توحيد الربوبية ما المقصود به؟ وما هو مفهوم توحيد الربوبية عن المشركين قبل الإسلام
محتوي الموضوع
نقدم لكم هذه المقالة من موقع احلم تحت عنوان توحيد الربوبية ما المقصود به؟ وما هو مفهوم توحيد الربوبية عن المشركين قبل الإسلام، فالحمد لله الذي هدانا إلى التوحيد، فالتوحيد يمثل حجر الأساس لبناء عقيدة المسلم، فبدون أساس صحيح سليم فإن كل ما يبنى ليس له قيمة، فبدون التوحيد كل الأعمال التالية ليس لها قيمة ليس لها أجر، كما أنه بدون أساس قوي وسليم ستجد كل من أعتنق الدين لقمة سهلة، يتلاعب بها كل ذي أفكار مغلوطة ويكون من السهل إخراجهم من العقيدة بسهولة لذا وجب أن تعترف بالوحدانية من القلب واللسان قبل أن تبدأ أي شئ.
ما المقصود بالربوبية وتوحيد الربوبية؟
بداية لنتعرف على معناها اللغوي: كلمة ربوبية هى المصدر من الفعل ربب ومن نفس الفعل كانت كلمة رب, ويقصد بها المالك فعندما نقول بأن فلان رب عملي أي صاحب العمل الذي أعمل به، لذا ففي اللغة كلمة رب تشير إلى المالك، المربي، القيم، السيد، أما عندما نتكلم عن كلمة رب أومعنى رب بشكل مطلق دون إضافته إلى شئ فيقصد به الله عز وجل مالك كل شئ الذي لا شريك له ولا والدة ولا ولد، وهنا يجب أن نعرف بأنه من المكروه إطلاق كلمة رب على غير الله حتى وإن كانت في اللغة قابلة للإستخدام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال”لا يقل المملوك لسيده: ربي” ذلك برغم أن الله في القرآن قال”اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ” إلا إن ذلك ذكر لأن اللغة التي إستخدمت هنا هى المصطلحات الدارج إستخدامها في ذلك الوقت.
إصطلاحًا: يقصد بالرب أي الله الواحد الأحد مصرف الأكوان ومقدر الأقدار، ومن هنا يمكن أن نعرف توحيد الربوبية بأنها الإقرار بالقلب واللسان بوحدانية الله وبأنه متفرد بالربوبية أي أفعال الربوبية، والتي تضوح في أسماء الله الحسنى فهو المنعم، المحسن، الخالق، البارئ، المصور،………. وغيرها من صفات الله عز وجل.
الإقرار بتوحيد الربوبية:
يجب على كل عبد أن يقر ويعتقد صادقًا ب:
- أن الله واحد وسيد الخلق والكون ولا شريك له.
- أن الله هو الخالق الوحيد والمقدر.
- أن الله هو البارئ الذي يخلق الأشياء من العدم.
- ان الله وحده المصور أي أنه هو الوحيد الذي شكل وصور المخلوقات ولا أحد غيره يمكنه ذلك.
- أن الله وحده من يرزق”وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ”.
- أن الله النافع، الضار.
- أن الله الوحيد الذي يمنح الحياة فهو المحيي، كما يحدد هو مدة الحياة ومتى نهايتها.
- أنه الذي يقضي بالموت فهو المميت.
- أن الله هو المصرف لشؤون هذا الكون فهو المدبر”يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ”.
يعتبر الإقرار بتوحيد الربوبية هو الخطوة أو المفتاح إلى الوصول إلى توحيد الألوهية، ونلاحظ هذا الترتيب ظاهرًا في القرآن فنجد علامات أو صفات الربوبية تأتي في البداية ثم تصل بنا إلى توحيد الألوهية كما في قوله تعالى”{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ, الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ”.
الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية:
لغويًا: الفرق بين المفهومين واضح فالربوبية تعني المالك، السيد، بينما الألوهية فتعني التأله , أو الذي يستحق العبادة.
إصطلاحًا: توحيد الربوبية يعني تفرد الله بأفعال الربوبية الخلق والرزق والتصوير و غيرها من أفعال الربوبية, بينما توحيد الألوهيه أي تفرد الله بإستحقاق العبادة والتوجه إليه بالدعاء والإستغاثة به والتوكل عليه.
يعتبر توحيد الربوبية جزء من توحيد الألوهية أو اول مراحله، فيجب أن يعتقد العبد في أن الله رب الأكوان والمتصرف فيها حتى يعرف أحقيته بالألوهية وأنه من يستحق العبادة.
مفهوم توحيد الربوبية عند المشركين قبل الإسلام:
أقرالمشركون من قبل الإسلام بأن هناك رب لهذا الكون وأنه هو من خلقه وأنه واحد، حتى تلك الآلهة التي عبدوها كانوا يقرون بأنها لم تشارك الرب الخلق” وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)،[١٢] ويقول تعالى: (قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، سَيَقُولُونَ لِلَّـهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ”، لذا كان المشركين مقرين بتوحيد الربوبية ولكن لم يقروا بتوحيد الألوهية حيث كانوا يرون أن هناك من يستحق العبادة مع الله، وكانت حجتهم أنهم وسيلة لتقربهم من الله” أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ”.
” رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ”، اللهم ثبتنا على توحيدك ربًا وإلاهًا، اللهم إنك أنت الخالق البارئ المصور الغفار القهار اللهم إنك أنت المستحق للعبادة.