إن النوم يعتبر جزء مهم من حياة الإنسان ، فالنوم الصحي أمر أساسي لا يقل أهمية عن الحاجة لتناول الأكل والشرب ، حيث إنه يلعب دور مهم في الكثير من الوظائف الحيوية في الجسم ، إنه يساهم في إزالة السموم التي تتراكم خلال النهار من الدماغ ، كما أن النوم يؤثر في كل أنسجة الجسم تقريباً بما فيها الدماغ ، والرئتين ، والقلب ، ذلك بالإضافة لدوره في عملية التمثيل الغذائي ، وفي تحسين المزاج ، وفي دعم الجهاز المناعي ، وفي مقاومة الأمراض ، والكثير من الأدوار الأخرى ، ولكن هناك بعض الناس ينامون طيلة اليوم ، وهناك أحاديث مشهورة تفيد بكراهة نوم العصر ، ولكن هل هذه الأحاديث صحيحة أم مكذوبة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟ في هذا اليوم سوف نتعرف على حكم النوم بعد العصر وسنة النبي في القيلولة ، فتابعوا معنا.
هل يوجد كراهة في نوم العصر؟
- لقد أشار أهل العلم ومنهم الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى لضعف الحديث المتعلق بالنهي عن نوم العصر ، والذي نسب قوله للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، والذي ورد فيه : [من نام بعد صلاة العصر فأصيب في عقله فلا يلومن إلا نفسه] ، بل جزم بعض أهل العلم بأنه حديث موضوع مكذوب عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وعليه نجد أنه لا يوجد نص حديث صحيح يثبت الكراهة الشرعية للنوم بعد العصر ، فيظل حكم الأصل ألا وهو الجواز ، إلا بحال ثبوت ضرر تلك النومة على صحة الشخص وجسده ، فوقتها لا بد من اجتنابها والحذر منها.
للمزيد يمكنك قراءة : اذكار ماقبل النوم من كتاب حصن المسلم
سنة النبي صلى الله عليه وسلم في القيلولة:
- لقد ذكر أهل العلم استحباب نوم القيلولة لهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك ، فقد أتى بالسنة النبوية قوله صلى الله عليه وسلم : [قيلوا ، فإن الشياطين لا تقيل] ، والقيلولة تريح المسلم في أثناء النهار ، مما يعينه ذلك على النشاط بالليل من أجل الاجتهاد بالعبادة والقيام.
للمزيد يمكنك قراءة : أذكار النوم والاستيقاظ
آداب النوم:
يوجد الكثير من الآداب التي حث عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل النوم منها ما يلي :
- عليك أن تحرص على إخماد النيران ، وعلى إطفاء المصابيح ، وعلى إغلاق المفتوح من الأبواب ، وأن تذكر اسم الله عز وجل ، وقد دل على ذلك قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم : [أَطْفِئُوا المَصابِيحَ باللَّيْلِ إذا رَقَدْتُمْ، وغَلِّقُوا الأبْوابَ] ، والنهي النبوي عن ترك الأبواب مفتوحة قبل الخلود للنوم إنما أتى ليحقق مصالح دينية ودنيوية للعبد المسلم ، فالدنيوية تكون بحفظ النفس والمال من الشر والفساد ، وأما الدينية فتتمثل في حفظه من الشيطان الذي يتربص به ويحاول جاهداً الاختلاط به وإيذاءه.
- يجب الحرص على النوم بعد الوضوء وصلاة سنة الوضوء ، وأن تنفث في كفيك بعد أن تجمعهما وأن تقرأ سورة الإخلاص ، والناس ، والفلق فيهما ، وبعدها تمسح بهما الرأس والوجه ، ومن ثم ما أقبل من الجسم بقدر الإمكان ، وتكرر هذا الأمر 3 مرات.
- وقد دل على ذلك ما رواه الإمام البخاري رضي الله تعالى عنه ، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها ، أنها قالت : [أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذا أوَى إلى فِراشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمع كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِما فَقَرَأَ فِيهِما: قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ وقُلْ أعُوذُ برَبِّ الفَلَقِ وقُلْ أعُوذُ برَبِّ النَّاسِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما ما اسْتَطاعَ مِن جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بهِما علَى رَأْسِهِ ووَجْهِهِ وما أقْبَلَ مِن جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذلكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ] ، وقراءة سورة البقرة ، وآخر آيتين من سورة البقرة ، وذلك لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم : [مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ] ، ذلك بالإضافة لقراءة سورة الكافرون لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم : [اقرَأْ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ثمَّ نَمْ على خاتِمتِها فإنَّها براءةٌ مِن الشِّر]
للمزيد يمكنك قراءة : حكم الافطار في رمضان عمدا