نقدم لكم في هذه المققالة من موقع احلم مجموعة من معلومات عنتوثيق سورة الكهف وسبب نزولها والقصص التى وردت فيها، فسورة الكهف سورة مكية أي نزلت قبل الهجرة النبوية في مكة المكرمة أو ضواحيها، رقمها في المصحف 18 ،وعدد آياتها 110 ، وهي تضم قصة اصحاب الكهف الذين فروا بإسلامهم ودينهم من الحاكم الظالم، وكذلك صاحب الجنتين الذي أهلك الله زرعه، وقصة موسي مع الخضر، وأيضا قصة ذو القرنين
سبب نزول السورة :
أرسل كفار قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلي أحبار اليهود وسألوهم عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فقام أحبار اليهود ببعث كفار قريش إلي الاستفهام من الرسول الكريم عن ثلاثة أمور فإن أجابكم بحق فهو نبي مرسل وإن لم يجبكم فهو كذاب آشر فاسألوه عن فتية أووا الي الكهف ، وعن رجل دار الارض ، وعن الروح؟
فذهبوا إلي النبي صلي الله عليه وسلم وسألوه فقال أخبركم غدا من غير أن يقول إن شاء الله فلما جاء غد ما نزل وحي وبعده ما نزل وحي والذي بعده ما نزل وحي حتي قيل انها ثلاثة أيام، وقيل خمسة عشر يوما فحزن النبي صلي الله عليه وسلم وراجت مكة بأننا قد بهتنا محمد فأنزل الله عز وجل قوله ( الحمد لله الذي أنزل علي عبده الكتاب ) ونلاحظ افتتاح السورة بالحمد لأنها نزلت وقت ضيق علي النبي محمد صلي الله عليه وسلم
قصص سورة الكهف :
أولا قصة أصحاب الكهف : تدور قصة أصحاب الكهف حول عدد من الشبان وكلبهم الذي كان معهم وكانوا يعيشون في قرية يحكمها ملك ظالم كافر وكان أهل القرية مشركون يعبدون الأصنام ، وكان هؤلاء الشبان يتأملون في خلق السماوات والأرض وينكروا أن تكون تلك الأصنام هي التي خلقت هذا الكون وهي لا تسمع ولا تتكلم، فرفضوا السجود لتلك الاصنام فعاونهم الله وثبتهم علي ايمانهم وهداهم وحاول هؤلاء الشبان اقناع أهل القرية وحثهم علي ترك عبادة الاصنام وعندما سمع الملك الظالم بذلك أراد أن يقتلهم جميعا، فلم يكن أمامهم غير الفرار والخروج من هذه القرية ليتمكنوا من عبادة الله فهداهم الله إلي كهف ليأمنوا فيه وكانت المعجزة بأن الله جعلهم يناموا في الكهف أكثر من 300 سنة وكانت حكمة الله ورحمته بهم أن جعلهم يتقلبوا يمينا ويسارا أثناء نومهم حفاظا علي أجسادهم، وبعد هذه القرون الثلاثة أيقظهم الله فشعروا أنهم لم يلبثوا إلا يوما واحد أو بعض يوم فعندما خرج أحد الفتية إلى القرية وجد أنها تغيرت وعندما رآه أهل القرية استعجبوا شكله ولباثه وماله، وعندها ايقن أهل القرية قدرة الله تعالي بعد هذه المعجزة التي رأوها بأعينهم فآمن أهل القرية بالله تعالي وبعدها أمات الله هؤلاء الشبان لتخلد قصتهم وتكون دليلا علي قدرة الله الخالق.
ثانيا قصة صاحب الجنتين: عاش رجلان في قرية أحدهما قد ابتلي بالفقر لكنه كان رجلا مؤمنا بالله أما الآخر فقد كان صاحب مال كثير و من الأغنياء، و قد أنعم الله عليه بأن جعل من أملاكه حديقتين كبيرتين جميلتين، كان هذا الغني متكبرا على النعم و مغرورا لا يحمد ربه و لا يشكره وينكر النعمة دائما،
وفي أحد الأيام دخل هذا الغني المتكبر إلى حديقة من حدائقه مشيرا إلى ما فيها من أشجار و نباتات و قصور قائلا : أملاكي و قصوري لن تزول يوما من عندي فسأبقى من أغنى الأغنياء ما دمت حيا.
