دور المرأة في المجتمع وما مرت به في العصور السابقة
نقدم لكم هذه المقالة من موقع احلم تحت عنوان دور المرأة في المجتمع وما مرت به في العصور السابقة، حيث يتشارك كل من الرجل والمرأة في المجتمع بكل ما يحويه من واجبات وحقوق، ويختلف مفهوم المشاركة من شخص لآخر وفقًا للعرف السائد أو الفكر الذي يقتنع به الأفراد، فهناك من ينظر له على أنه منافسة مما يمكن أن يودي بهذه العلاقة وكل ما يترتب عليها، وهناك من ينظر لها على أنها شراكة تكامل، وتعتبر شراكة التكامل هى الأفضل حيث يعتبر الرجل والمرأة طرفي علاقة أو طرفي مجتمع يعينان بعضهما البعض على القيام بالمهام والواجبات الملقاه على عاتقيهما إذ يكمل كلًا منهما الآخر لكل دوره الذي يقوم به حتى تنهض المجتمعات وتسمو.
المرأة في الحضارات المختلفة:
- عانت المرأة في أغلب الحضارات والعصور القديمة بسبب دونية النظرة إليها، فنجدها في الحضارة الإغريقية ينظر إليها كما لو كانت الشيطان حيث أطلقوا عليها الشجرة المسمومة، وكان من حق الولي عليها أن يتصرف فيها كالسلع فهى ملكية يمكن أن يبيعها، ولا يسمح لها بمغادرة المنزل إذا تظل به كالخادمة، حتى أن القانون الإغريقي حرمها من أن ترث، ومن الحالات القليلة التي حصلت المرأة على بعض الحقوق بشكل جزئي في إسبرطة بسبب انشغال الرجال بالحروب.
- لم يختلف حال المرأة في الحضارة الرومانية عنه في الحضارة الإغريقية بل ربما كان أسوء، إذ كان ينظر إليها كمخلوق لا روح له ويتم التعامل معها تحت فلسفة واحدة وهى أنه لا يجب فك القيد عنها أو إزالة ثوبها.
- نظر الصينيون إلى المرأة نظر احتقار و تشاؤم حتى أن هناك من كان عندما تولد له بنت يتركها في العراء حتى تموت من البرد أو تفترس فيتخلص من هذا العار الذي لحق به، وفي حال كانت زوجة فعند موت زوجها كانت تعد ضمن متاعه وتورث لأهله.
- كانت المرأة عند الهنود بحال لا يختلف كثيرًا عما سبق، إلا إنه كان هناك نوع من التباين الملحوظ من مجتمع لآخر فهناك من وضعها في مصاف الآلهة وهناك من تعامل معها بأحقر الأساليب وكان ينظر إليها على أنها منبع الشرور، ووصل الأمر ببعض الطوائف أن يتم حرق المرأة مع زوجها عند موته.
- كانت نظرة الفرس للمرأة كما هو الحال مع الحضارات السابقة، إذا ينظر إليها بأنها منبع الشر، فهى والمال السبب في سفك الدماء، وكان للرجل كل الحقوق على المرأة حتى أنه هو من يمنحها الحياة أو الموت، كما إنهم لم يراعوا الحرمات فكان يسمح للرجل بالزواج من أي من المحارم.
- أما عند اليهود فكانت المرأة بالنسة لهم لعنة إذ إن في تراثهم وقصصهم المرأة هى التي أغرت آدم وأخرجته من الجنة، وتتم معاملتها كالمتاع إذ يحق بيعها أو تأجيرها أو توريثها.
- في النصرانية كان ينظر إلى المرأة على أنها باب الشيطان، فقد قال عنها ترتوليان و هو أحد القديسين في حضارة النصارى (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان، ناقضة لنواميس الله، مشوهة للرجل).
الإسلام هو الدين الذي أنصف المرأة وأزال ما لحق بها من عار وظلم، حيث جعل لها زمة مالية منفصلة وألزم الرجال والمجتمع بحفظ حقوقها وحريتها وإنها على قدم المساواة مع الرجل قال تعالى ” إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا”.
دور المرأة على المستوى العملي والأسري:
اختلفت النظرة للمرأة في مختلف الحضارات والمجتمعات الحديثة والمعاصرة، وسنت القوانين وتغيرت الأعراف للتماشى مع تلك النظرة الجديدة لها التي بدأت تشرع من القوانين ما يحافظ على حقوق المرأة وحريتها نظرًا إلى دور المرأة الذي تقوم به في المجتمع والذي ظهر في البداية في دورها في الاسرة، فعندما ننظر إلى المرأة نظرة مدققة نجد بأنها تمثل عمود الأسرة، فهى التي تنجب وتربي وتتحمل مسؤولية المنزل الداخلية كلها تقريبًا، فهى من تربي وترعى الابناء وتعمل على تنشأتهم، ومع الدراسات الإجتماعية والنفسية الجديدة أثبتت الأبحاث بأن حاجة الطفل و بخاصة في بداية عمره تكون إلى الأم بشكل أساسي مما يجعلها تقريبًا المعلم الأول له، لذا يجب الاهتمام بتنشئة أم واعية حتى تستطيع تربية أولادها بشكل يخرج أجيال واعية واثقة.
دخلت المرأة منذ القدم إلى سوق العمل وقد اختلفت المهن التي عملت بها، ففي العصور القديمة كانت تختص بالمهن الحقيرة والتي تلحق بها العار في بعض الأحيان، إلا إنها كانت قديمًا أيضًا تعمل في الزراعة وأمور الاستشفاء والطب حيث كانوا من أوائل المهن التي عملت بها المرأة، ومع تغير النظرة للمرأة وتغير القوانين المنظمة لحياتها اتسع مجال المهن التي يمكن أن تخترقها النساء فأصبحت اليوم تقريبًا تعمل في جميع الأعمال، حيث نجد المعلمة والطبيبة والمهندسة والممرضة وغيرها من الأعمال المنتشرة في المجتمع مما هى أعلى أو أدنى من ذلك، وقد ازدادت نسبة النساء العاملة بشكل كبير جدًا في تلك الأيام مع ازدياد الفقر والحاجة، مما جعل المرأة تحتاج للخروج إلى العمل لإعانة الرجل على سد حاجات المنزل والأسرة أو لتستطيع إعالة نفسها وأسرتها.
لم يقتصر دور المرأة في المجتمع على العمل و الوظائف و إنما أصبحنا نجدها في الأيام المعاصرة في جميع المهن والأماكن فقد خاضت غمار السياسة وأمور الحكم حتى أصبحت في بعض الأنظمة هى الحاكمة وأصبحت تشارك في أمور التشريع وسن القوانين من خلال المجالس النيابية.
جاء الإسلام فغير النظرة للكثير من الأمور وعلى رأس تلك الأمور النظرة إلى المرأة ومكانتها في مختلف المواضع، فكرمها وهى أم إذ جاء رجل إلى الرسول صل الله عليه وسلم وقال: ” يا رسول الله، إني أذنبت فهل لي من توبة ؟ فقال صل الله عليه وسلم : “هل لك من أم؟ قال لا، قال: فهل لك من خالة؟ قال: نعم، قال : فبرها”، وكرمها وهى زوجة وفتاة وحفظها وحفظ لها حقوقها كما ألزمها بواجبات وجب عليها تأديتها، فلا تطالب بحقوقك إن لم تؤدي واجباتك.