حسن الظن بالله في القرآن الكريم والسنة النبوية معناه وكيفية العمل به وتأثيره في حياة المسلم
حسن الظن بالله عز وجل له العديد من المفاهيم ولكن يمكن أن نلخصها في انه رضي العبد بكل ما أعطاه الله سبحانه وتعالي وصدق التوكل عليه في كل امر من امور حياته، وهو ركيزة هامة من ركائز الايمان في ديننا الحنيف، واصل من اصول العقيدة الاسلامية الصحيحة، ومن اعتصم بحسن الظن بالله وعمل به نال السعادة في الدنيا والآخرة باذن الله، حيث ان حسن الظن بالله مبدأ يكسب الانسان كل خير ويبعده عن التشاؤم والمعاصي وغيرها، وهو أمر أوجبه الله تعالى علينا ورسوله فقال -صلى الله عليه وسلم-: ” لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله”. رواه مسلم وقد ورد حسن الظن بالله واهميته واثرة في حياة المسلم في العديد من الاحاديث النبوية الشريفة والآيات القرآنية الكريمة، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي يرويه عن ربه: (يقول اللهُ تعالَى: أنا عندَ ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكَرَنِي، فإن ذَكَرَنِي في نفسِه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكَرَنِي في ملأٍ ذكرتُه في ملأٍ خيرٌ منهم، وإن تقرَّبَ إليَّ شبرًا تقرَّبتُ إليه ذراعًا، وإن تقرَّبَ إليَّ ذراعًا تقرَّبتُ إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيتُه هرْولةً) ويسعدنا أن نقدم لكم الآن في هذا المقال عبر موقع احلم معلومات رائعة عن حسن الظن بالله واهميته واثره في حياة الانسان بالاضافة الي الآيات القرآنية والاحاديث الشريفة التي تحدثت عن هذا الامر وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : إسلاميات .
كيفيّة حُسن الظن بالله
معناه ان يدرك الانسان أن كل شئ يتم في هذا الوجود بأمر الله سبحانه وتعالي وبارادته، ويجب علي المسلم أن يرضى بكل ما كتبه الله عز وجل له، ويجتنب الوقوع في المعاصي والذنوب والمنكرات، وإن اقترف ذنب او خطيئة عليه ان يسارع بالاستغفار، وهو يدرج جداً ان الله سبحانه وتعالي سوف يغفر له لندمه على ما أذنب، وتوبته الصادقة، وعزمه ألا يعود إليه، فيكون قد وصل إلى إحسان الظن بالله، كما يجب علي المسلم ان يقبل علي الله سبحانه وتعالي بالاعمال الحسنة والثقة ان الله سوف يتقبل منه هذه الاعمال وسيدخله الجنة وينجية من النار برحمته، وألا يطلب الأجر والثزاب على ما يفعل إلا من الله وحده، وأن يعتقد يقيناً أن الله -سبحانه وتعالى- سيثيبه على ذلك إن التزم به، وأنه سيغفر له إن استغفره وتاب إليه، ويجب علي المسلم أيضاً ان يصبر علي كل ابتلاء ومحنة يقع فيها ويحتسب الاجر من الله، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (عجباً لأمرِ المؤمنِ إن أمرَه كلَّه خيرٌ، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمنِ؛ إن أصابته سراءُ شكرَ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيرًا له) .
حسن الظن بالله في القرآن
- قال تعالى في سورة الحاقة: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ*إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ*فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ*فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ*قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ*كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ) .
- قول الله عزَّ وجلّ: (الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ) ، وتدل هذه الآية الكريمة علي الاشارة لعقوبة من يسئ الظن بالله عز وجل ولا يثق برحمته وقدرته علي كل شئ، فالله سيعاقبه يوم القيامة، لان من يسئ الظن بالله يتهم الله سبحانه وتعالي في حكمته وقدرته .
- قول الله عزَّ وجلّ: (يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ)؛
- قال تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ*الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) .
حسن الظن بالله في السنة النبوية
- قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- في الحديث الذي يرويه عن ربه: (قال اللهُ جلَّ وعلا: أنا عندَ ظنِّ عبدي بي إنْ ظنَّ خيرًا وإنْ ظنَّ شرًّا) .
- عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يموتن احدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عزوجل، فإن قوما قد أرادهم سوء ظنهم بالله، فقال لهم: وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارادكم فاصبحتم من الخاسرين.
- قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن شئتم أنبأتكم ما أول ما يقول الله عزوجل للمؤمنين يوم القيامة، وما أول ما يقولون له إن الله عزوجل يقول للمؤمنين: هل احببتم لقائي ؟ فيقولون: نعم يارب، فيقول: لم ؟ فيقولون: رجونا عفوك ومغفرتك، فيقول عزوجل: قد وجبت لكم مغفرتي” .