عمليات التجميل أمر جديد وغريب على رجال الشريعة ، لأنه أمر لم يكن معروف في السابق ، ولم يكن معروف للمهتمين بالفقه الشرعي ، ولكن هناك موضوعنا شرعية ذكرت حول التجميل بشكل عام ، وقد حددت الموقف تجاه عمليات التجميل التي كانت قائمة وقتئذ ، وفي هذا اليوم يسعدنا أن نقدم لكل متابعينا الكرام متابعي موقع احلم موضوع بعنوان حكم عمليات التجميل في الإسلام ، سوف نتعرف سوياً في هذه المقالة عن الجمال وحكم عمليات التجميل في الإسلام ، وأحكام متعلقة بعمليات التجميل فتابعوا معنا.
تعريف الجمال:
- الجمال ينقسم لجمال الروح وجمال المادة ، فجمال الروح يحقق للشخص سكينة وراحة وطمأنينة ، دون الإحساس بأي توتر أو قلق ، كما أنها تخلصه من أي أمور سلبية تؤثر على روحه ، وتعطيه القدرة في مقاومة أوامر الشر والقبح التي تأمر بها نفسه الإنسانية.
- جمال الروح نابع من صدق الأحاسيس والمشاعر ، والإخلاص فيها ، وبما أن البشر هم خلفاء الله على الأرض ، فيجب لهم أن يحرصوا على جمال أرواحهم ، وجمال وجدانهم ، وجمال عقولهم ، لأن الأحكام الروحية تهدف لاستبدال الخلق الفاسد بالخلق الحسن والرفيع ، وهذا هو ما أمرت به الشريعة الإسلامية.
- بالمقابل جمال التعبير يعتبر من أهم أنواع الجمال ، فبه يتأثر الأشخاص ، وذلك في التعامل وفي الحياة عموماً ، والوصول لهذا يكون بالكثير من الطرق والوسائل ، كالخطاب ، والتوجيه ، والأمر ، والنهي ، والدعوة ، والتربية ، فالمطلوب من أصحاب الدعوة أن يتمثلوا الأساليب الحسنة ، فقد قال الله عز وجل : {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاروهم في الأمر}.
للمزيد يمكنك قراءة : معلومات عامة عن الصحة والجمال
حكم عمليات التجميل:
حكم عمليات التجميل يختلف باختلاف نوعها ، وفي التالي سنبين الأنواع وحكم كل نوع على حدة:
النوع الأول:
- الجراحة التجميلية الضرورية: والمقصود من هذه الجراحة ، هي التي يتم إجراءها بغرض إزالة بعض العيوب ، عيوب تكون ناتجة عن مرض أو حرق أو حادث سير وغيرها من الأسباب ، وقد تكون العملية أيضاً بغرض إزالة بعض العيوب الخلقية التي يولد بها الشخص ، كوجود إصبع زائد مثلاً ، فيتم إجراء عملية لاستئصاله وقطعه ، ومن الممكن أن تكون كل الأصابع مجتمعة معاً ، ففيها يتم إجراء عملية لفصل الأصابع عن بعضها.
- فلو كان سبب العملية التجميلية أحد الأسباب المذكورة ، فلا حرمة فيها ، ودليل هذا الأمر ما ورد عن الصحابي أسعد بن زرارة ، حيث قال: (أنه أصيب أنفه يوم الكلاب فاتخذ انفاً من ورق فأنتن عليه ، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أنفاً من ذهب}.
النوع الثاني:
- الجراحة التجميلية التحسينية ، وفيها يقوم الشخص بتحسين شكله ومنظره بالنسبة إليه ، فمثلاً يجري عملية تصغير الأنف ، أو تجري المرأة تصغير أو تكبير الثدي ، أو عمليات شد الوجه ، وغيرها من العمليات.
- والجدير بالذكر هنا أن نقول بأنه لا يوجد أي داع أو دافع لإجراء مثل تلك العمليات ، فالغاية وراء هذه العمليات هو تغيير خلق الله عز وجل ، وتحقيق هوى النفس وشهواتها ، وهذا من الأنواع المحرمة لأن كما قلنا فيها تغيير خلق الله.
- ودليل هذا قول الله تعالى: {إن يدعون من دونه إلا إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً فريداً ، لعنه الله ، وقال لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً ، ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله} ، والخلاصة أن هذا النوع من أنواع عمليات التجميل ما هو إلا إغواء من الشيطان للإنسان.
للمزيد يمكنك قراءة : معلومات اسلامية نادرة
أحكام متعلقة بعمليات التجميل:
لقد وضح العلماء مجموعة من الأحكام متعلقة بعمليات التجميل ، وفيما يأتي بيان بعضاً منها:
- عمليات التجميل التحسينية من الممكن أن تشتمل على خداع وغش وتدليس ، كما أن هناك بعض العمليات التي يستلزم استخدام الحقن بمستخلصات يتم أخذها من أجنة مجهضة ، بالإضافة إلى أن تلك العمليات ينتج عنها العديد من الأضرار والأوجاع والآلام ، فبعضها أذى للنفس.
- يجب على الطبيب الذي يجري تلك العمليات أن يعلم ما هو قصد من يريد إجراء عمليات تجميلية ، فلو كان المقصود من وراء العملية مقصد سوء ، ففعل العملية حرام ، لأن هذا الأمر بإمكانه المساعة على الحرام وتشجيعه ، أما إن لم يعلم الطبيب المقصود من العملية ، فلا بأس من فعلها وإجراءها ، فمن الممكن أن تكون العملية بغرض إزالة تشويه ما أصاب الجسم نتيجة حرق أو جرح أو كسر.
للمزيد يمكنك قراءة : معلومات دينية مهمة