محتوي الموضوع
جاء الدين الإسلامي كي ينشر الهدايا والنور والضياء بين الناس، فلم يكتفي الإسلام بنشر أسسه فقط بل كان له دور كبير جداً في نفوس العلماء حينها فبعد دخول الإسلام وبداية انتشار العلوم والعلماء، أنتج الدين الإسلامي فيض كبير من العلوم والمعرفة وقد ظهر وقتها عدد كبير من العلماء المسلمين على مر الأزمنة وليس فقط في فترة وجود الرسول صلى الله عليه وسلم، بل إلى يومنا هذا ما زال المسلمين في مقدمة العلماء ولهم إسهامات كبيرة في شتى العلوم المتواجدة، وكان من ضمن علماء المسلمين العالم الفذ الملقب بأبو الكيمياء [جابر بن حيان].
وجابر بن حيان يعد من أشهر علماء المسلمين وقد جاء لقب أبو الكيمياء نظراً لاكتشافاته الكبير في مجال الكيمياء، ولم يكتفي العالم فقط بمجهوده الجبار في علم الكيمياء بل كان له أدوار أخرى واكتشافات هامة في علوم كثيرة كالهندسة والطب والصيدلة والفلك وغيرها من علوم عصره وقتها.
وقد سمي بأبو الكيمياء حينها لأن علم الكيمياء كان مجرد خرافات وأساطير وقتها، ولكن جابر بن حيان كان العالم المسلم الأول الذي اخترق كل تلك الخرافات وحقق المستحيل وقد اكتشف هذا العلم الذي أصبح لا غنى عنه في وقتنا الحالي.
والمعروف عن العالم المسلم بأنه هو أول من أسس ووضع قوانين الكيمياء التي تسير عليها الآن بقية العلماء وقام على اكتشافاته كل القوانين الكيميائية، فهو لم يكن دوره مقتصر على الإنجازات وحسب بل هو من اكتشف هذا العالم الجبار، وفي هذا الموضوع سنتعرف بالتفصيل عن حياة هذا العالم الكبير.
مولده ونشأته:
- بعد أن انهار سد مأرب الموجود في اليمن، سافر والد جابر بن حيان للكوفة، وبعدها ولد جابر بن حيان في [طوس] ولكنه قد عاش ببغداد.
- هناك اختلافات كثيرة حول مكان ولادته ويرجع ذلك لتنقله المستمر بين المدن والبلاد العربية، فبعض المؤرخين ذكر أنه ولد في سوريا في الشرق ومنهم من قال بأنه قد ولد في بلاد العراق.
- ولكن ما اتفق عليه المؤرخون بأنه بعد وفاة أبيه قد انتقل لبلاد الجزيرة العربية، وظل هناك وتعلم أساسيات القرآن الكريم.
- وقد تعلم جابر بن حيان وقتها الكثير من علوم الرياضيات، وساعده في ذلك تنقله الدائم الذي كان له دور كبير جداً في تطور العلوم لديه، بل وكون لديه قدرة على اكتساب كثيراً من المعرفة والخبرات والعلوم.
أهم إنجازاته:
- في بداية مشواره نحو العلوم قد امتهن جابر بن حيان مهنة الطب.
- كان علم الكيمياء حينها مجرد أساطير وأفكار لا تتعدى هذا.
- علم الكيمياء كان يتم استخدامه في طرق التحنيط التي كان يستخدمها قدماء المصريين عند تحنيط جثثهم.
- كانت الكيمياء تستخدم في إنتاج الأعشاب وتستخدم في دباغة الجلود وصناعة الزيوت.
- وقد العالم الكبير منهج علمي يسير على نهجه وجعله طريق يهتدي به من يأتي بعده.
- وكما قلنا بأن علم الكيمياء في عصره ما كان يتعدى عن كونه أساطير، فكان العلم غير ممنهج ولا يستند على نظرية علمية محددة وصحيحة، وكان من ضمن النظريات المشهورة حينها التي لم تستند على أساس علمي صحيح وواضح هي نظرية (تحويل المعادن الرخيصة لمعادن نفيسة).
- ولم تكن تلك النظرية وحدها هي التي لا تستند على أساس علمي صحيح بل كان هناك نظريات كثيرة مثلها، وعند ظهور تلك النظريات اتبع ابن حيان منهج تجريبي كي يثبت خطأ أو صحة تلك النظريات القديمة.
- فقد حدد بن حيان منهج علمي واضح يعتمد عليه في تجاربه للوصول لنتائج صحيحة وحقيقية.
وقد وضع ابن حيان ثلاث قواعد في منهجه العلمي التجريبي وهما:
الثلاث قواعد الأساسية:
- أن يكون عند العالم أو الباحث فرض يفترضه، ومن خلال رؤيته الفرض يضع تفسير مبدأي.
- أن يستند الباحث أو العالم لطريقة الاستنباط التي قام بافتراضها، ومن ثم يمكنه استنتاج نتائج الفرض الذي وضعه.
- أن يطبق تلك النتائج التي خرج بها على الطبيعة من حوله كي يتمكن من خلالها أن يتأكد من صحة تلك النتائج.
- وبتلك الثلاث قواعد يمكن استعمال فرضيات جديدة فإن كانت تلك الفرضيات ملائمة للبيئة المحيطة بها ومناسبة لها فهي صحيحة، ويشترط توافر نفس ظروف التجربة التي يفعلها، وبهذا يمكن أن يستنتج نظريات وفرضيات جديدة معتمدة على أساس منهج علمي واضح وصحيح.
أهم مؤلفاته العلمية:
- ألف ابن حيان رحمه الله ما يقارب الثلاثمائة كتاب في الفلسفة وحدها وقد كتب 1300 رسالة في صنائع مجموعة آلات الحرب وله مجلدات في الطب والمنطق وغيرها من العلوم.
