محتوي الموضوع
إن التعاون يعتبر واحداً من أبرز القيم البشرية التي أدت لنهوض دول وأمم وسقطت بأخرى ، فكافة الناس قد أدركوا ووعوا عن طريق التجارب التي مرروا بها ورأوها في حياتهم بأن اليد الواحدة لا يمكنها فعل شيء وأن اليدين من الصعب للغاية كسرها ، التعاون بمفهومه من الممكن أن يشمل جميع جوانب الحياة ، وذلك بدءاً من الحياة الشخصية مع العائلة حتى المدارس والمجتمعات ، وفي هذا اليوم سوف نتناول معكم حوار بين شخصين عن التعاون المدرسي قصير.
أهمية التعاون:
- يعد التعاون مفهوم وجد منذ القدم ، ولولا أهميته لما رأيناه يتصدر قائمة أبرز وأفضل وأهم القيم والمفاهيم التي لا بد أن يربى عليها أي جيل صاعد ، والسبب وراء أهمية التعاون بأنه واحد من أفضل الطرق التي تصل بالشعوب والأمم للقمة.
- التعاون بإمكانه تعزيز الألفة والمحبة عندما يحس كافة الناس بأنهم قد عملوا بالتوازي ، كما أن التعاون يساهم في قضاء حاجيات المجتمع الرئيسية ويعزز من الاستفادة من خبرات الجميع ومن مهاراتهم.
للمزيد يمكنك قراءة : بحث عن التعاون واهميته للأمم
حوار بين شخصين حول التعاون:
يعتبر التعاون بمثابة عملية تفاعلية اجتماعية ، فضلاً لأنه معيار أخلاقي يتطلب بذلك الجهود من قبل الناس المتحدين على تحقيقه ، وهذا بغرض الوصول لمنفعة مشتركة وحقيقة تساعد على مساعدة كافة الناس وتقديم يد العون لهم ، ومن الجدير ذكره أن كافة الأديان السماوية والأنظمة الأخلاقية قد رسخت من مبدأ التعاون في كافة المجتمعات ، وانطلاقاً من تلك الأسباب فإننا سوف نعرض لكم في الأسفل حوار بين اثنين حول التعاون للتعرف بصورة أكثر إلى مقصده ومعناه :
- علاء: السلام عليكم يا أمي.
- الأم: وعليكم السلام يا بني، أخبرني ما بك؟
- علاء: أحس بتوتر شديد للغاية، لأن المدرس قد طلب مننا اليوم أن نقوم بعمل بحث دراسي ولكن اشترط علينا أن نتشاركه مع بعضنا البعض.
- الأم: وما هي المشكلة؟
- علاء: المشكلة يا أمي العزيزة في أنني أرغب بكتابة البحث وحدي، إذ إنني لا أريد أن أتشارك مع أحد في إعداده.
- الأم: ولكن يا بني إنك مخطئ جداً، وذلك لأن التعاون يعتبر عملية هامة لنجاح العمل، فمما لا شك فيه مشاركة أفكار الأصدقاء في إعداد البحث بإمكانه أن تزيد من قيمته وسوف تجعلك بإمكانكم إعداده بصورة رائعة ، بالإضافة لإنجازه بسرعة أكبر واكتساب المهارات الجديدة خصوصاً مهارة التواصل.
- علاء: معكِ حق فعلاً، لقد فهمت ما قلتيه وسوف أقوم بإعداد البحث مع أصدقائي، فلقد تحمست للأمر كثيرًا أشكرك.
حوار بين اثنين حول التعاون المدرسي:
إن إسلام وأحمد هما طالبان في ذات الصف ، وكان إسلام يفضل التعاون كثيراً مع أصدقائه والناس وتقديم يد العون لهم ، أما بخصوص أحمد فإنه يرى في ذلك الشيء مضيعة كبيرة للوقت ، وفي ليلة من الليالي حدث بين الاثنين ذلك الحوار حول التعاون المدرسية سوف نقدمه لكم في الأسفل :
- إسلام: صباح الخير يا أحمد، دعنا نذهب مع بعض إلى فناء المدرسة فإنهم يقومون بترتيبه فكم سيكون رائعاً لو ساعدناهم في ذلك الأمر.
