حكم اتيان الزوجة من الدبر في القرآن – احذر فعلها!
محتوي الموضوع
لقد جعل الله عز وجل الحياة الزوجية قائمة على أسس جميلة كالمودة والرحمة والأمن والأمان والسكينة والاطمئنان وميل كلاً منهما للآخر ، إذ قال الله عز وجل في القرآن الكريم : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} ، ومن أجل تحقيق المودة والألفة والحياة الهانئة ، يجب أن يتم تطبيق المادئ والحدود التي تضمن هذا الأمر ، وعلينا أن نلتزم بما أمرنا الله عز وجل وأن نبتعد عما نهانا عنه ، وفي هذا اليوم سوف نتعرف على حكم اتيان الزوجة من الدبر في القرآن – احذر فعلها!
حكم إتيان الزوجة من الدبر:
لقد أجمع أهل العلم بأن من يأتي امرأته من الخلف فهو آثم ويرتكب فعل محرم عليه أن يرجع إلى خالقه ويبتعد عما يفعله ، وفي الأسفل سوف نوضح المسألة بالتفصيل :
- حكم إتيان الزوجة من الدبر بغير رضاها؟ هناك بعض الحالات للأسف تتعرض فيها الزوجة للإجبار من الزوج من غير رضاها ، ففي تلك الحالة لا بد على الزوجة أن تمتنع عن هذا الأمر ولا تطيعه أبداً مهما حاول وأصر على تلك الفعلة القبيحة ، فلو لم يرتدع عن هذا الأمر عليها أن ترفع أمرها للقضاء حتى يفرق بينهما ، أو تلجأ لأهلها.
- حكم إتيان الزوجة من الدبر برضاها؟ لقد حرم الله عز وجل الإتيان من الدبر حتى لو كان برضى المرأى ، وقد اتفق الفقهاء على أن الإتيان من الدبر هو فعلة لواط ، وقد أطلق عليه العلماء اسم اللواط الأصغر ، أو اللوطية الصغرى ، ولهذا فتلك الفعلة محرمة على الزوج والزوجة ، وقد ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه لأن الزوج والزوجة لو اتفقا على تلك الفعلة لا بد وأن يعزرا ، ولم لم يعودا عن تلك الفعلة فلا بد من التفريق بينهم ويعتبر التفريق بينهم أمر واجب.
- حكم إتيان الزوجة من الدبر عن طريق الخطأ؟ لقد قال البعض من أهل العلم بأن حكم إتيان الزوج لزوجته من الدبر من خلال الخطأ لا أثم عليه ولا عليها ، إلا أن الإثم يكون في الأمور التي تحدث بشكل متعمد ، واستدل أهل العلم بالآيات والأحاديث التي تتكلم على عدم مؤاخذة الله عز وجل للمخطئ ، ومن هذا قول الله عز وجل في القرآن الكريم : { وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.
- حكم إتيان الزوجة من الدبر مع استخدام واقي ذكري؟ يتوهم البعض أو يظن بأن سبب تحريم إتيان الزوجة من الخلف يكمن في موضع خروج القذارة ، وعليه فلو تمكن من الابتعاد عن هذه القذارة فليس عليه إثم ولا وزر ، مثل أن يقوم بارتداء واقي ذكري ، إلا أن تلك الفعلة محرمة تحريماً قاطعاً سواءً أكانت مع الواقي أو من غيره.
حكم إتيان الزوجة من الدبر من غير إيلاج:
- لقد أباح المولى عز وجل للشاب أن يستمتع بامرأته في أي موضع يريد ، عدا باطن الدبر ، إذ قال الله عز وجل في القرآن الكريم : { نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}.
- وفقاً لتلك الآية الكريمة فقد ذهب أهل العلم لجواز الاستمتاع بظاهر دبر الزوجة ولو بدون حائل ، ولكن شرط ألا يحدث دخول أو إيلاج داخل الدبر ، فقد عد أهل العلم ظاهر الدبر كبقية الجسد.
حقوق الزوجة على زوجها:
- حسن العشرة والمعاملة بالمعروف : إذ قال الله عز وجل في القرآن الكريم : {وعاشروهن بالمعروف} ، ويتمثل هذا الأمر من خلال إكرام الرجل لامرأته ومعاشرتها بالمعروف ، وعليه فإن الألفة والحب والرحمة تزداد بينهما ، وتتآلف أفئدتهما ، مع أداء حقوق الزوجة وأن يحرص الزوج على ألا يظلمها وأن يحسن إليها وأن يرفق بها ، إذ دل على هذا حديث النبي محمد صل الله عليه وسلم : (خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي وإذا مات صاحبُكم فدَعُوه).
- عدم ضرب الزوجة : ولو فعل الزوج هذا الأمر فعليه أن يبتعد عن وجهها وألا يهينها ، ومن الجائز ضرب المرأة فقط لو كانت ناشز ، لو لم تقم بإطاعة رجلها ، إلا أن الضرب لا بد وأن تسبقه الموعظة الحسنة ، بالإضافة للتذكير بالله عز وجل وبنبيه محمد صل الله عليه وسلم ، وبعدها يكون الهجر بالمضاجع ، فضلاً لعدم محادثتها ، وبعدها يكون الضرب لو لم تستمتع ولا بد وأن يكون الضرب ليس ضرباً مبرحاً.
أدلة تحريم إتيان الزوجة من الدبر:
- قال النبي محمد صل الله عليه وسلم ؛ في حديث رواه الإمام أبو هريرة عنه أنه قال : (من أتى كاهِنًا فصدَّقَهُ بما يقولُ، أو أتى امرأةً حائضًا، أو أتى امرأةً في دُبُرِها؛ فقد برئَ ممَّا أنزلَ اللهُ على محمَّدٍ).
- قال النبي محمد صل الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام أبو هريرة رضي الله تعالى عنه : (إنَّ الَّذي يأتي امرأتَهُ في دبُرِها لا ينظرُ اللهُ إليهِ. وفي لفظٍ لهُ: مَلعونٌ من أتى امرأةً في دُبرِها).
- وعن الصحابي الجليل خزيمة بن ثابت رضي الله تعالى عنه ؛ عن النبي محمد صل الله عليه وسلم قال : (إنَّ اللهَ لا يستحيي منَ الحقِّ لا تأتوا النِّساءَ في أدبارِهِنَّ).
للمزيد يمكنك قراءة : احاديث الرسول عن الزواج
للمزيد يمكنك قراءة : حقوق الرجل على زوجته
للمزيد يمكنك قراءة : الطلاق في الاسلام