قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم| رحلة الإسراء والمعراج| الجزء السادس
محتوي الموضوع
بعد أذى أهل الطائف لنبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وتحمله للإيذاء منهم، دعا الله أن يكون راضٍ عنه وأن يوفقه في رسالته.
لم يترك الله نبيه الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وطمأن قلبه بأنه راضٍ عنه ويحبه، لذلك جعله يرى أشياء ومعجزات لم يرها أحد قبله حتى يثبت على دين الحق وهو الإسلام، ولا يحزن بما يلقى من أذى الكفار وحربهم له بشتى السبل، وليعرف بأن الله معه وسينصره، ولِيعلم أن الله قد اختاره وميّزه عن العالمين.
رحلة الإسراء والمعراج
وحدث أنه في يوم جاء جبريل عليه السلام إلى النبي وكان نائما، فأيقظه جبريل وأخذه عند الباب، فشاهد سيدنا محمد حيوانا غريبا أبيض اللون لم يرى مثله أبدا، قال جبريل إنه البُراق، وقد كان حيوانا غريبا ليس بحيوانات الدنيا المعروفة، فحينما ركبه النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرك بسرعة فائقة لايمكن تخيلها، فجرى بسرعة كبيرة جدا من مكة إلى مدينة القدس وهذا ماسُمي بالإسراء وهي رحلة النبي ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى كما قال الله تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى).
وفي الطريق شاهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم الناس مسافرةً إلى مكة وهم يركبون الجِمال ويمشون ببطء، وأمامهم جمل لونه قريب من الأسود وعلى رأسه شرائط سوداء وملونة، كما شاهد جمل آخر ضائع منهم وهو يبحثون عنه، فدلّهم النبي على مكانه فهم لم يروه ولكن سمعوا صوته، ومرّ النبي بأناس نائمون وبجانبهم ماء مغطى فشرب منه ثم غطاه ومضى في طريقه.
وصل النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى القدس وتوقف عن المسجد الأقصى وهو مسجد المسلمين ولكن اليهود استولوا عليه وأخذوه منّا، ولكن يجب على كل المسلمين أن يحاربوا اليهود ويستردوا المسجد الأقصى.
نزل النبي من البراق وربطه عند حائط سمي بحائط البراق، ثم دخل المسجد الأقصى وفوجئ النبي حين رأى الأنبياء الذين اختارهم الله وقد وقفوا يُصلّون كلهم لله، وبعد أن انتهوا من الصلاة وضع جبريل عليه السلام أمام سيدنا محمد ثلاثة أكواب، أحدهما به حليب، والثاني خمر، والثالث ماء، فهم النبي قصد جبريل بأنه يجب أن يختار الصواب،فمد النبي يده الكريمه وأخذ كوب الحليب، فقال له جبريل لقد اخترت الصواب، لذلك فإنه يجب على جميع المسلمين أن يتعلموا أن يختاروا في حياتهم ماينفعهم ويُقويهم، وأن يبعدوا عن كل ماهو ضار لهم وغير نافع.
خرج النبي وجبريل من المسجد وعرف النبي أنه سيحصل المعراج ومعناه أن الله جعل النبي يصعد إلى السماوات السبع، وعندما صعد النبي وجبريل إلى السماء الأولى شاهد ملائكة كثيرة مبتسمة تسلم على سيدنا محمد، ووجدوا سيدنا آدم عليه السلام الذي سلّم على سيدنا محمد أيضا، ثم صعد النبي الكريم إلى السماء الثانية ووجد نبي الله عيسى عليه السلام ووجد يحيى عليه السلام اللذان سلّموا على النبي، ثم صعدوا إلى السماء الثالثة ووجدوا نبي الله يوسف عليه السلام، ثم صعد إلى السماء الرابعة وفيها وجد النبي النبي إدريس عليه السلام، وفي السماء الخامسة وجد النبي وجبريل نبي الله هارون عليه السلام، وفي السماء السادسة وجدوا النبي موسى عليه السلام، حتى وصلوا إلى السماء السابعة وهناك وجدوا أبو الأنبياء جميعا سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي رحّب بسيدنا محمد وقال له مرحبا بالإبن الصالح والعبد الصالح.
محمد صلى الله عليه وسلم يرى الجنة
ثم جعل جبريل عليه السلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم يرى الجنة، وقد حدّثنا النبي عن وصف الجنة فقال لنا أننا لن نقدر على تخيُلها لأنها ستكون أجمل كثيرا من كل أفكارنا وكما قال الله عز وجل في القرآن الكريم ( ولهم مايشاؤون فيها ولدينا مزيد)، ثم خرج النبي وجبريل عليهما السلام من الجنة.