- أحمد: صباح الخير يا إسلام، أظن بأنه لا داعٍ أن نتدخل في الأمر وأن نتسبب في اتساخنا.
- إسلام: لا يا صديقي ، فسوف نكون حذرين جداً، حيث من المهم أن نقدم لهم المساعدة من أجل تيسير مهمة تنظيف المدرسة عليهم، فنحن من منتسبيها وهي تعتبر مثل بيتنا الثاني.
- أحمد: لكن يا إسلام يوجد من هو مسؤولًا عن إتمام تلك المهمة، وأنا عندي أعمال إضافية..
- إسلام: وما هي الأعمال التي من الممكن أن تلهيك عن تنظيف فناء مدرستك؟
- أحمد: أو في مذاكرة درس المعادلات والمتباينات مع زميلنا علاء، فلقد عرض المساعدة على شرح ذلك الدرس للضعفاء مثلي.
- إسلام: حسنًا، فهل سألت نفسك ذات يوم لماذا صديقنا علاء سوف يقوم بذلك العمل؟ فهو يحقق مفهوم التعاون يا عزيزي.
- أحمد: نعم، ولكن ماذا تقصد؟
- إسلام: أقصد أنه إن لم يساعد التلاميذ المتفوقين غيرهم من التلاميذ الضعفاء لأصبحت مهمة الدراسة صعبة جداً، وبالمثل لو لم نساهم في ترتيب المدرسة فسوف يكون من الصعب إتمام المهمة في وقت سريع.
- أحمد: بالتأكيد، علاء إنسان متعاون للغاية، حيث إنه لم يكن أنانيًا في يوم من الأيام ولم يبخل على أحد بعلمه، فإنه يتعاون في شرح الدروس لزملائه وفي تنظيف المدرسة، فكم هو شخصية محترمة جداً.
- إسلام: فعلينا يا صديقي احمد أن نتخذ علاء قدوة لنا، فلقد حثنا النبي محمد – صلى الله عليه وسلم- في العديد من الأحاديث الشريفة على التعاون مثل: “تَرَى المُؤْمِنِينَ في تَراحُمِهِمْ وتَوادِّهِمْ وتَعاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إذا اشْتَكَى عُضْوًا تَداعَى له سائِرُ جَسَدِهِ بالسَّهَرِ والحُمَّى.”.
- أحمد: أنك محق يا صديقي، صدق النبي محمد – صلى الله عليه وسلم-، إذن دعنا نذهب لمساعدة أصدقائنا والمدرسين في تنظيف المدرسة.
للمزيد يمكنك قراءة : الاتحاد قوة اجمل الاقوال والكلمات
التعاون في الدين الإسلامي:
لقد تم ذكر التعاون في الذكر الحكيم في الكثير من المواضع والآيات القرآنية الشريفة ، وفي الأسفل سوف نبرز لكم ذلك الأمر من خلال سرد حوار بين اثنين حول التعاون بالإسلام :
- معتصم: السلام عليكم يا والدي، هل لك أن تخبرني كيف أتى مفهوم التعاون في الدين الإسلامي؟
- الأب: عليكم السلام، بالطبع يا معتصم، فإن الله جل في علاه في القرآن الكريم وجه الأمر إلى المؤمنين بصيغة الجمع، حيث أتت كلمة الذين آمنوا نحو تسعة وثمانون مرة، وكلمة أيها الناس نحو عشرون مرة وذلك إن دل فإنما يدل على أهمية التعاون.
- معتصم: وهل يوجد آية قرآنية بصورة صريحة حث فيها الله – سبحانه وتعالى- على التعاون؟
- الأب: نعم يا بني ، فلقد أمر بالتعاون على الخير وتجنب الشر في قوله تعالى في القرآن الكريم: (… وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )[المائدة، 2].
- معتصم: شكرًا يا والدي، فلقد أدركت قيمة التعاون.
للمزيد يمكنك قراءة : أمثال عن التعاون
