالى ” فإن صدقوا لكان خيرا لهم”
- الصدق يدخل صاحبة الجنة قال صل الله عليه وسلم ” إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة