تعالوا نتعرف بدايةً على تعريف الدعاء ، الدعاء يعرف باللغة على أنه الطلب ، أما بالنسبة للشرع فيعني أن يتجه العبد المسلم لربه فيما يكون بحاجة إليه من أمور دينه ودنياه ، والدعاء هو من أوامر الله عز وجل لعباده بأن يتوجهوا إليه جل جلاله في كل ما يتعلق بحاجاتهم في الدنيا كي يسهلها لهم ، وبما يتعلق بآخرتهم من غفران للذنوب وقبول للتوبة وعتق رقابهم من النيران ، فليس من سبيل للوصول لكل ما يطلبون من دون سؤال لله عز وجل الذي بيده ملكوت كل شيء ، فقد قال الله تعالى : وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} ، كما ورد في الحديث النبوي الشريف : (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول : دعوت دعوت فلم يستجب لي ، وفي هذه المقالة سوف نتحدث عن الدعاء وبالخصوص دعاء الصحابي الجليل (أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه فتابعونا.
التعريف بالصحابي أنس بن مالك:
- قبل أن نتحدث عن دعاء الصحابي أنس بن مالك علينا أن نتعرف أولاً عن سيرته وحياته ، إنه أنس بن مالك بن النضر الخزرجي الأنصاري ، المولود بالمدينة المنورة ، وقد أسلم رضي الله عنه وهو صغير السن ، وقد خدم الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في عمر العشر سنوات.
- وكناه النبي صلى الله عليه وسلم بأبي حمزة ، ودعا له عندما جاءت به أمه (أم سليم بنت ملحان) للرسول وأخبرته : (يا رسول الله خويدمك أنيس فادع الله له) ، فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم : (اللهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة) ، فعاش أنس رضي الله عنه عمراً طويلاً وقد رزقه الله سبحانه وتعالى العديد من الأولاد والحفدة وذلك ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له.
للمزيد يمكنك قراءة : هل تعلم عن التاريخ الاسلامي
دعاء أنس بن مالك رضي الله عنه:
- كتب التاريخ قد تحدثت عن دعاء الصحابي أنس بن مالك ، وذلك بأنه رضي الله عنه قدم على الحجاج في وقت فتنة ابن الأشعث ، وقد قال الحجاج بن يوسف الثقفي كلاماً لا يليق بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فرد عليه أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه : (والله لو أن اليهود أو النصارى وجدوا اليوم من صحب نبيهم أو خدمه لتسابقوا لتكريمه وخدمته).
- وهذا الكلام وصل للخليفة عبد الملك بن مروان فكتب للحجاج يوبخه على ما صدر منه وأمره بأن يعتذر لصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك ، ولم يذكر في المقام هذا حديث أنس بن مالك ، أما بالنسبة لكتاب (الدعاء) للطبري ، فقد ورد فيه بأن أنس ابن مالك رضي الله تعالى عنه كان عند الحجاج وهو يعرض خيلاً فقال له : يا أبا حمزة ، أين تلك من الخيل التي كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فرد عليه وقال : تلك والله كما قال الله عز وجل : {واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل} ، وهذه هيئت للسمعة والرياء.
- فحينها غضب الحجاج وقال له : لولا كتاب أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان الذي أرسله لي لفعلت وفعلت ، فرد أنس بن مالك : إنك لن تستطيع ذلك ، فلقد علمني النبي صلى الله عليه وسلم ما أحترز به من كل شيطان رجيم ، ومن كل جبار عنيد ، فحينها جثا الحجاج بن يوسف الثقفي على ركبته وقال لأنس : علمنيه يا عم ، فقال أنس : لست لها بأهل ، قال : فدس إليه عياله وولده فأبوا عليه.
- وقد قال محمد بن سهل الذي روى الحديث : قال أبي : حدثني بعض بنيه أنه قال : بسم الله على نفسي وديني ، بسم الله على ما أعطاني ربي عز وجل ، لا أشرك به شيئاً ، أجرني من كل شيطان رجيم ومن كل جبار عنيد ، إن ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ، فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
للمزيد يمكنك قراءة : صحيح البخاري
أدعية مصورة:
للمزيد يمكنك قراءة : هل تعلم عن الأنبياء والصحابة
إلى هنا متابعينا الكرام متابعي موقع احلم نكون قد وصلنا إلى ختام مقالة الليلة التي تكلمنا ودار حديثنا فيها حول دعاء أنس بن مالك على الحجاج بن يوسف الثقفي ، وضعنا بين أيديكم مجموعة كبيرة جداً من المعلومات حول الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه ، فقد بدأنا حديثنا بالتعريف بالصحابي رضي الله عنه ، وفي الفقرة الثانية تعرفنا على دعاءه على الحجاج بن يوسف الثقفي ، وختمنا كلامنا بفقرة وضعنا فيها مجموعة من الأدعية المصورة.