نقدم لكم هذه المقالة من موقع احلم تحت عنوان حكم اسقاط الجنين وأنواع الإجهاض، فالإجهاض هو ببساطة عدم اكتمال الحمل وعادة ما يحدث في الثلث الأول من شهور الحمل، حيث تتعرض نسبة من النساء الحوامل للإجهاض لأسباب خارجة عن إرادتهم وتتراوح تلك النسبة بين 15%إلى 17%، وقد يكون الإجهاض ناتج عن جهد زائد أو حالة مرضية لا تسمح باكتمال الحمل، مما يستتبع عملية معالجة حتى يمكن حدوث حالة حمل مكتملة.
اقرأ: قرحة القرنية أسبابها وأعراض الإصابة بها
أنوع الإجهاض
- إجهاض ناقص:وفيه يتوقف نمو الجنين عند مرحلة معينة ويقوم الرحم بطرد جزء من محتوياته إلى الخارج، والباقي يظل داخله ويرافق تلك الحالة نوع من النزيف المهبلي تختلف حدته من حالة إلى أخرى، وقد تحتاج تلك الحالة إلى عملية تفريغ للرحم وكشط.
- إجهاض مهدد: حيث تتعرض بعض النساء إلى نزيف مهبلي إلا أنه ليست كل النساء يحدث لها إجهاض بعد هذا النزيف، إذ يمكن أن يكتمل الحمل بنسبة 50%.
- إجهاض فائت: في هذا نوع من الإجهاض يتوقف نمو الجنين ويموت ولكن لا يقوم الرحم بطرد أيًا من مكوناته للخارج، وتلك الحالة تتطلب بالأساس عملية كشط لإخراج محتويات الرحم والجنين الميت، لأنه يمثل خطورة على حياة الأم.
تمثل تلك الحالات حالات الإجهاض لظروف خارجة عن تحكم الأم، ولكن هناك نوع آخر من الإجهاض وهو الإجهاض الإختياري، وهنا يوجد نوعين الأول أن تكون الأم مضطرة للإجهاض بأمر من الطبيب، أما الثاني أن تجهض عمدًا دون أي أسباب سوء بنفسها أن يتسبب آخرين في الإجهاض، ولكل حالة حكم شرعي مختلف عن الأخرى.
اقرأ: ما هي درجة حرارة الطفل الطبيعية والطريقة الصحيحة للقياس
حكم إسقاط الجنين عمدًا دون سبب
الإجهاض العمد دون سبب حرام في كل أحواله وتتدرج الحرمة وتزداد كلما ازداد عمر الحمل، ولكل مرحلة من عمر الجنين الذي تم إجهاضه دية أو كفارة فقد قال بعض الفقهاء أنه إذا تم الإسقاط خلال الأربعين يومًا الأولى من الحمل فكفارته الاستغفار والتوبة، وإذا كان الإسقاط بعد مرور 42 يومًا على الحمل فهنا وضع الإسلام دية وكفارة فكانت الدية هى أن يتم توزيع ما يعادل 212.5 جرام من الذهب( الغرة ) على من يمكن أن يكونوا ورثة لهذا الطفل المجهض وليس لمن أجهضت نصيب في هذه الدية فإن سامحوا وعفوا فلهم ذلك، وكذلك عليها كفارة وهى صيام شهرين متتابعين.
وقال جزء آخر من العلماء أنه لا كفارة ولا دية إذا تم الإسقاط خلال الـ120 يوم الأولى من الحمل أي قبل نفخ الروح بالجنين،أما بعد ذلك ففي حال تم إسقاط الجنين عمدًا فعلى من أسقطت نصف عشر الدية لورثة الجنين دون أن يكون لها نصيب فيها وقد قدرت بالجنيه المصري بحوالي 6000 جنيه، وكذلك صيام شهرين متتابعين.
هناك من الفقهاء والعلماء من قال بأن إسقاط الجنين عمدًا بعد نفخ الروح أي بعد 120 يومًا من الحمل هو جريمة قتل ينطبق عليها حكم قتل النفس ولأهل الجنين أن يختاروا إما القصاص أو الدية، أما إذا كان قبل نفخ الروح فعليها الغرة أو نصف عشر الدية.
ملحوظة:- قد لا تكون الأم هي المتسببة في الإسقاط وإنما أي شخص آخر تعمد إسقاط الجنين فتنطبق عليه نفس الأحكام.
اقرأ: طرق علاج الاكتئاب وأنواعه وأسباب الإصابة به
حكم إسقاط الجنين بعذر مقبول
القاعدة في الإجهاض هي أنه حرام ولكن لكل قاعدة شواذ، وكذلك في الإجهاض فهناك سبب إن توفر لم يكن إسقاط الجنين محرم بل هو حاجة أو ضرورة وهذا السبب هو أن يكون هناك ضرر مؤكد على الأم بشهادة من طبيب أو جهة موثوق منها، وذلك في أي مرحلة من مراحل تكون الجنين أي سواء قبل نفخ الروح أو بعدها.
أما في حال كان الجنين مريض بمرض لا شفاء منه أو مشوه بشكل يجعل من حياته صعبة ومؤلمة إذا ولد، فأجاز العلماء إسقاطه وذلك قبل نفخ الروح فيه أي خلال الـ120 يوما الأولى من الحمل، وقال البعض خلال الـ42 يومًا الأولى.
كانت تلك السطور بعض الاجتهادات من العلماء، ولمن لديه حالة معينة فيما يخص إسقاط جنين فعليه بالعلماء والمختصين في المجالين الطبي والفقهي قبل اتخاذ أي قرار والإقدام عليه، فلا تستهينوا بقتل النفس حتى وإن كان جنين في طور التخليق، فربما تلك جريمة قتل أشد قسوة وبشاعة من قتل إنسان ناضج.