كان هذا الرجل يتمتع بكل ما رزقه الله دون أن يخرج صدقة لمحتاج أو يساعد فقير و في يوم من الأيام ذهب الرجل الفقير إلى الغني المتكبر قائلا له إن الله قد أنعم عليك بالكثير فاشكر ربك على ذلك فسيأتي يوم يحاسبك الله فيه
غضب الغني من كلام الفقيروقال له : لا أريد منك نصيحة اصمت و لا تكمل كلامك فأنا لا أصدق ذلك ولا أؤمن بوجود يوم للحساب و العقاب فمن سيجرؤ على محاسبتي و أنا أملك كل هذا المال و الجاه و السلطان، بالعكس فإن كان هناك من يحاسبني فإنه سيقدرني و يوليني مكانة عظيمة لما أملك من مال، أجابه الرجل الفقير بهدوء و خشوع : أتكفر بالذي خلقك من تراب و رزقك و سواك؟ لا تكفر يا صاحب الجنتين لكن رغم ذلك فقد تكبر الكافر و أبى واصر على جبروته و كفره
في صباح اليوم التالي خرج الغني إلى حديقته و عندما وصل تعجب من المنظر الذي رآه فقد وجد أن حديقته تحولت إلى خراب كل الأوراق جفت و الثمار تساقطت وماء النهر لم يعد موجودا لم يبقي شيء في الحديقة على حاله، ولحظتها تمنى أنه لو يشرك بالله أبدا
ثالثا قصة موسي والخضر: لما رجع موسى عليه السلام الي المكان الذي فقد فيه الحوت وجد رجلا حوله عشب أخضر فسلم عليه وعرف نفسه فعرفه الخضر وقال له بأنه موسى وأن الله تعالى آتاه علما وهو التوراة وأن الله آتى الخضر علما لا ينبغي لموسى أن يعلمه، ثم نظر إلى البحر وإذ بطائر أخذ القليل من الماء بمنقاره، فقال الخضر: وما علمي ولا علمك بالنسبة لعلم الله إلا كما أخذ هذا الطائر من البحر فقام موسى عليه السلام بطلب العلم عنده فقال له الخضر بإنه لن يستطيع أن يصبر وقال ذلك لأنه يعلم أن موسى عليه السلام لا يسكت عن الإنكار على مخالفة الشرع لأنه معصوم ولكن موسى تعهد له بألا يعصي له أمرا، وألا يسأله عن شيء يفعله حتى يُفسره له فوافق الخضر على ذلك، وبدأت الرحلة وعندما أرادوا أن يعبروا البحر ركبوا في السفينة فجعل الخضر فيها ثقبا فغضب موسى وقال للخضر بأنه سيكون أول الهالكين لأنه أراد هلاك الناس في السفينة، فذكره بالعهد الذي قطعه فتذكر وقال له الخضر ألم أقل لك إنك لن تصبر على رفقتي فاعتذر منه وقال لا تعاتبني بما قلت، وما أن وصلوا إلى الساحل حتى وجدوا مجموعة من الفتيان يلعبون فأخذ الخضر أحدهم فقتله، فغضب موسى عليه السلام وقال له أقتلت نفس بريئة من دون ذنب إن هذا لأمر فظيع، فذكره الخضر بالعهد وقال له ألم أقل لك أنك لن تصبر على ما رفقتي فاعتذر منه موسى عليه السلام وطلب منه فرصة أخيرة وقال له إن سألتك عن شيء بعدها فلا ترافقني، ثمّ تابعوا رحلتهم حتى دخلوا على قرية Hصاب أهلها الجوع والتعب فطلبوا من أهلها بعض الطعام فلم يطعموهم شيئا، ثم وجدوا جدارا لأحد البيوت قارب على الانهيا فأقامه الخضر فتعجب موسى عليه السلام من ذلك وقال له لو أنك أخذت منهم أجر عملك لكان خيرا لك.
فقال له الخضر سنفترق وسأخبرك بتفسير الأعمال التي لم تصبر عليها حيث إن السفينة كانت لأناس مساكين يعملون في البحر وكان هناك ملك ظالم يأخذ أفضل السفن ويترك السفن التي فيها عيب أو نقص فلما رأى الثقب الذي صنعته تركها لهم، وأما قتل الغلام لأنه سيصبح كافر وسيتعب والديه بكفره وعناده وكبره، وضرر موته على والديه أقل مما سيفعله بهما لو كان حيا وسيبدلهما الله بولد مؤمن يدخل السرور على قلبيهما، وأما الجدار الذي في القرية فتحته كنز لولدين يتيمين كان أبوهما مؤمنا فأراد الله أن يبقى الكنز تحت الجدار القديم ولا ينهار حتى يبلغا سن الرشد.
رابعا قصة ذي القرنين: تتحدث هذه القصة عن ملك صالح نشر العدل في الشرق والشمال والجنوب والغرب وصل ذو القرنين في رحلته لقوم يعيشون بين جبلين أو سدين بينهما فجوة، وكانوا يتحدثون بلغتهم التي يصعب فهمها وعندما وجدوه ملكا قويا طلبوا منه أن يساعدهم في صد يأجوج ومأجوج، بأن يبني لهم سدا لهذه الفجوة مقابل مال يدفعونه له، فوافق الملك الصالح على بناء السد لكنه زهد في مالهم واكتفى بطلب مساعدتهم في العمل على بناء السد وردم الفجوة بين الجبلين
وهو السد الذي حدثنا القرآن والرسول عنه أن فتحه وخروج يأجوج ومأجوج منه سيكون عند اقتراب الساعة