ومن مؤلفاته:
- كتاب الرحمة ودار الحديث فيه إلى كيفية تحويل المعادن لذهب.
- كتاب استقصاءات المعلم.
- كتاب الوصية الجابرية.
- كتاب نهاية الإتقان.
- كتاب السموم ودفع مضارها.
- وغيرها الكثير من المؤلفات العلمية.
إسهاماته:
اكتشف بن حيان كلاً من:
- ماء الذهب.
- ماء الفضة.
- الماء الملكي.
- حجر الزنجفير.
- حجر الكي أو ما يسمى بحجر جهنم.
- الورق الذي لا تأكله النيران.
- طلاء يحفظ الثياب من البلل.
- طلاء يحفظ الحديد من الصدأ.
- طلاء يحفظ الخشب من الحرق.
- ملح النشادر.
- عنصر البوتاسيوم.
- سلفيد الزئبق.
- حامض الكبريتيك.
- أكسيد الزرنيخ.
- السم السليماني.
- كربونات الرصاص.
- عنصر الصوديوم.
- زيت الزاج النقي.
- حامض الهيدروكلوريك.
- حامض النيتريك.
- الصودا الكاوية.
وغيرها الكثير من إسهاماته في كافة العلوم.
أقوال العلماء في ابن حيان وإنجازاته:
- يلقب ابن حيان رحمه الله في العالم أثره بأبو الكيمياء، وما زالت أبحاثه للآن تستند على أسس علمية، وسنذكر لكم بعض أقوال العلماء الآخرون في ابن جابر ابن حيان وفي إنجازاته التي أفادت البشرية كافة.
- قال العالم الكبير ابن خلدون في كتابه «مقدمة ابن خلدون» وكان بصدد أن يتحدث عن علم الكيمياء فقال: «إمام المدونين فيها جابر بن حيان، حتى إنهم يخصونها به فيسمونها «علم جابر» وله فيها سبعون رسالة».
- وفي كتاب «سر الأسرار» لأبو بكر الرازي قال: «إن جابراً من أعلام العرب العباقرة وأول رائد للكيمياء»، وكان عندما يتحدث عنه يقول باستمرار: «الأستاذ جابر بن حيان».
- وفي «الفهرست» لابن النديم ذكر نبذة عن بن حيان، وقال عنه أنور الرفاعي في مؤلفه «تاريخ العلوم في الإسلام» بأن: «جابر بن حيان اشتهر بإيمانه وورعه وبتصوفه أيضاً».
- وقال المستشرق الألمانس ماكس مايرهوف وهو مهتم بأبحاث علماء المسلمين في مجال الطب قال عن ابن حيان: «يمكن إرجاع تطور الكيمياء في أوروبا إلى ابن حيان بصورة مباشرة، وأكبر دليل على ذلك أن كثيراً من المصطلحات التي وضعها ما زالت مستعملة في مختلف اللغات الأوروبية، بل إن أكثر تلك المصطلحات ما زالت تحتفظ بـ(ال) دلالة على عربيتها».
- وقال جورج سارطون عنه: «لن نتمكن من معرفة القيمة الحقيقية لجابر بن حيان إلا إذا تم تحقيق وتحرير ونشر جميع مؤلفاته».
- وفي كتاب «كيمياء القرون الوسطى» قال العالم الفرنسي مارسلان بيرتيلو عن ابن حيان: «إن لجابر بن حيان في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق» فقد كانت كتب جابر بن حيان في القرن الـ14 أهم مصدر للدراسات الكيميائية بل وأكثرها أثراً في قيادة الفكر العلمي في العالم أجمع.
- وقال (باكون) الفيلسوف الإنجليزي عنه: «إن جابر بن حيان هو أول من علم الكيمياء للعالم، فهو أبو الكيمياء».
- وقد رأى بعض العلماء في ابن حيان أنه مهد لاختراع القنبلة الذرية لأنه أول شخص أشار لقوة الربط الذرية التي بنيت على أساسها عملية تفجير طاقة الذرة، لأن بن حيان قال بالنص: «في قلب كل ذرة قوة لو أمكن تحريرها لأحرقت بغداد».
وفاته:
- أحس ابن حيان بأن موعده قد اقترب فقام وتوضأ وهيأ نفسه لصلاة الفجر وهو في السجدة الأخيرة قد رفعت روحه لخالقه سبحانه وتعالى، فتوفي في العام 194 هجرياً / 814 ميلادياً ومشي في جنازته عدد كبير من تلامذته ومجموعة كبيرة من العلماء وقتها وفي مقدمة الجنازة الخليفة المأمون ابن الخليفة هارون الرشيد رحمهم الله تعالى.
للمزيد يمكنك قراءة: بحث عن الكيمياء نشأتها وتطورها وأنواعها
فكما قلنا بأن جابر ابن حيان يرجع له الفضل في اكتشاف هذا العلم الكبير الذي أصبح لا غنى عنه في عصرنا الحالي، وإلى هنا متابعينا الكرام متابعي موقع احلم نكون قد وصلنا لختام مقالة الليلة التي تعرفنا فيها على قصة العالم الكبير جابر ابن حيان الملقب بأبو الكيمياء منذ ولادته حتى وفاته، فقد تعرفنا بالتفصيل عن نشأته وأين ولد، وتعرفنا أيضاً عن أهم إنجازاته ومؤلفاته في علم الكيمياء وفي غيرها من العلوم، وسردنا مجموعة من أقوال علماء المسلمين والغرب فيه، وختمنا موضوعنا بقصة وفاته رحمه الله.