حكايات حقيقية بعنوان لبيك ايتها المراة المسلمة صفحة مضيئة من تاريخنا
سأقص عليكم من خلال هذه السطور قصة واقعية مضيئة من تاريخنا الإسلامي العظيم تناولتها كتب التاريخ الإسلامي بالتفصيل، وقد وقعت أحداثها أيام الخليفة العباسي محمد بن هارون الرشيد، الملقب بالمعتصم بالله والمعتصم هذا خلف أخاه المأمون في خلافة الدولة العباسية وحكمها خلال الفترة ما بين 218 – 227 هـ .. قصة رائعة نستعرضها معكم اليوم من موضوع حكايات حقيقية من تاريخنا المشرف استمتعوا معنا الآن بقراءتها وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص واقعية .
لبيك ايتها المراة المسلمة
وتفاصيل هذه القصة تقول: إن امرأة مسلمة من أحسن الناس سيرة كانت في آسيا الوسطى (تركيا اليوم)، وكانت هذه المنطقة تتبع دولة الروم البيزنطيين، فجاء رجل رومي ولطمها على وجهها فنادت: وامعتصماه. فقال لها الرجل ساخرا: وأين أنت من المعتصم حتى ينجدك؟ هل سيأتيك على بساط الريح وزاد في ضربها واهانتها
وكان يقف إلى جانب المرأة رجل مسلم فركب حصانه وقصد بغداد – عاصمة الخلاف العباسية. حتى إذا وصلها استأذن على الخليفة وأخبره قصة المرأة، فقال المعتصم للرجل: وفي أي جهة تقع عمورية؟ فأشار الرجل إلى جهتها. وما كان من المعتصم إلا أن قال للرجل: لبيك أيتها الجارية لبيك. هذا هو المعتصم يجيبك، ثم جهز جيشا من اثني عشر ألف فارس واتجه نحو عمورية.
كانت عمورية مدينة محصنة بأسوار منيعة استعصت على الفاتحين لها، فلما طال حصارها جمع المعتصم المنجمين فقالوا له: إنا نرى أنك لن تفتحها إلا في موسم نضح العنب والتين والرمان، فشق على الخليفة ذلك واغتم، وخرج ليلة مع بعض جنوده يتحسس أخبار الجيش ليسمع ما يقولونه، فمر بخيمة حداد يضرب نعال الخيل وبين يديه غلام اقرع قبيح الصورة وهو يضرب على السندان، ويقول في رأس المعتصم، فقال له معلمه: اتركنا من هذا مالك والمعتصم؟ فقال: ما عنده تدبير، له كذا وكذا يوما على هذه المدينة مع قوته ولا يفتحها، لو أعطاني الأمر ما بت غدا إلا فيها .
سمع المعتصم كلام الغلام وتعجب مما سمع، ولما عاد إلى خيمته فكر في كلام الغلام واستدعاه إليه وقال له: بلغني عنك أنك قادر على فتح المدينة؟ هل هذا صحيح؟
فأجاب الغلام: نعم أيها الخليفة، لو وليتني الحرب فإني أرجو أن يفتح الله عليك. فقال الخليفة: قد وليتك وخلع عليه القيادة على الحرب ففتح الله عليه، ودخل المعتصم المدينة وكذب قول المنجمين، ثم دعا بالرجل الذي بلغه حديث المرأة فقال له : سر بي إلى الموضع الذي رأيتها فيه، فسار إليه وأخرجها من موضعها وقال لها: يا جارية هل أجابك المعتصم؟ فقالت: بارك الله فيك وأثابك الأجر العظيم ثم ملكها الرومي الذي لطمها والسيد الذي كان يملكها وجميع ماله.
وقد خلد لنا ذكرى هذه المعركة (معركة عمورية) الشاعر العربي أبو تمام في قصيدة جميلة رائعة، يسخر فيها من أقوال المنجمين الذين نصحوا الخليفة بالعودة إلى بغداد لأنه لن يستطيع فتح المدينة إلا في موسم العنب والتين وقال فيها: السيف أصدق إنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب .. وهكذا يا أصدقائي، فإن المسلم الحق لا ينام على ظلم أو ذل أو إهانة حتى يعيد الحق لأصحابه وينصر المظلومين .