إن الرواية تعد فن أدبي نثري مكتوب بأسلوب سردي ، وهي مجموعة من الأحداث التي توصف على هيئة قصة ، والرواية تعتبر جزء من الثقافة البشرية لألف سنة ولت ، ولا تزال تحتفظ بتلك المكانة حتى يومنا هذا ، وهذا بالرغم من حدوث بعد التغييرات على طرق عرضها وتكوينها عبر الزمن ، والروايات تختلف عن القصص وعن القصائد بجوانب رئيسية ، من أهمها أن الرواية عبارة عن كتاب ، في حين أنه ليس من الممكن أن نعتبر كل الكتب روايات ، وفي المقال هذا سوف نتناول رواية سقف الكفاية وصوفيا وموت صغير … تحليل ومراجعة ، تابعوا معنا.
رواية سقف الكفاية:
تعتبر تلك الرواية أول رواية صدرت للكاتب محمد حسن علوان ، وكانت في العام ألفين واثنين ميلادياً ، وهي واحدة من الأعمال الممتعة لهذا الكتاب ، إذ تمكن فيها من خلال براعته اللغوية وذوقه الأدبي المميز ان يصور آلام الفقد ، وما يحس به المحب عندما يفقد من يحبه ، وأحداث تلك الرواية تدور حول ناصر ، هذا الشاب الذي لديه قلب مزقته الأحزان والآلام ، وعن مها ، هذه الفتاة التي أوقعت ناصر وغيره من الشباب في حبها ، وبعدها خطبت من سالم ، وظل جرحها لناصر ينزف دموع مثل السيل لأعوام طويلة ، مع العديد من الأحداث التي تمكن أن يجسدها محمد حسن علوان ، والعديد من الخيوط المتشابكة ، ومن المشاعر المختلطة ، والآن سوف نذكر لكم أشهر اقتباسات في الرواية :
- صرتُ أعتقد أن فقداني للكتابة والوطن وأمي لم تكن إلا محاولاتٍ مني لفقد أشياء أخرى غيركِ، أردتُ أن يجتمع الحزن على الحزن فيمتزج بعضها مع بعض حتى تندثر معالم حزنكِ الأول، ربما صدَّقني بعضهم وأنا أقول له هذا فيما بعد، وربما ظنَّني مجنوناً ذهب الحب بعقله، ولكني أؤمن أن الطعنة الواحدة أشد إيلامًا من الطعنتين، والجرح يكون أكثر وجعًا عندما يكون بقيةُ الجسم سليمًا، وأنا أردتُ أن أشتِّت أفكاري بين عدَّة أحزانٍ حتى لا ينفرد بي حزنٌ واحد، فيقتلني.
- لم تكوني أنتِ امرأة عادية حتى يكون حبي لك عاديًا، كنتِ طوفانًا يجرف أمامه كل أشجار القلق وجلاميد الترقبوالتروي، كنتِ قادمة كوجه الفجر الذي يسقط رهبانية الليل الطويلة، كنتِ نازلة على جبين الكوكب المهجور وبين يديكِ ماء وحياة ومخلوقات، ودورة شمسية جديدة، كنتِ حبيبتي،ذاك الإتيان الأنثوي الهادئ الذي لا يمنح الأشياء تفسيراتها بينما يكون على خارطة الحياة اتجاهات جديدة يخلق أُممًا وحضارات، ويغير تاريخ الميلاد وعادات الليل والأحلام المعلقة على جدران النهار والنظام الأزلي.
للمزيد يمكنك قراءة : اولاد حارتنا نجيب محفوظ
رواية صوفيا:
- لقد صدرت تلك الرواية في العام ألفين وأربعة لمحمد حسن علوان ، وتعد ثاني عمل روائي له ، والقصة تحكي عن فتاة اسمها صوفيا ، تلك الفتاة وحيدة ينهش في جسدها المرض ، ولا تجد حولها من يقاسمها لحظات احتضارها تلك ، وتبدأ رحلة بحثها في مدينة بيروت ولا تجد أحد ، والوحدة كانت السبب الأساسي الذي حمل تلك البنت لمعتز الشاب الذي أحبته من على الإنترنت ، وقررت أن تجعل من معتز شاهد على موتها ، فأتى من الرياض ليظل بجوارها ، وبعدها تطورت القصة بصورة مخيفة بينهم ، فصوفيا الشابة المهزوزة ، ومعتز الشاب الهارب من نفسه ، بين أحلام الفتاة صوفيا الغير محققة ، والشاب معتز العاجز عن معرفة ما هو حلمه ، كان الحب هو طفلهم الهزيل.
رواية موت صغير:
- تلك الرواية التي من الممكن أن نقول عنها أنها سيرة للشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي ، ولكن هل تظن بأن فكرة الرواية معتمدة على سرد المعروف من حياة الشيخ محيي الدين ؟ الإجابة بكل تأكيد هي : لا ، وهنا التفرد ، إذ قرر علوان الدخول بعش الدبابير وكشف كل ما عايشه ابن عربي بحياته حتى لو كان هناك أشياء يخجل من ذكرها المتصوفة ، إلا أنها طالما حدثت فعلاً فيجب أن يكتشفها من يقرأ ، ففي هذه الرواية ابن عربي شخص عادي يخطئ ويصيب ، يفعل الآثام ويقع في المحظورات ، يسقط بالحب مراراً وتكرارً ، إنسان عانى من لوعات الحب كثيراً ، وربما كل هذا ساعد بخروج بن عربي لنا بالصورة المتعارف عليها في الوقت الحالي ، وتعد تلك الرواية واحدة من أفضل الروايات السعودية.
للمزيد يمكنك قراءة : احلام مستغانمي ذاكرة الجسد
اقتباسات مصورة:
للمزيد يمكنك قراءة : تلخيص رواية رجال في الشمس