العبادة لله هي اسم شامل علي عدة فرائض يقوم بها المسلم, لتتحقق به معني العبودية من شعائر الله التي فرضها من خلال الاسلام فالصلاة, والزكاة والصيامُ والحج وصدق الحديث , وأداء الأمانة وبرُ الوالدين وصلةُ الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد النفس عن المعاصي والإحسان إلى الجار, وغيرها من الامور التي فرضها الله عزو جل من خلال القران الكريم وسنة رسوله صل الله عليه وسلم في جميع الاحاديث والسنة .
فقد جاء جبريل لسيدنا محمد صل الله عليه وسلم فقال له: يا محمد، إن الله يُخيرك بين أن تكون عبدا نبيا, وبين أن تكون ملكا نبيا ويجعل لك بطحاء مكه ذهبا,فقال: لا يا أخي جبريل, بل أكون عبدا نبيا, فهذا ما اختاره لنفسه سيد البشر ,لما يعمله نبينا الكريم من فضائل وخير وعظمة العبد عند الله فقد خلق الله جميع الكائنات للعبادة فقط ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )ولقد لبي نداء الله جميع الخلق حتي الملائكة والانبياء والمرسلون (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدَاً لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ) [النساء:172].
أقراء ايضا:احكام المسح على الخفين عند الشافعية وعند المالكية
حق الله على العباد
ياتي الحديث الشريف ليشرح لنا ماهو حق الله علي عباده ,حيث يقول معاذ -رضي الله عنه- كما في الصحيحين: كنت رديف النبي -صل الله عليه وسلم-, على حمار يقال له عفير, ليس بيني وبينه الا مؤخرة الرّحل, فقال لي: “يا معاذ بن جبل”. قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك! قال: “يا معاذ بن جبل، أتدري ما حق الله على العباد؟”. قلت: الله ورسوله أعلم! فقال: “حقّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا”,ثمّ سار ساعة فقال: “يا معاذ بن جبل”. قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك! قال: “هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟” إذا فعلوا ذلك ولم يقل إذا عرفوا ذلك؛ فإنّ المعرفة وحدها كالأماني لا تكفي ولا تنجي، “هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟” قال: “أنْ لا يعذبهم” أن لا يعذبهم.
ان الحديث يقدم لنا كل معاني العبودية, من توحيد وعدم شرك بالله في كل شي ليس بكلمة يقولها الانسان بل بالافعال ايضا ,فقد وصف العلماء العبودية لله انها اعظم وصف ممكن ان يتصف به الانسان, فهي شرف المسلم فقد كان سيد الخلق محمد صل الله عليه وسلم اعظمهم واشرفهم واكرمهم عبودية لله ,وقد وصفه الله بافضل الصفات في القران الكريم (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) [الإسراء:1]، (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ) [الكهف:1]، (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ) [الجن:19]
ويستكمل الحديث ويختم بمكافئة وهدية من الخالق لعبادة الذين عبدوا الله حق عبادة ,وهي لا يعذبهم فمن زُحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز فوزا عظيما .
أقراء ايضا:احكام سجود السهو عند المالكية و عند الشافعية
عبادة الله عز وجل
أوجب الله علي العباد العباده له في القول والفعل مع تحقيق الاخلاص, والنية في الاقول والاعمال لقوله تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾.وتاتي شروط لذلك منها :
- الاخلاص في القول والفعل لله تعالي, فهمها حدث من احداث او افعال لايغضب الانسان لانها لله مثل الصبر علي الوالداين واعاله الاسرة ,والصبر عليهم فهي من والمجبات الاساسية .
- ان لايتعدي المسلم حدود الشرع ,ويلتزم بها ويبتعد عن فعل الحرام والفواحش ,فلا يجوز السرقة لا عطاء الفقراء مثلا .
- يجب علي المسلم ان يفرق بين الفرض والسنة وان يهتم بالفرائض ,ويكمل بالسنن بعدها وان لايترك الفرض لاجل سنة فلا يترك الوجبات والفرائض من اجل عمل اخر بنية العبادة .
أقراء ايضا:اتقوا الله وكونوا مع الصادقين سبب نزول الاية
حق العباد على الله
يكون حق العباد علي الله نتيجة تادية العباد حقوق الله عليهم ,فان الله كريم يغفر الذنوب جميعا ,مدام التوبة خالصة لله ولا يعذبهم وينالون الجنة في الدنيا والاخرة ,فان الله يعطي كل البشر في الدنيا الذين يلتزمون بشعائر الله التي تعمل علي اصلاح المجتمع وتطوره فقد يعطي الكفار المتلزم بشعائر الله من بر الوالدين واحسان للجار وصلة الرحم وغيرها من الشعائر الاسلامية, مالم يعطية للمسلم ولكن في الدنيا فقط, وهذا ما يميز المسلم ان الله يعطي خير في الدنيا والاخرة, فيجب ان تكون النية لله تعالي اي عمل يقوم به الانسان ,يكون نيته لله عزوجل وبنيه ان يكون من المصالحين في الارض بعد رضا الله عليه وتحقيق سنه رسوله صل الله عليه وسلم .
أقراء ايضا:من هم محارم المرأة في الاسلام والنساء التي يحرم الزواج منهن