وشاهدوا مَلَك لايبتسم أبدا فعرف النبي أنه مالك ملك النار وشاهد النبي الكفار وهم يتعذبون في النار جزاء عذابهم وأذاهم للمؤمنين في الدنيا، بعدها وصل النبي مع جبريل إلى مكان يسمى سدرة المنتهى، وهو مكان يشبه الشجرة لكن أوراقها كبيرة جدا، وهناك سجد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لله لأنه اختاره أن يكون الوحيد الذي يصل لهذا المكان، فشكر الله كثيرا وحمده.
فرض الصلاة على المسلمين
وأمر الله سيدنا محمد أن يصلّي المسلمين 50 صلاة، فذهب النبي فوجد سيدنا موسى عليه السلام، كم أمرك الله أن تصلوا؟، فرد النبي 50 صلاة، فقال له سيدنا موسى ارجع واسأل الله أن يقللها، فرجع سيدنا محمدوطلب من الله أن يقللها، فقللها الله وصارت 45 صلاة،وحين علم سيدنا موسى بأن الله قلل الصلاة إلى 45 فقال للنبي ارجع واسأل الله أن يقللها فرجع لله وسأله أن يقللها فقللها، وظل ذلك حتى جعلها الله 5 صلوات،فقال موسى عليه السلام ارجع لله حتى يقللها لك، ولكن النبي محمد لم يستطع أن يذهب لله حتى يقلل عدد الصلوات مرة أخرى لأنه استحى من الله، وقد أخبرنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن من يصلّي الخمس صلوات فإن الله يُقدّرُها ويعطينا أجر خمسون صلاة.
النبي يعود مكة ويحكي لأصحابه عن رحلته
رجع النبي محمد صلى الله عليه وسلم لمكة وكان لايزال الظلام دامسا فلم يكن قد طلع الفجر بعد، وانتظر النبي حتى طلع الصبح وصلى الفجر فأخذ يحكي ماحصل معه لأهل مكة، فأُصيبوا بدهشة كبيرة، فقالوا له نحن إذا أردنا السفر لتلك المسافات البعيدة نركب الجمل ونظل شهر أو شهرين حتى نرجع، ولكن كيف لك أن تسافر كل تللك المسافة وترجع في نفس الليلة، وطلبوا من النبي أن يقول لهم دليل على رحلته السريعة إلى المسجد الأقصى، فقال لهم النبي وأنا في الطريق شاهدت المسافرين إلى مكة وكانوا يركبون الجِمال، وكان أحد الجمال ضائعا منهم، وقد أرشدتهم على مكانه، وأعرف إلى أين وصلوا، فهم على مقربة من الوصول إلى مكة، وكان أمامه جمل لونه قريب من الأسود وعلى رأسه شرائط سوداء وملونة، وأيضا كان هناك بعض الناس نائمين، فلما عطشت وقفت وشربت من الماء الذي بجانبهم وغطيته مرة أخرى، ذهب أهل مكة مسرعين للمسافرين الذين وصلوا لمكة حتى يسألوهم، ودهشوا حين شاهدوا الجمل القريب لونه من الأسود وعلى رأسه شرائط سوداء وملونة، وسألهم النبي هل ضاع منكم جمل؟، فأجابه المسافرين: نعم ولكننا سمعنا صوت أحد ما يعرفنا مكانه ثم وجدناه، وجاء مسافرون آخرون، فسألهم أهل مكة هل كنتم نائمون بجانب ماء مغطى، فقالوا لهم : نعم نمنا بجانب ماء مغطاة، وعندما استيقظنا وجدناها مغطاة ولكن كان كان الإناء خالٍ من الماء، رجع الكفار لسيدنا محمد وقالوا له فينا قوم ذهبوا من قبل للمسجد الأقصى، فقل لنا ماشكله حتى نعرف إن كنت ذهبت فعلا أم لا،وصف الرسول لهم المسجد الأقصى، وجعل الله شكل المسجد أمام النبي حتى يرد على كل أسئلتهم، فأخذ الرسول يصف المسجد الأقصى بالتفصيل فيصف أبوابه وشكله وكل جزء فيه
رجع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى بيته، وجاء جبريل إليه وعلّمه الوضوء وكيف يؤدي الصلوات الخمس، بينما رجع الكفار لبيوتهم وكادوا يُجنّوا ويسألوا نفسهم كيف عرف محمد كل هذا،فكانوا مستغربين لأنهم لا يعرفون أن الله يستطيع أن يفعل كل شيء وأي شيء، فهم خالقهم وخالق عقولهم، ولكنهم مهما فكّروا فلن يهتدوا إألى قدرة الله العظيمة فهو إذا أراد شيئا فيقول للشيء كن فيكون،