من مزايا الدين الاسلامي هو نقل الدين نقلا دقيقا صحيحا ,موصولا برسول الله صل الله عليه وسلم, ولم يثبت لأمة من الأمم مثل هذه المزية قبل الإسلام,ومن الوثائق المنقولة والصحيحة هي الحديث والقران الكريم ,فهناك احاديث صحيحة واخري ضعيفة, فعلم الحديث من أجلِّ العلوم لأنه وجد لأغراض عظيمة, وغايته حفظ أحاديث رسول الله صل الله عليه وسلم ومنع العبث بها, فلولا ذلك لاختلطت الأحاديث الصحيحة بالضعيفة فالحديث الصحيح,فهو خاليا من العلل والشذوذ, فهو الحديث المسند، الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط .
فهناك الحديث القدسي والحديث النبوي والقران الكريم ,وهي المصادر الموثوق بها من الله عز وجل ,او نقل عن النبي صل الله علية وسلم وتكون ايضا وحي من الله الي رسوله, والحديث القدسي وله عدة تسميات كلها لا تخرج عن مضمونها اللُّغوي, فيسمى بالأحاديث (القُدُسية), وبالأحاديث “الإلهية” نسبة إلى الذات الإلهية وهو الله, ويسمى أيضا الأحاديث “الرَّبانية” نسبة إلى الرَّب عز وجل,وقد عرفه بعضهم بقوله:”هو الحديثُ الذي يسنده النَّبِيُّ صَل اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الله, فيرويه النَّبِيُّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أنه كلام الله تَعَالىَ”.
أقراء ايضا:تعريف الحديث الضعيف ومتي يمكن الاخذ به وشروط صحة الحديث
الحديث القدسي
يوجد للحديث اكثر من قسم فقد قسم علماء الحديث باعتبار الخبر وصوله إلينا, إلى أربعة أنواع هي: الحديث القدسي, والحديث المرفوع, والحديث الموقوف, والحديث المقطوع, فالحديث القدسي أحد هذه الأنواع الأربعة, وهو: ما نقل إلينا عن النبي صل الله عليه وسلم مع إسناده إياه إلى الله عز وجل, والقدسي نسبة إلى القدس وهي تدل علي التعظيم والتطهر,أي الحديث المنسوب إلى الذات القدسية وهو الله عز وجل, فالنبي صل الله عليه وسلم يرويه عن الله سبحانه وتعالى .
فالحديث القدسي هو: ما كان لفظه من النبي صل الله عليه وسلم, ومعناه من الله تعالى، أو هو ما أخبر الله نبيه بالإلهام أو المنام, فأخبر رسول الله صل الله عليه وسلم عن ذلك المعنى بعبارة من نفسه,وهذا النوع من الأحاديث قليل بالنسبة إلى سائر السنة, وليس ضروريا أن يكون النبي صل الله عليه وسلم حدث به عن طريق الملك, بل توجد طريقة اخري وهي عن طريق الوحي, وأما سائر السنة فهي من كلامه صل الله عليه وسلم, والحديث القدسي حكمه حكم الحديث النبوي ويطلق عليها جميعا: حديث رسول الله صل الله عليه وسلم.
مثال للحديث القدسي :
ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: “ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره”
أقراء ايضا:اتق الله حيثما كنت شرح الحديث بالتفصيل
الحديث النبوي
أن الحديث النبوي يشمل أقوال الرسُول صَل الله عليه وسلم, وأفعاله وصفاته الخَلقية والخُلُقية ,فهو من مصادر التشريع في الاسلام بعد القران فهو يوضح قواعد واحكام الشريعة ونظمها, ولهذا قال تعالى عمَّا يتحدث به النبي – صل الله عليه وسَلَّم – في هذا المجال: {﴿ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النَّجم: 3، 4],و يستمد من الحديث النبوي أصول العقيدة والأحكام المتعلقة بالعبادات, والمعاملات بالإضافة إلى نظم الحياة من أخلاق وآداب وتربية.
أقراء ايضا:حديث عن الحلم والعفو والتسامح في حياة النبي
القران الكريم
أن القرآن الكريم مُعجزةُ الله تَعَالىَ الباقية, على مر الدهور,وهو محفوظ من التغيير والتبديل, فكلام القران الكريم من عند الله تَعَالىَ, وليس للنبي صل الله عليه وسلم منه إلا مجرد التبليغ,وقد ارسال القران الكريم إلى سيدنا محمد صل الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام, وهو المنقول بالتواتر, المكتوب في المصحف, المتعبد بتلاوته, المبدوء بسورة الفاتحة, والمختوم بسورة النّاس,فهو يُقرأ به في الصلاة، فالكل من عند الله, ولكن القرآن متعبد بألفاظه, لا تصح الصلاة إلا به, قال تعالى: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا [الإسراء:88].
أقراء ايضا:احاديث البخارى ومسلم .. 20 حديث من الصحيحين