زهير بن ابي سلمى من اشهر شعراء العصر الجاهلي
اتسم العرب منذ اقدم العصور ببلاغتهم وحبهم للشعر وشدة تعلقهم به، وقد اشتهر العديد من الشعراء العرب الذين اتخذوا قول الشعر كحرفة لهم، حيث كان العرب يجتمعون معاً في احد اسواقهم ويلقي كل منهم شعره، ويتحدي كل منهم الآخر في القاء الشعر، ومن اشهر الشعراء العرب هو الشاعر زهير بن ابي سلمى ربيعة بن رياح بن قرّة بن الحارث بن إلياس بن نصر بن نزار المزني، ولد في مضر، وكان يقيم في الحاجر (من ديار نجد) وعرف أنه كان من حكماء عصره وهو من شعراء العصر الجاهلي، نبغ في قول الشعر والقصائد وله الكثير من الاشعار الرائعة من اجمل القصائد التي تغني بها العرب، وهو أحد الثلاثة المقدمين على سائر الشعراء وهم: امرؤ القيس وزُهير بن أبي سُلْمى والنابغة الذبياني. وتوفي قبيل بعثة النبي محمد ومن اشهر الاقوال التي قيلت عن زهير بن ابي سلمى انه كان ينظم القصيدة في شهر, ويهذبها في سنة، فكانت قصائده تسمى الحوليات ويسعدنا ان نستعرض معكم الآن في هذا المقال عبر موقع احلم مقتطفات مميزة من اجمل القصائد التي قالها الشاعر زهير بن ابي سلمى وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : شخصيات وأعلام.
مقتطفات من شعر زهير
أمن أم أوفى دمنة لم تكلم * بحومانة الدراج فالمتثلم
ديار لها بالرقمتين كأنها * مراجع وشم في نواشر معصم
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش * ثمانين حولا لا أبا لك يسأم
وأعلم ما في اليوم والأمس قبله * ولكنني عن علم ما في غد عم
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب * تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم
ومن لم يصانع في أمور كثيرة * يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم
الود لا يخفى وإن أخفيته * والبغض تبديه لك العينان
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه * وإن يرقى أسباب السماء بسلم
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه * يهدّم ومن لا يظلم الناس يُظلم
فلا تكتمن الله مافي نفوسكم * ليخفى ومهما يُكتم الله يعلم
يؤخر فيوضع في كتاب فيُدخّر * ليوم الحساب أو يعجّل فينقم
ولا تكثر على ذي الضعف عتبا * ولا ذكر التجرم للذنوب
ولا تسأله عما سوف يبدي * ولا عن عيبه لك بالمغيب
متى تك في صديق أو عدو * تخبرك الوجوه عن القلوب
يمينا لنعم السيدين وجدتما على كل حال من سحيل ومبرم
تداركتما عبسا وذبيان بعد ما تفانوا ودقوا بينهما عطر منشم
وقد قلتما: إن ندرك السلم واسعا بمال ومعروف من الأمر نسلم
فأصبحتما منها على خير موطن بعيدين فيها من عقوق ومأثم
عظيمين فى عليا مُعّدّ هُدِيتُمَا ومن يستبح كنزا من المجد يعظم
ألا أبلغ الأحلاف عنى رسالة و«ذبيان» هل أقسمتم كل مقسم
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتموا وما هو عنها بالحديث المرجَّم
متى تبعثوها تبعثوها ذميمة وتضر إذا ضريتموها فتضرم
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تمته، ومن تخطئ يعمر فيهرم
وأعلم ما فى اليوم والأمس قبله ولكننى عن علم ما فى غد عم
ومن يجعل المعروف من دون عرضه يفره ومن لا يتق الشتم يشتم
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله على قومه يستغن عنه ويذمم
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
ومهما تكن عند امرئ من خليقة ولو خالها تخفى على الناس تعلم
ومن لا يزل يستحمل الناس نفسه ولا يغنها يوما من الدهر يسأم