إن قوم ثمود يعتبرون أحد الأقوام الغابرة التي مرت على التاريخ البشري ، ويعود نسبهم لنبي الله نوح عليه السلام ، وقد كان قوم ثمود كافرة بالله عز وجل وبنعمه سبحانه ، عاتية عن أمر خالقها متكبرة وظالمة لنفسها ، فقد أرسل الله عز وجل عليهم نبيه صالح عليه السلام رسولاً منهم ، فذكرهم بأنعم الله تعالى ودعاهم لعبادته وحده وأن يتركوا ما يعبدون من دونه ، وقد أتى ذكرهم في القرآن الكريم بعدد من المواضع ، منها قول الله تعالى : {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ*إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ*إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ*فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ*وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ*أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ*فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ*وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ*وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ*فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ*وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ*الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ} فكذبت ثمود نبي الله صالح فاستحقوا عذاب وعقاب الله تعالى ، فعاقبهم سبحانه بكفرهم ، وذلك بعد أن أملى لهم ونفذ ما طلبوا من أدلة وبراهين على نبوة صالح حين قالوا له : {قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ*مَا أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}
بعدها أخرج لهم نبيهم صالح ناقة من الصخر بأمر الله سبحانه وتعالى ، وذلك دليلاً على صدق نبوته وأنه مرسل من عند الله ، ونهاهم عن قتل الناقة وعدم التعرض لها بأي شكل من الأشكال ، فلم يستجيبوا لأمر نبي الله صالح ، وقتلوا الناقة ، وبذلك استحقوا عذاب الله عز وجل لعدم استجابتهم لأمر نبيهم ، قال الله سبحانه وتعالى : {قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ*وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ*فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ*فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ*وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} ، واليوم سوف نسلط الضوء أكثر على عقوبة قوم ثمود ، ومن هم قوم ثمود ، وسبب استحقاقهم للعذاب.
عقوبة قوم ثمود:
- بعد أن استحق قوم ثمود عذاب الله بقتلهم الناقة كما وضحنا في المقدمة ، عندها أرسل الله عز وجل على من أرادوا قتل صالح حجارةً فقتلتهم ، وبعد تمام الثلاث أيام التي وعدهم بها نبي الله صالح أتاهم العذاب الذي استحقوه ، وقد انقسم عذابهم على مراحل كثيرة ، المرحلة الأولى كانت تتمثل بأن أصبحت وجوههم قريبة للصفرة.
- وفي اليوم التالي أصبحت وجوههم قريبة من الحمر ، واليوم الثالث صارت وجوههم مسودة ، وكانوا يذكرون أنفسهم بكل يوم بدنو العذاب استخفافاً بنبي الله صالح عليه السلام ، وعندما انتهى يوم السبت أي اليوم الأخير نادوا نبي الله صالح أن قد مضى الأجل الذي أجلته لنا ، فلما كان يوم الأحد نفضوا فراشهم واستعدوا للخروج والرحيل ، وجلسوا في انتظار عذاب الله ووعده ، وعندما أشرقت الشمس أتتهم صيحة بغتةً من فوقهم ، وأعقبتها رجفة من أسفلهم ، فماتوا على حالتهم.
للمزيد يمكنك قراءة : بماذا اهلك الله قوم عاد
من هم قوم ثمود:
- إن قوم ثمود هم اسم قوم نبي الله صالح عليه السلام ، فقد أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه صالح لقوم ثمود كي يدعوهم للإيمان به ، وقد تم تسميتهم بقوم ثمود نسبة لجدهم ثمود ، وهم ينتسبون لنبي الله نوح عليه السلام من ابنه سام ، وقد سكنوا هؤلاء الناس بقعة ما بين الحجاز وتبوك ، وكان وقت ظهورهم في المدة التي أعقبت قوم عاد ، وقد أخذ قوم ثمود عن قوم عاد عبادة الأصنام ، فلما أرسل الله نبيه صالح آمن معه جزء منهم ، وكفر به معظمهم.
للمزيد يمكنك قراءة : بماذا اهلك الله قوم لوط
سبب استحقاق قوم ثمود لعذاب الله:
- بعد أن كذبوا نبيهم واستهزئوا به ، طلبوا من صالح عليه السلام أن يخرج لهم ناقة من إحدى الصخور الصماء وذلك كان نوع من أنواع الاستهزاء والسخرية منه ، وقد وعدوه بالإيمان برسالته والتصديق بما أتى به لو استطاع أن يخرج لهم من الصخرة ناقة حلوبا.
- فلجأ نبي الله صالح لله تعالى وناجاه ودعاه أن يلبي لهم طلبهم كي يقيم عليهم الحجة ويؤمنوا به ، فاستجاب الله عز وجل لنبيه وخرجت من الصخرة ناقة بنفس الوصف الذي طلبوه قومه ، فقد شاهدوا الصخرة وهي تنشق وتخرج الناقة ، ولما رأوا المنظر صعقوا وبعد أن تأكدوا من حقيقة الأمر آمن بصالح بعض قومه وكفر أغلبهم.
للمزيد يمكنك قراءة : ابن نوح عليه السلام بماذا عاقبه الله