لو سنحت لك الفرصة أن تقرأ لطه حسين عميد الأدب العربي ، فسوف تجد في كتبه ما لم تجده في أي كتب أخرى ، وذلك لأنه ناقش وتطرق لقضايا قلما نرى شخص آخر قد تطرق لها ، وقد اشتهر عن طه حسين تمرده على الحياة التعليمية وقتها على الرغم من ما كان يعاني منه من فقدان لبصره ، إلا أنه قد انتصر بتمرده ذلك وصار عميد للأدب العربي ، وله الكثير من المؤلفات أشهرها دعاء الكروان ، وهو ما سوف نتحدث عنه الليلة فتابعوا معنا.
طه حسين:
- يعتبر طه حسين من أشهر الأدباء العرب في القرن الـ20 ، وقد ولد في العام 1889 ميلادياً في صعيد مصر ، ودرس بالكتاب ، وبعدها انتقل للأزهر من أجل دراسة الأدب العربي والشريعة ، وقد فقد الأديب بصره وهو في عمر الـ3 ، الأمر الذي عانى منه بقية حياته ، إلا أن طه حسين لم يعجبه التعليم التقليدي.
- فقام بالسفر لدولة فرنسا ودرس في جامعة مونيلييه وقابل سوزان برسو وأصبحت زوجته ومدرسته ، وذلك لأنها صارت تقرأ له وتساعده في تحسين لغته ، وقد بلغت مؤلفات طه حسين أكثر من 50 كتاب في الأدب ، والفلسفة ، والقصة ، والتاريخ ، منها : (دعاء الكروان ، والأيام ، وحديث الأربعاء ، وفي الشعر الجاهلي ، والفتنة الكبرى) ، وغيرها من المؤلفات ، وقد توفي طه حسين في عام 1973 ميلادياً.
للمزيد يمكنك قراءة : معلومات عن طه حسين
تلخيص قصة دعاء الكروان:
- انتقد طه حسين في قصة دعاء الكروان المجتمع المحافظ المتزمت الذي كان ينظر للنساء وقتها على أنها عورة فقط ، وعلى الرجال أن يحجبوهن عن العالم ، وتناولت القصة ما يوليه ذلك المجتمع من انتقاص وظلم كبير للمرأة وحقوقها ، حيث يحكي معاناة النساء بدايةً مع الأمر التي يقوم الزوج بتركها هي وأولادها ساعياً وراء شهواته وأهوائه ، تتقاذفهم أمواج الضياع والفقر والبؤس ، فالأم اسمها زهر وابنتها الكبرى اسمها هنادي ، وابنتها الصغرى اسمها آمنة ، وكانت تلك العائلة التي تدور حولها أحداث القصة ، ونتيجة لفساد الأب يتعرض للقتل.
- ونتيجة لهذا تتعرض العائلة لفضيحة تضطر بسببها أن تترك القرية امتثالاً لضغوط الناس ، فتغادر الأم مع بناتها القرية دون أن تقصد مكان محدد تذهب إليه ، حتى تستقر بالمدينة وهناك تجد الفرق بين القرية والمدينة من ناحية الحضارة والثقافة وغيرها ، ونتيجة للفقر المزري التي كانت تعيش فيه هي وبناتها ، تضطر البنات أن تعملا خادمات في المنازل ، فتعمل هنادي في منزل مهندس شباب ، وذلك المهندس يقوم بخداعها ويخبرها بأنه يحبها وتصدقه حتى تسلمه جسدها ، وتخبر الأم أخيها بما حدث مع هنادي وهي تعلم أنه سوف يقتلها من أجل غسل العار الذي ألحقته بالعائلة.
- فأتى الخال وأخذ الفتاة وقتلها بمكان بعيد على صوت الكروان الحزين ، وطلب من أختها ومن أمها أن تنسياها للأبد ، وبعد تلك الحادثة تقوم الأخت آمنة بالتمر على خالها وعلى عادات القرية وعادات القبيلة كما دعي ، وتقرر أن تنتقم لأختها من خالها ، وقد كانت تعمل الفتاة عند عائلة المأمور التي كانت تعاملها مثلها مثل أحد أفراد العائلة ، وصارت صديقة لبنت المأمور ، وتمكنت ابنة المأمور أن تعلم آمنة القراءة وحب الثقافة.
للمزيد يمكنك قراءة : اولاد حارتنا نجيب محفوظ
اقتباسات من قصة دعاء الكروان:
إن تلك القصة قد أثرت بأسلوب طه حسين الذي وجه فيه انتقاداً لاذعاً لعادات وتقاليد المجتمع المحافظ ، حيث كان المجتمع وقتها ينظر للمرأة نظرة دونية مليئة بالاحتقار والانتقاء وأنها دون مستوى الرجل ، وفيما يلي بعض أجمل الاقتباسات من قصة دعاء الكروان :
- ما أسهل المكر حين تتهيأ له النفس! وما أيسر الكيد حين يطمئن إليهِ الضمير.
- فإذا ابتسم الصبح وأشرق الضحى واستيقظت الحياة ذابت كل المروعات.
- ولكن المرأة لا تُغْلَب إلا إذا أحبّت، ولا تُقهر إلا إذا أرادت، ولا تُذعِن إلا إذا رغبتْ في الإذعان.
- يا لها من قوة هائلة تسيطر على النفوس فتمحوها حظها من الشخصية والإرادة محوًا، هذه القوة التي يسمونها الحياء ورعاية العرف وما له من حرمات.
- هذا الحبّ الذي اختصمنا فيه وقتًا طويلًا وسكتنا عنه وقتًا طويلًا، و لكنَّه لم يسكت عنا فما أظنه قد أمهلك يومًا كما أنه لم يمهلني ساعة، أم ينبغي أن تنتهي هذه الحياة الغامضة إلى ما يجب لها من الصراحة والوضوح؟.



للمزيد يمكنك قراءة : دومة ود حامد