محتوي الموضوع
سوف نتناول فى هذا المقال سيره واحدًا من أعظم الصحابه فى عهد رسول الله صل الله عليه وسلم وهو”حنظله بن أبى عامر”رضى الله عنه وهو أحد شهداء غزوه أحد ولقب فى الكتب الخاصه بالسيره النبويه “بغسل الملائكه” أى الرجل الذى غسلته الملائكه وقد ذكر ذلك إبن حجر فى كتابه الإصابه فى تميز الصحابه .
ويجب علينا فى هذا الوقت أن نقوم بدراسه سير الصحابه والتابعين والصالحين فى العموم،لكى نربى أبنائنا على هذه القصص العظيمه والنبيله، لكى نغرس فى نفوسهم حب الدين من الصغر؛وذلك عن طريق سرد البطولات العظيمه لهؤلاء الرجال الذين وهبوا نفسهم لخدمه هذا الدين العظيم وحتى يكون لدينا جيل قوى واعِ بماضى أجداده العظماء.
من هو حنظله بن أبى عامر:
هو حنظله بن أبى عامر بن صيفى بن مالك بن أميه بن ضبيعه بن زيد بن عوف بن عمرو بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصارى الأوس المعروف بغسيل الملائكه .
قصة إستشهاده:
بعد أن تزوج حنظله بن أبى عامر جميله بنت عبد الله بن أبى سلول ،وأدخلت عليه فى الليله التى سبقت غزوه أحد وكان حنظله قد أستأذن رسول الله صل الله عليه وسلم؛فى أن يبيت عندها فوافق رسول الله وبعد صلاه الصبح فى اليوم التالى غدا إلى الرسول ورافقته جميله فرجع وكان معها فأجنب منها ثم أراد الخروج وقد قامت بالإرسال قبل ذلك إلى أربعه من قومهما فقامت بإشهادهم إنه قد دخل بها،فقيل لها بعد لم أشهدت عليه؟فأجابت رأيت كأن السماء فرجت فدخل فيها حنظله ثم أطبقت فقلت :هذه الشهاده فأشهدت عليه أنه قد دخل بها ونقل عن عبد الله بن الزبير رضى الله عنه قال :إنه قد سمع رسول الله صل الله عليه وسلم يقول عن قتل حنظله بن أبى عامر وبعد أن إلتقى هو وأبو سفيان بن الحارث حين علاه شداد بن الأوس وقتل بالسيف بعدها قد قال رسول الله صل الله عليه وسلم إن صاحبكم”تغسله الملائكه” فسألوا زوجته جميله وروت أنه قد خرج لما سمع الهائعه رأى صوت منادى الجهاد يدعو إلى الجهادوهو جنب فقال رسول الله صل الله عليه وسلم لذلك غسلته الملائكه .رواه الحاكم والبهيقى وحسنه الألبانى.
كرامه غسل الملائكه لحنظله:
عندما وجدوا حنظله مع القتلى فوجدوا أن الماء يقطر من رأسه وليس بقربه ماء ،وقد ذكر ذلك السهيلى نقلًا عن الواقدى وغيره وهذا تصديقًا لقول رسول الله “إن صاحبكم تغسله الملائكه”وكانت هذه الواقعه من باب الفضل والكرامه له وذكر عن ذلك المناوى وكفى”غسل الملائكه”لحنظله بهذا شرفًا وذا لا ينافيه الأخبار الناهيه عن غسل الشهيد لأن النهى وقع للمكلفين من بنى آدم.
حنظله رضى الله عنه مفخره للأوس:
عن أنس رضي الله عنه قال: “افتخر الحيّان من الأنصار: الأوس والخزرج، فقالت الأوس: مِنَّا غسيل الملائكة حنظلة بن الراهب (حنظلة بن أبي عامر)، ومنّا من اهتز له عرش الرحمن: سعد بن معاذ، ومنا من حمته الدّبر (النحل) عاصم بن ثابت بن أبي الأفلج، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت ، وقال الخزرجيون: منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجمعه غيرهم: زيد بن ثابت، وأبو زيد، وأُبَيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل”.
وبهذا نكون قد تناولنا سيره صحابى جليل من صحابه الرسول صل الله عليه وسلم وهو”حنظله بن أبى عامر الذى أستشهد فى سبيل الله وقامت بتغسيله الملائكه وهو شرف عظيم جدًا،والشهاده فى سبيل الله عز وجل ينال صاحبها أعلى الدرجات والمنازل ويختص الله عز وجل الشهداء من عياده المقربون وهم أعظم قدوه ويقول عز وجل فيهم”ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا”النساء (69).
ونجد أن حنظله بن أبى عامر أحد الشهداء العظماء فى غزوه أحد والذى رباه الرسول وهو من الصادقين مع الله الذين باعوا الدنيا وأشتروا الآخره وهم أحياء عند ربهم يرزقون .ويجب علينا كما ذكرنا فى البدايه أن نقص هذه القصص العظيمه الخاصه بالصحابه والتابعين للجيل الجديد حتى يكونوا قدوتهم الحسنه ونربى جيلاً يحمل قيم عظيمه.