لقد بعث الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، برسالة الإسلام خاتمة كل الرسائل السماوية ، وقد سخر لهذه الرسالة أسباب الحفظ ووسائله ما يؤهلها لتكون صالحة لكل مكان وزمان وخالدة للأبد ، وقد لاقت الدعوة الإسلامية العديد من العوائق منذ البداية ، فالتف حول الدعوة الحامون القائمون على نشرها ، فشهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا ، فقال في حقهم : (خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ، ويمينه شهادته) ، فكان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم حامي الدعوة ، وحاملي لواء نشرها وتبليغها للأمم في حياة النبي وبعد وفاته ، وفي هذا اليوم سوف نتحدث عن صحابي عرف عنه اسم الفارق ، لأنه كان يفرق بين الحق والباطل ، إنه عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ، سوف نتحدث عن مواقفه التي تبين وتظهر تواضعه رضي الله عنه فتابعونا.
التواضع:
- إن التواضع خلق رفيع ، وخصلة جميلة ، تتعدى آثارها الطيبة من اتصف وتخلق بها إلى غيره من الناس ، بل إلى المتجمع كله ، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن نتخلق مثل هذه الأخلاق الحسنة فقد قال : (يا جرير : تواضع لله ، فإنه من تواضع لله في الدنيا رفعه الله يوم القيامة ..) ، وفي المقابل فقد ذم الكبر الذي هو نقيض التواضع ، أيما ذم ، بحيث جعلت صفة الكبر سبباً من عدم دخول الجنة ، فقد روي عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر).
للمزيد يمكنك قراءة : هل تعلم عن سيدنا عمر بن الخطاب
تواضع عمر رضي الله عنه:
قد اتصف الفاروق رضي الله تعالى عنه بأنه كان متواضع قبل أن يتولى خلافة المسلمين وبعد أن تولاها ، وقد شهدت له مواقف كثيرة جداً وحوادث على اتصافه بتلك الخصلة وعلى تمثله بها ، ومنها على سبيل التمثيل لا الحصر :
- من تواضع الفاروق رضي الله تعالى عنه ، استماعه للنصيحة من كافة الناس ، من رجالهم ومن نسائهم ، على الرغم من أنه الأمير والخليفة.
- من تواضع الفاروق رضي الله تعالى عنه ، قيامه بالأعمال وببعض المهن ، على الرغم من أنه خليفة المسلمين ، فقد روي عن الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنه ، أنه قال : (رأيت عمر بن الخطاب على عاتقه قربة ماء ، فقلت له : يا أمير المؤمنين ، لا ينبغي لك هذا ، فقال : لما أتاني الوفود سامعين مطيعين ، دخلت نفسي نخوة ، فأردت أن أكسرها) ، وأيضاً علاجه لإبل الصدقة بيديه ، وتلك الإبل توضع ببيت مال المسلمين ، ويتم الإنفاق منها على الأيتام والمساكين والأرامل ، فأخذ الفاروق يدهنها ، وطلب من الأحنف بن قيس رضي الله تعالى عنه أن يساعده ، فسأله الأحنف أن يترك ذلك العمل لأحد العبيد ، فلم يقبل قائلاً له : )وأي عبد هو أعبد مني ، ومن الأحنف ؟ إنه من ولي أمر يجب عليه لهم ما يجب على العبد لسيده في النصيحة ، وأداء الأمانة).
- من تواضع الفارق رضي الله تعالى عنه ، حسابه لنفسه حساباً عسيراً ، وتأديبه لنفسه باستمرار ، ومن ذلك ما روي عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قوله : (سمعت عمر بن الخطاب يوماً ، وخرجت معه ، حتى دخل حائطاً ، فسمعته يقول ، وبيني وبينه حائط ، وهو في جوف الحائط : (عمر بن الخطاب ، أمير المؤمنين ، بخ بخ ، والله لتتقين الله يا ابن الخطاب ، أو ليعذبنك).
للمزيد يمكنك قراءة : معلومات عن سيدنا عمر
وفاته رضي الله عنه:
- استشهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بسبب طعنة غدر بيد أبي لؤلؤة المجوسي ، وهو رضي الله تعالى عنه واقف يصلي بالناس في صلاة الفجر ، وحدث هذا الأمر في سنة 23 من الهجرة النبوية ، واستشهد عمر وهو في عمر الثالثة والستين ، بعد أن كان خليفة لفترة امتدت لعشر سنوات ونصف على حسب الراجح من الروايات والآثار.
للمزيد يمكنك قراءة : حكم عمر بن الخطاب