تعريف سورة البقرة وقصة بقرة بني إسرائيل كاملة بقلم : محمد عبد الظاهر المطارقي
يسعدنا ان نقدم لكم اليوم في هذا المقال من موقع احلم تعريف سورة البقرة وقصة بقرة بني إسرائيل التي وردت بها كاملة، ننقلها لكم في هذا الموضوع بقلم : محمد عبد الظاهر المطارقي، سورة البقرة و هي أطول سور القرأن الكريم تحدثت بعض آياتها عن قصة البقرة التي جاء بها موسى لبني اسرائيل، تعرفوا معنا الآن علي تفاصيل القصة وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : إسلاميات .
قصة بقرة بني اسرائيل
الظلام هذه الليلة ثقيل.. ثقيل جدا، لأن القمر كان شاحبا ومختفيا خلف السحاب السوداء البعيدة. الناس في بيوتها، يستغرقون جميعا في النوم، لا توجد أي حرکه، کل شی هادی و ساکن حتی الکالاب التی کانت تنبح منذ قليل استسلمت للنوم هي الأخرى ولم يعد لها صوت . الهواء فقط هو الذي يطلق صفيره الحاد، ويجري هنا وهنالك ينطلق الهواء بسرعة شديدة ليهز الأشجار، ويحمل الأوراق الجافة إلى أعلى ثم يرمى بها بعيداً. كل شىء هادئ وساكن الليلة، ما عدا حركة بطيئة لشىء ما يتخفى تحت جنح الظلام. إنه يتحرك ببطء شديد، تم يقفا، يلتفت يمينا وشمالا، ثم يتحرك . إنه يقترب يقترب، كان يحمل شيئاً ما خلف ظهره، بسرعة ألقی به امام احد البیوت و فر مسرعا وفى لحظات هبت الكلاب من سباتها وراحت تعوي بصوت مخيفة واشتدت الرياح اکثر غیر ان الناس في بيوتهم كانوا لا يزالون في سباتهم العميق .
في الصباح.. قام الناس من نومهم فوجدوا جثة لرجل قتيل.. كانت الجثة ملقاة على الأرض. تجمع الناس حولها، وتكاثرت أعدادهم. وقد ظهرت على وجوههم علامات الدهشة. قالوا: – یا للقاتل الذي قتله.. إنه مجرم يستحق القصاص، كان القتيل من تجار اليهود المعروفين، كان مشهورا بالبخل الشديد، رغم أمواله الكثيرة الطائلة.. ولم يكن له أحد غير أولاد أخيه الفقراء، كانوا في أشد حالات الحزن وبالأخص صاحب الثوب الأسود ارتفعت أصوات الناس وراحوا يلقون الاتهامات جرافا، خاصة صاحب البيت الذي وجدوا جثة القتيل أمام بيته قال أحدهم وكان شيخا كبيرا له لحية كثيفة ناصعة – أليس من العار عليكم أن تتقاتلوا وبين أظهركم رسول الله موسى بن عمران ، هتف الجميع – نعم – يقول أنه كليم الله، فليذهب ليسأل ربه عن هذا القاتل. وقال آخر: – صدقت، لو كان رسول الله حقا فمن المؤكد أنه سيعرف القاتل، فتقتص منه.. – هيا إذا .
تجمع عدد من كبراء بني إسرائيل وذهبوا الي نبي الله موسي بن عمران قالوا له : يا نبي الله، اسال ربك عن هذا القتيل الذي وجدناه، من الذي قتله ؟ قال موسي عليه السلام : سوف أسأل لكم ربي عن القاتل واخبركم ان شاء الله .
عاد القوم إلى نبي الله موسى يسألونه عن هذا القاتل. قال لهم موسى عليه السلام – إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة. تبادل الجميع نظرات الدهشة والاستنكار. صاح بعضهم: – بقرة، ما علاقة القاتل بالبقرة؟ وقال أخرون: – أتستهزی بنا با موسی، نسألك عن القاتل تقول اذبحوا بقرة، إنك تستهزا بنا يا موسی، مؤكد أنك تفعل ذلك؟ قال عليه السلام – أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، إنكم سألتموني وأن أجيب عليكم كما أمرني ربي.
خرج القوم من عند نبي الله موسى وقد أعدوا أنفسهم للبحث عن بقرة مناسبة. لكن فجأة توقفوا. قال بعضهم: | – إننا لا نعرف أي نوع من البقرة يريدها موسى، هل هي صغيرة السن، أم عجوز، نريد أن نتأكد قبل أن تحضرها، فمن المؤكد أنها بقرة لها مواصفات خاصة لا يعلمها إلا الله، فليذهب موسى ليسأل ربه عن هذه البقرة. وعادوا مرة أخرى إلى نبي الله موسى عليه السلام. قالوا له: – ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال موسى عليه السلام: – يا قوم.. إن الله تعالى يقول لكم إن البقرة لا فارض ولا بكر فهي ليست صغيرة السن وليست بقرة عجوز، بل إنها بقرة متوسطة العمر، أنجبت مرة أو مرتين. قال موسى عليه السلام أيضا – يا قوم أفعلوا ما أمركم به الله .
خرج القوم من عند نبي الله موسى، وراحوا يبحثون عن البقرة.. لكنهم أهل لجاجة وجدال.. فقد عادوا إلى نبي الله موسى وهم يختلفون في لون البقرة، كان للبقر ألوان متعددة. قالوا: – أدع لنا ربك يا موسى يبين لنا ما لونها؟ قال عليه السلام : يا قوم ان الله تعالي يخبركم بلونها، إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين .
خرج القوم من عند نبي الله موسى عليه السلام، وراحوا يبحثون عن البقرة. لقد عرفوا عمر البقرة، وعرفوا لونها.. بحثوا هنا وهناك، ثم عادوا مرة أخرى وقد أعياهم البحث، فقد وجدوا البقر يتشابه جميعه في اللون، يريدونها بقرة محددة، حتى يأتوا بها. أليسوا أهل لجاجة وجدال. قالوا یا موسی: – ادع لنا ربك يبين لنا ما هي، إن البقر تشابه علينا، وإنا إن شاء الله المهتدون .
قال موسى عليه السلام – إن الله تعالى يخبركم أنها بقرة لاذلول، تثير الأرض ولا تسقي الحرث، وهي بقرة سليمة، مسلمة من كل هنا تبادل الجميع النظرات، وأومأوا برؤوسهم، وقد ارتسمت الابتسامة على وجوههم قائلين لنبي الله موسي: نعم يا موسي، لقد جئت بالحق، فنحن رأينا هذه | البقرة: ولسوف نأتي بها إليك. أعداد هائلة من الناس، يلتفون حول جثة القتيل. الجميع ينتظر النتيجة، وهم يتساءلون: – من يا ترى الذي قتله؟ ذبحوا البقرة، وأمسكوا ببعض منها كما أمرهم الله عز وجل على لسان موسى عليه السلام. وضريود هب القتيل من رقدته، مشي بين الجموع الواقفة.. اقترب من صاحب الثوب الاسود .
قال القتيل : هذا الذي قتلني، ثم عاد مرة اخري الي موضعه وتمدد بجسدة علي الارض، عقدت الدهشة السنة الجميع، لقد اشار القتيل بقدرة الله تعالي نحو ابن اخيه، إنه القاتل كان يريد التخلص منه ليرث أمواله، وتلك كانت آية من آيات الله عز وجل علي إحياء الموتي .