وإن الرسالات السماويه التى يكلف بها الله أنبيائه ورسله هى رسالات عظيمه ومهمه وصعبه جدًا؛ألا وهى حمل لواء هذه الأوامر الربانيه وتوصيلها إلى البشر آجمعين ،وسوف نتناول فى هذا الموضوع قصه نبى الله زكريا عليه السلام ،وكلمه أنبياء هى جمع كلمه نبى ومعناها الذى ينبىء بخبر ما يأتيه من الوحى والشرع ؛ويكون هذا الوحى قد نزل شريعته من قبل على القدماء من الرسل ولم يؤمر الأنبياء برسائل خاصه بهم ولكن لكى يجددا رسائل هؤلاء الرسل ويثبتوها بين البشر،ويحب علينا أن نقرأ ونبحث فى قصص الأنبياء والرسل لكى نأخذ منها العبر ولا نكرر أخطاء الأقوام السابقه وحتى نهتدى بهم فى جميع جوانب حياتهم وأيضا ينبغى تحفيز الأطفال أيضا على دراسه قصص الأنبياء.
قصه سيدنا زكريا عليه السلام:
إنه نبى الله زكريا بن دان بن مسلم بن صدوق،وهو من نسب سليمان عليهما السلام وتمتد الصله إلى يهوذا وهو إبن سيدنا يعقوب عليه السلام ؛وكان نبى الله زكريا كان يعمل بالنجاره وذكر فى القرآن الكريم ثمانى مرات وذكرت قصته بالتفصيل فى سورتى مريم وآل عمران ،وكانت رسالته النبويه قد بعثت على بنى إسرائيل بدعوه التوحيد وعباده الله الواحد وترك ما دون ذلك ،وكان هذا وقت كثر فيه الفساد والكفر وإنتشار الفسوق والظلم عموما،وكان الملوك فى بنى إسرائل وقتها كفره وفجره وملؤو بغضًا للدين وأهله وقد تعرض نبى الله زكريا إلى بلائهم وذلك حينما أمر الملك هيرودس بقتل “يحيى”عليه السلام إرضاء لعشيقته.
وكان عصر نبى الله زكريا عصر إنتشار القتل فى بنى إسرائيل والظلم ،وقدر الله له ألا يرزق بولد ولما بلغ الكبر وخاف من الوحده وعدم وجود من يساعده على نشر الرساله وإقامه الدين ،توجه إلى الله بالدعاء فقال الله عز وجل:(وإنى خفت الموالى من ورائى وكانت إمرأتى عاقرًا فهب لى من لدنك وليا يرثنى ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا)فإستجاب الله له الدعوه وكانت على هيئه كفاله السيده مريم عليها السلام أولًا ثم بشر بأن زوجته حامل وسيرزق بالولد بإذن الله.
قدره الله تعالى وإستجابه دعاء زكريا:
عندما تملك الضعف والشيب من نبى الله زكريا كما وصف فى دعائه لله سبحانه وتعالى ولكن إمتلاكه لثقه كبيره فى قدره الله توجه إلى الله بالدعاء المخلص وبالفعل إستجاب الله له ورزقه بالولد رغم هذه الظروف الصعبه ؛وبكفالته للسيده مريم عملت على زياده اليقين لديه وعندما كفلها كان يرى عندها الكرامات فيرى فاكهه الصيف فى الشتاء وفاكهه الشتاء فى الصيف ،وكان هذا من فضل الله فعمل ذلك على رغبته فى أن يرزقه الله بالولد رغم ان زوجته عاقر لا تلد وأيضًا كانت كبيره فى السن؛فبشره الله بالولد وجعل له أسم يحيى وقال تعالى :(يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحييى لم نجعل له من قيل سميا )وكانت المفاجأه بالخبر رغم توجهه لله سبحانه وتعالى بالدعاء وكانت له هذه الآيه والدليل أيضًا على وجود الحمل فكانت هذه الآيه هى أن يصمت ويسكت ثلاثه أيام بالرغم من إعتدال مزاجه وإختلاطه بالناس ؛وكان يقوم بذكر الله ولا يتحدث إلى أحد وقد أتم الله نعمته إبنه يحيى أن جعله بارًا بوالديه وآتاه الله تعالى الكتاب والحكم به صبيًا.
يحيى ابن ذكريا:
كان يحيى عليه السلام يتمتع بالرفق واللين وكان بارًا بوالديه كما ذكرنا من قبل ؛وحينما يذهب إليه الصبيه للعب وهو فتى ؛قال لهم ما للعب خلقنا وكان من النعم التى حباه الله بها إياها فقال تعالى :(وحنانا من لدنا وزكاه وكان تقيًا)فكان نبى الله يحيى رحيم بوالديه مشفقًا عليهما وشديد البر بهما وقال الله تعالى أيضًا:(وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا)فكان جائزه الله له إنه سلم عليه بنفسه فرفع شأنه وعلى قدره فى الدنيا والآخره.
وبهذا نكون قدمنا لكم قصه نبى الله زكريا والتى نستخلص منها أن الإستعانه بالله فى الدعاء تجلب المستحيل وبعد أن عرفنا أن نبى الله زكريا قد كفل وربى السيده مريم إبنه عمران والتى كانت زوجه عمران لا تنجب فنذرت لله تعالى إن أعطاها الله ولدًا تجعله فى خدمه بيت المقدس وعابدًا لله ،وبعد وقت قصير رزقها الله بأنثى وحارت فى أمرها ألا أنها وفت بالنذر وأخذت مريم إلى بيت المقدس فأقترح الصالحون أن يكفلها أحدهم وكانت من نصيب زكريا، ويظهر أيضًا معنى نبيل فى هذا أن الإحسان جزاءه الإحسان ،وتوفى نبى الله ذكريا على يد أفجر خلق الله فكان عادتهم قتل الأنبياء ،ويوجد روايتين لقتله ،الأولى وهى عند ولاده مريم عليها السلام فأدعى الناس أن زكريا أوقعها فى الفاحشه فقتلوه والثانيه هى بعد قتل نبى الله يحيى أرسل الملك هيرودس قاتل يحيى البحث عن زكريا بعد أن أختفى ودخل فى شجره نادته وكان هذا بإذن الله ؛وبعد ذلك إنشقت الشجره ودخل فيها وبعدها علم الشيطان فأخذ شىء من ملابس زكريا وذهب إلى القوم وهو يملك الدليل بهذه الملابس وذهبوا إلى الشجرة وضربوها بفؤوسهم حتى مات نبى الله زكريا عليه السلام.