إن أسماء الله عز وجل لا يمكننا إحصاءها ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك) ومعرفة العبد المسلم لأسماء الله الحسنى تعد من إحدى الأسباب العظيمة لدخول الجنة ، استناداً على قول النبي صلى الله عليه وسلم : (إن لله تسعة وتسعين اسماً ، مائة إلا واحداً ، من أحصاها دخل الجنة) ، وهذا لأنها أصل كل عبادة ، فمن يعرف الله عز وجل ، يجتنب ما يغضبه ويفعل ما يرضيه ويحبه ، وهذا ما أوصى به نبي الله صلى الله عليه وسلم الصحابي معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه ، عندما بعثه لأرض اليمن فقال له : (فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى ، فإذا عرفوا ذلك ، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليليتهم) ، واليوم سوف نسلط الضوء أكثر على أهمية معرفة أسماء الله الحسنى وتفسير ومعرفة معاني أسماء الله الحسنى.
أهمية معرفة أسماء الله الحسنى:
- معرفة أسماء الله الحسنى تعد طريق المسلم من أجل معرفة خالقه معرفة عامة ، يشترك بها الملتزم والفاجر ، والمطيع وغير المطيع ، أما المعرفة الخاصة فبحاجة لرقابته والحياء منه وتعلق القلب به تعالى والشوق لرؤيته ولقاءه عز وجل ، كما أنها طريق من أجل تزكية النفس وإصلاح القلب ، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى تزكية النفس فأخبر : (أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان) ، كما أنها طريق تخلق وإتباع ، فالله سبحانه وتعالى رحيم يحب الراحمين ، وكريم يحب المتصدقين.
- فمن عرف القوي الجبار شديد العقاب أقبل على طاعته سبحانه ، وخاف الإسراف على نفسه بالمعاصي ، ومعرفة أسماء الله عز وجل سبب كبير في استجابة الدعاء ، فأمر الله عز وجل بدعائه بأسمائه ، فقال : {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} ، وقد وعد الله عز وجل باستجابة الدعاء في قوله تعالى : {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}.
- إن معرفة أسماء الله عز وجل تورث في قلب العبد المسلم الخشية من خالقه ، فمن كان أعلم وأعرف بالله عز وجل كان منه أخوف وأقوم بشريعته ، فقد قال الله عز وجل : {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ، وينال بها محبة الله أيضاً ، فقد روي الإمام البخاري رضي الله تعالى عنه ، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، أنها قالت :
- (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا علَى سَرِيَّةٍ، وكانَ يَقْرَأُ لأصْحَابِهِ في صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بقُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذلكَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: سَلُوهُ لأيِّ شيءٍ يَصْنَعُ ذلكَ؟، فَسَأَلُوهُ، فَقالَ: لأنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وأَنَا أُحِبُّ أنْ أقْرَأَ بهَا، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أخْبِرُوهُ أنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ) ، وبهذا يكون العبد المسلم قد عرف كل شيء ، بمعرفة أسماء الله الحسنى ، فمن عرف أن الله عز وجل هو الخالق عرف أن كل من دونه مخلوق ، قال الله تعالى : {قل الله خالق كل شيء} ، ومن عرف أن الله تعالى هو الملك عرف أن كل من دونه مملوك ، قال تعالى : {ولله ملك السماوات والأرض} ، وهكذا تكون المعرفة.
للمزيد يمكنك قراءة : صفات الله تعالى والفرق بينها
معاني أسماء الله الحسنى:
إن أسماء الله الحسنى لا حصر لها ، كما أسلفنا سابقاً ، وفيما يلي توضيح لمعانيها :
- الله : وهو الاسم الذي يدل على ذات الله عز وجل الجامعة لصفات ألوهيته.
- الرحمن : وهذا الاسم يدل على شمول رحمته جميع خلقه ، فهو من خلقهم ورزقهم ، إنه اسم يختص به الله عز وجل ولا يجوز أن يطلق على من سواه.
- الرحيم : إنه اسم خاص برحمة الله عز وجل بعباده المسلمين ، بأن هداهم للإسلام والإيمان وأثابهم الثواب الدائم بالآخرة.
- الملك : وتعني في اللغة الشد والربط ، فيقال : ملكت العجين ، بمعنى شددت عجنه ، فالملك هو من يكون الأمر في ملكه راجع إليه ، والملك أعم من المالك ، لأن ليس كل مالك أمره نافذ بملكه ، والله عز وجل مالك المالكين لأن تصرفهم بأملاكهم ما كان إلا بإذنه تعالى.
للمزيد يمكنك قراءة : ما هي اسماء يوم القيامة
معنى أسماء الله الحسنى بالصور:
للمزيد يمكنك قراءة : اسماء الله الحسنى